تميزت الدورة الثالثة لملتقى مولاي الحسن الدولي لألعاب القوى، الذي أقيم يوم الأحد بملعب مرشان بطنجة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة مجموعة من نجوم ألعاب القوى العالمية وحضور جماهيري مكثف تجاوب أيما تجاوب مع مختلف السباقات لاسيما تلك التي كان العداؤون والعداءات المغاربة أطرافا فيها، إلى جانب تسجيل رقمين قياسيين جديدين للملتقى في سباقي 100م والقفز بالزانة إناثا. ففضلا عن المشاركة الوازنة لعدد من العدائين المرموقين على الصعيد العالمي، تميز الملتقى أيضا بحضور ثلاثة ضيوف شرف على الملتقى وهم البطل الكوبي سوتو مايور، الذي مازال رقمه القياسي العالمي في مسابقة القفز العالى (45ر2م ) صامدا منذ عام 1993 ، والبطل الأولمبي والعالمي (5000م) وصاحب الأرقام القياسية المتعددة العداء الأسطورة سعيد عويطة ثم العداء الأمريكي السابق والمدرب الشهير جون سميث الذي أشرف على تدريب عدد من كبار عدائي سباقات السرعة من بينهم على الخصوص الترنيدادي أطو بولدون والأمريكيين كيفان يانغ وموريس غرين البطل الأولمبي مرتين وحامل اللقب العالمي خمس مرات (100م و200م ) والفرنسية ماري جوزي بيريك البطلة الأولمبية في دورة أتلانتا (200م و400 م) . ومن أقوى اللحظات المؤثرة التي صفق لها الجمهور طويلا وبحرارة حينما نزل البطلان الأولمبيان المغربيان في دورة لوس أنجلوس 1984 نوال المتوكل (400م حواجز) وسعيد عويطة (5000م) إلى أرضية الملعب وتكريمها من طرف مدير الملتقى البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج صاحب الخمسة أرقام قياسية عالمية. وتميز الملتقى ، الذي حضره على الخصوص وزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الالماني طوماس باخ ورئيس الاتحاد الإفريقي لألعاب القوى حمد كالكابا مالبوم رئيس المجلس الدولي لرياضة العسكرية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى السيد عبد السلام أحيزون ، بتسجيل رقمين قياسيين للدورة في سباق 100م إناثا والقفز بالزانة إناثا وبفوز مغربي وحديد وكان في سباق 3000م . فقد تمكنت الأمريكية كارمليتا جيتر من الفوز بكل ارتياح بسباق 100م بزمن قدره 11 ث و4 /100، محطمة بذلك الرقم القياسي للملتقى الذي كان في حوزة الفرنسية كريستين آرون (11 ث و34 /100 ) وكانت قد سجلته في الدورة الأولى عام 2008. وتقدمت جيتر، صاحبة ثالث أفضل توقيت عالمي للسنة (10 ث و83 /100) على وصيفة بطلة أولمبياد بكين الجمايكية سمبسون شيرون (11 ث و23 /100) والأمريكية مادسون تيانا (11ث و 33/ 100). قالت جيتر إن تحطيمها للرقم القياسي للملتقى يشكل حافزا لها من أجل العمل أكثر لإنهاء الموسم بمزيد من الإنجازات والألقاب وخاصة جائزة العصبة الماسية وكأس العالم للقارات المقررة يومي 4 و5 شتنبر المقبل. أما الرقم القياسي الثاني فسجلته الأمريكية لاسي جانسون في مسابقة القفز بالزانة حيث سجلت 50ر4م ، علما بأن الرقم السابق كان في حوزة الإسبانية ناورا أجيري كاموا (30ر4م). أما الفوز المغربي الوحيد في الملتقى فحققه أنس السلموني، الذي كان يتدرب إلى جانب هشام الكروج سنوات عدة ، في سباق 3000م مسجلا توقيت 7 د و39 ث و01 /100 وهو تاسع أفضل توقيت للسنة في هذه المسافة . وتفوق السلموني على الكيني ليمو ريمي (7 د و39 ث و23 /100) والإثيوبي أييلي أباينيش (7 د و40 ث و8/ 100)، فيما اكتفى المغربي الآخر هشام بيلاني بالمركز السادس بتوقيت 7 د و45 ث 80/ 100. ومن بين السباقات التي شدت إليها الأنظار سباقا 1500م ذكورا وإناثا، الأول حسمه البطل العالمي العداء الأمريكي من أصل كيني برنار لاغات ،الذي كان لسنوات أقوى منافس لهشام الكروج (3 د و63 ث 86/ 100) متقدما على الجنوب إفريقي فان ديفنتر خوان (3 د و37 ث و4/ 100 ) وبطل العالم لفئة الشبان المغربي ياسين بن الصغير (3 د و37 ث و33 /100). أما السباق الثاني ففازت به الأوكرانية آنا ميشانكو في ظرف 4 د و11 ث و10 /100 أمام المغربية ابتسام لخواض، صاحبة ثالث أفضل إنجاز عالمي للسنة (3 د و59 ث 35 /100)، التي حققت توقيت 4 د و11 ث و42 / 100 ومواطنتها منية تابصارت التي سجلت 4 د و12 ث و3 /100. وفي سباق 800 ذكورا تفوق العداء الكيني لالانغ بواز (1د و44 ث و92 /100) على الأمريكي مانزانو ليو (1 د و45 ث و17 /100) والمغربي أمين لعلو (1د 45 ث و19 /100) هذا الأخير الذي كان مرشحا فوق العادة للفوز بالسباق. في حين حسمت الجمايكية كينا سانكلير سباق 800 م بالسرعة النهائية (2 د و2 ث و57 / 100) لتتفوق على المغربية حليمة حشلاف، التي تحتل حاليا المركز الثاني في سباق 800م في تصنيف الاتحاد الدولي لألعاب القوى برسم جائزة العصبة الماسية، والتي سجلت توقيت 2 د و1 ث و64 /100 . وفي تقييمه للدورة الثالثة لم يخف مدير الملتقى هشام الكروج سعادته بنجاحه على مختلف المستويات لاسيما وأنه في سنته الثالثة فقط، لكنه أكد مع ذلك على ضرورة مضاعفة الجهود للارتقاء به إلى مستويات أفضل حتى يصبح من بين كبريات الملتقيات العالمية بكل ما في الكلمة من معنى. كما لم يخف الكروج ارتياحه للحماس الجماهيري الفياض الذي طبع أطوار الملتقى خاصة في السباقات التي شارك فيها المغاربة. وقال الكروج إنه كان من الممكن تحقيق نتائج أفضل خلال الملتقى وتحطيم أرقام قياسية أكثر لولا قوة الرياح التي أثرت على مرودوية العدائين. يذكر أن الدورة الثانية، التي كان من بين أبرز المشاركين فيها البطل الأولمبي في سباق 110م الكوبي دايرون روبلس وحامل الرقم القياسي العالمي للمسابقة، الذي اضطر إلى الغياب عن الدورة الثالثة بسبب الإصابة، كان قد تميز بتحطيم ستة أرقام قياسية. وتضمن برنامج الدورة الثالثة لملتقى مولاي الحسن ثماني مسابقات للذكور ومثلها في فئة الإناث ويتعلق الأمر بسباقات 100م و200م و800 و1500م ذكورا وإناثا و3000م ذكورا ودفع الجلة والقفز الطويل ذكورا وإناثا ورمي القرص و400م حواجز والقفز بالزانة إناثا بالاضافة إلى أربع سياقات وطنية .