الإسلام يدعو كذلك إلى نظافة البيت قال النبي صلى الله عليه وسلم: "… نظفوا أفنيتكم وساحاتكم.."[1]. ونظافة المكان قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد الماء وقارعة الطريق" وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يبولن أحدكم في الماء الراكد"[2]. فالتبول والبراز في الماء يؤدي إلى انتقال أمراض كثيرة كالكوليرا والبلهارسيا وغيرها… وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه"[3]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"[4]. أليست هذه الأحاديث النبوية تأمرنا بالمحافظة على البيئة وعلى نظافة شوارعنا فلو طبقناها لما رمى أحدنا الأزبال كيف ما كانت في الطريق، أليست هذه إماطة الأذى عن الطريق ولو علمنا هذا لأولادنا ولأبناء بلادنا لساهمنا بشكل كبير في المحافظة على نظافة شوارعنا. لو اتبع المسلم هذه الأحاديث من نظافة الجسد والثياب والمكان لكان مظهر المسلم أحسن دعوة للإسلام، ولا يهتم المسلم فقط بنظافة نفسه وثيابه، بل يجب أن يهتم بنظافة البيئة التي حوله، ويأمر الإسلام بالمحافظة على البيئة، فينهى عن البغي والإسراف والطغيان في استغلالها دون مبالاة بالموازين ويحارب على الخصوص الفساد الذي يؤدي إلى هلاك الحيوان والنبات، ويشجع الزراعة، وكل ما يؤدي إلى صلاح البيئة وتجديدها، وينشئ محميات بيئية لا يجوز قطع شجرها، ولا قتل حيوانها، وينهى عن تلويث البيئة بأي شكل من الأشكال، ويأمر بتنظيفها يقول عز وجل: "ولا تبغ الفساد في الاَرض" [القصص، 77]. وقال عز وجل: "وإذا تولى سعى في الاَرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" [البقرة، 203]. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"[5] وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أن يقطع من شجر المدينة شيء "[6]. يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى…. —————— 1. رواه الترمذي في جامعه، (2799). 2. سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب المواضيع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها، ح: 26. 3. سنن الترمذي، كتاب الطهارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد، ح: 68. 4. صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان، ح: 35. 5. صحيح الإمام البخاري، كتاب الحرث والمزارعة، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه، ح: 2195. 6. سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب في تحريم المدينة، ح: 2038.