المسائية العربية لا يمكن لأحد أن يتنكر للدور الذي قام به الجمهور المغربي ويقوم به من أجل الرفع من معنويات فريق الرجاء وتشجيعه على اللعب بقتالية وتحقيق الفوز، هذا الجمهور الذي يشترك مع الرجاء في الانتصار الذي تحقق، فلم ييأس ولم يكف عن التشجيع في كل اللحظات حتى الحرجة منها، وحتى المذيع الذي يفترض أن يكون محايدا في تعليقه على مجريات اللعب، لم يتمالك الدموع المنهمرة فرحا بنصر كنا في أشد الحاجة إليه معنويا ولم لا ماديا أيضا، فكانت الفرحة عامة من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه. هذا الجمهور العطيم ألا يستحق الشكر؟ ألا يستحق التكريم؟ أليس من حقه أن يستفيد أيضا من المنح المخصصة للفريق؟ وكيف يمكن مساعدته؟ تلك جميعها أسئلة مشروعة، وقد نجد لها جوابا، إن حسنت النوايا، وتغلبت المصلحة العامة على الخاصة، وتغلبنا على سلطان الجشع والأنا، وخضعنا لمنطق إن تشكروني لأزيدنكم، وشكر الله في الرحمة بعباده. هذا الجمهور الذي غصت به جنبات الملعب، منه من عانى كثيرا لتوفير ثمن تذكرة ، وبعضه غادر مدينته ووجد نفسه مخيرا بين شراء تذكرة من السوق السوداء ومن تم المبيت في العراء والبحث عن وسيلة يسد بها جوعه ، حيث لجأ بعضهم إلى التسول أو الاقتراض أو مطالبة الأسرة بتدارك الموقف وبعث المزيد من المال الذي يكفي لتغطية مصاريف الاقامة والاكل والشرب وشراء تذكرة النهائي التي بلغ ثمن ارخصها في السوق السوداء 700 درهم، وكانت إحدى الاغنيات الحديثة لأكيسترا التاوتي خير معبر عن تلك المعاناة حيث يقول : "ألو ألو، يا الوليدة صيفتي اللعاقة راه الرجا باقى" "ألو ..ألو ..راه ولدك رجاوي واخى يبقى في الزنقة" [size=large]رابطك هنا هذه المعاناة ليست بالهينة، ولا يمكن المرور عليها مر الكرام، خاصة في هذا الظرف الذي وهب الله الفريق شهرة واحتراما عالميين، ورزقا وفيرا سواء من الفيفا أو من الوطن الأم، هذا الرزق الذي يمكن للفريق أن يختصم منه جزء يسيرا عرفانا بجميل هذا الجمهور، فيبادر بتقديم الدعم لبعض الدواوير التي تعاني في هذا الوقت من برودة الطقس والجفاف، فيوفرون الأغطية الصوفية أو ما يراه الفريق مناسبا وحسب ما يمكن أن يجود به، أو يبادرون بتقديم المساعدات لبعض المآوي التي تعاني من الضائقة المالية والمعروفة بمصداقيتها وخدمتها للمصلحة العامة.