نعم ذلك هو الوصف الدقيق والحقيقي للحكومة التي تدبر شؤون المغرب اليوم،أحيانا يقولون "حكومة ملتحية" وأحيانا "حكومة إسلامية" ويفترض أن يعني ذلك أنها تستلهم نصوص الاسلام ومبادئه وأحكامه وشريعته في تسيير الشأن العام،وتدبير أمور الأمة، وتجعلها المرجع والمنطلق في سياستها ومواقفها .لكن ذلك –فيماأعتقد- ليس إلا عنوانا مزيفا،ولافتة للاستهلاك والحشد،دون أن تبدل أي جهد في تنزيل نصوص الاسلام المقدسة في الواقع،وتطبيقها بشكل عملي على الأرض،وتحويل سنوات الدعوة إلى استثمار في الدولة. وهكذا لم تفلح الحكومة في أن تتعبأ لعدالة اجتماعية حقيقية ،توظف لها إمكاناتها،وتمول الجمعيات الخيرية،وتقف على مشاريع من هذا القبيل،ينتعش بها المسكين والفقير وينهض –ولو جزئيا-من بؤسه الذي يكبله،ومن حرمانه الطويل الذي يسحقه .ومن شقاءه الذي يتجدد عليه مع تغير الوجوه التي تحكمه،والحكومات المتعاقبة عليه. ولم ير الفقراء –اليوم- كما لم يروا من قبل من يمد لهم يدا بالرفق والتكافل والرحمة والتعاطف،بل ظلوا كما هم يواجهون الحاجة والفاقة بضراوتها وشراستها تستنزف ما تبقى فيهم من كرامة ومن صحة،وتسحقهم وأبناءهم وأهلهم في عراء بارد مكشوف وقاس لم يروا فيه حنو الاسلام ،وحدبه ورفقه بالضعفاء والمحرومين. كما لم تفلح –أيضا- أن تضمن الحرية التامة للقائلين الحق،والآمرين بالخير،والكاتبين وأصحاب الأفكار والأقلام،والثائرين على البغي، والساعين وراء تحقيق الآدمية والكرامة للخلق،والحد الأدنى لحقوق الإنسان،بل نرى كثيرا منهم يتعرض للضرب والسحل والاعتقال ،وأشكال الحيف والعسف. في حين أن الإسلام يفتح المجال رحبا ممتدا بلا نهاية لإطلاق حرية القول والتعبير،والإفضاء بما في الصدور . إنه كان أحدهم – وهو خادم مجوسي- في الزمن الأول يهدد الخليفة عمر بن الخطاب في السوق وأمام الملأ بالقتل والموت ثم يذهب إلى بيته آمنا مطنئنا .ولم يقتل حتى نفذ تهديده،ومارس إجرامه. كما أنها لم تفلح كذلك في استدعاء أهم فريضة في الإسلام،وأعظم أركانه- وهي الزكاة- إلى واقع المسلمين المعيش،تنفيذا وامتثالا لأمر الله . ومحاولة لسد بعض الفاقة،وكف غلواءالفقر،وبشاعته وشناعته،وفتح منافذ أخرى من الأمل للبائسين والعاطلين الذي يواجهون الغلاء المتصاعد،بجيوب خاوية وبطون طاوية،ويرزحون تحت مضاضة المسكنة،وذلها المرير،فلم ينشأ صندوق مستقل حر لهذا الغرض الشرعي والانساني النبيل.. ولم نحاول أن نصحب الاسلام وما فيه من الوصايا والأخلاق إلى المؤسسات والمدارس والإدارات،كي يقتلع كثيرا من آفات القول والفعل،ويزيل أوضار وأضراربعض العاهات المنتتشرة في المجتمع من الارتشاء،والإهمال،والكلام البذيء،وإضاعة مصالح الخلق،وتعطيل أمورهم،واستفحال العادات السيئة التي تؤخر التنمية والانتاج،ولم نربط تلك السلوكات،برباط من الضمير الذي يتلقى الخير والنصح والايقاظ من الوحي وتعاليمه. بل لم تتح الحكومة مجالا حقيقيا لأهل العلم والذكر،أن ياخذوا دورهم،وأن يتمكنوا من مساحة في الإعلام،يعرضون فيه أمام الناس ما لديهم،ويفقهون في دين الله ويقدمون خطابا حيا وصادقا بعيدا عن الخطاب المتخشب المَكرور،والكلام الإنشاءي المتزلف المتملق،أو الساكن في كهوف الخرفات والأوهام... وان يبرهنوا على أن هذا الدين دين حيوي متجدد ومرن يستطيع أن يواكب حاجات الناس المختلفة،وأن يجيب عن أسئلتهم الملحة. وأن يبددوا المخاوف التي صنعتها الدعاية الماكرة للخصوم والأعداء وأذنابهم التي ما فتئت تصور الإسلام "بعبعا"يخرج من الأدغال لياكل الناس ويعيدهم إلى الوراء. آن الآوان أن يرد هذا الكيد الخبيث،وأن تزول هذه الترهات الفاجرة،وأن يتوارى الملاحدة والعلمانيون خجلا مما كتبته أيديهم. إنني أستطيع أن أحلف أغلظ الأيمان أن دين الله دين متحضر راق متكامل،يستطيع إن تخلص من قبضة الاستبداد،ويد وعاظ السلاطين أن يأخذ بأيدي الناس إلى أفاق أعلى،وحياة أفضل،وأن يجعلهم أذكى عقولا،وأنقى قلوبا،وأزكى أرواحا وأقواى عزائم،واصلب عودا.واقرأوا التاريخ يوما بإنصاف وعيون مفتوحة. لم تفلح الحكومة في تقريب الناس من بعض ذلك.ولم تبادر إلى تأسيس جهاز قابي صارم محايد يراقب أموال الشعب،في موارده ومصارفه،ويساءل ويحاسب،ويتتبع ويتقصى،لتقطع أذرع الفساد الأخطبوطية،التي صالت وجالت في مقدرات الأمة عيثا ونهبا وفسادا. بل إن الحكومة استتسلمت للواقع الذي وجدته،فتركت الذين نهبوا وأفسدوا وبذروا في ذات مواقعها – معززة مكرمة مبجلة- بل وحمت بعضهم من المساءلة في البرلمان وغضت الطرف عما ارتكبوه،وتتواطأت لما تركت الفئران والحيتان والثعالب التي أكلت (حتى بشمن وما تفنى العناقيد) كما قال المتنبيء. بل إنها كافأتهم لما طمأنت مخاوفهم أن لاحساب ولا مساءلة بل"عفا الله عما سلف" في تحريف واضح لمراد القرآن العظيم. بل حتى بعض الوزراء الذين كتبت عنهم الصحف،وكشفت بعض سوءاتهم،وقدمت عنهم ملفات،بقوا في الحكومة،يمارسون العزل على الأبرياء،وساديتهم على من لا نصير له. واستسلمت الحكومة للظلم الذي لحق المساجد،وكمم أفواهها،وشرد خطباءها وعزل دعاتها،وجعلها أبنية قائمة لا تساهم في التنوير ولا التبشير،في حين تحركت الزوايا وانتعشت،واستفحل النتصير وتمدد،وظهر التشيع،وأطلت "بشائره" واندحر أي دور مأمول للمسجد المخطوف والمأسور،ومر كل ذلك بسلام. فلاغرو- بعد ذلك- أن نرى الحكومة مستسلمة لأفراخ التطرف الأمازيغي الذين يسعون بدأب شديد إلى النيل من وحدة هذه الأمة،ونسيجها المتماسك المتراص،فسمحت لهم بتبني حرف فينيقي قديم بعيد القدم في كتابة "الشلحة" دون استفتاء شعبي وبقرارات أحادية متهورة من صبية الأمازيغ،دون اعتبار للإرادة الشعبية،وضدا على حقائق التاريخ،فزحموا الحرف العربي في عقر داره،وخلقوا هويتين متباعدتين في وطن واحد،وصنعوا شروخا غائرة في وجدان الشعب الواحد وبين أفراده.بل وسكتت الحكومة عن الفرنكفونية المتغولة والمتمددة،والتي زحزحت لسان الأمة عن موقعه،واحتلت المنابر المتخلفة،والمؤسسات والإدارات والإرادات وأصبح المغرب متعدد الهويات،مرهونا إلى مظاهر الشتات. ذلك وغيره مماأرى ويراه غيري ما جعلني أصف هذه الحكومة بأنها استسلامية،وليس لي لديها من مطلب سوى أن تعفي الإسلام العظيم من حرج التمسح به،وادعاء الحكم بمنهجه. وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لاتقر لهم بذاكا. أحمد بن محمد الشبي 14/01/2013 نعم ذلك هو الوصف الدقيق والحقيقي للحكومة التي تدبر شؤون المغرب اليوم،أحيانا يقولون "حكومة ملتحية" وأحيانا "حكومة إسلامية" ويفترض أن يعني ذلك أنها تستلهم نصوص الاسلام ومبادئه وأحكامه وشريعته في تسيير الشأن العام،وتدبير أمور الأمة، وتجعلها المرجع والمنطلق في سياستها ومواقفها .لكن ذلك –فيماأعتقد- ليس إلا عنوانا مزيفا،ولافتة للاستهلاك والحشد،دون أن تبدل أي جهد في تنزيل نصوص الاسلام المقدسة في الواقع،وتطبيقها بشكل عملي على الأرض،وتحويل سنوات الدعوة إلى استثمار في الدولة. وهكذا لم تفلح الحكومة في أن تتعبأ لعدالة اجتماعية حقيقية ،توظف لها إمكاناتها،وتمول الجمعيات الخيرية،وتقف على مشاريع من هذا القبيل،ينتعش بها المسكين والفقير وينهض –ولو جزئيا-من بؤسه الذي يكبله،ومن حرمانه الطويل الذي يسحقه .ومن شقاءه الذي يتجدد عليه مع تغير الوجوه التي تحكمه،والحكومات المتعاقبة عليه. ولم ير الفقراء –اليوم- كما لم يروا من قبل من يمد لهم يدا بالرفق والتكافل والرحمة والتعاطف،بل ظلوا كما هم يواجهون الحاجة والفاقة بضراوتها وشراستها تستنزف ما تبقى فيهم من كرامة ومن صحة،وتسحقهم وأبناءهم وأهلهم في عراء بارد مكشوف وقاس لم يروا فيه حنو الاسلام ،وحدبه ورفقه بالضعفاء والمحرومين. كما لم تفلح –أيضا- أن تضمن الحرية التامة للقائلين الحق،والآمرين بالخير،والكاتبين وأصحاب الأفكار والأقلام،والثائرين على البغي، والساعين وراء تحقيق الآدمية والكرامة للخلق،والحد الأدنى لحقوق الإنسان،بل نرى كثيرا منهم يتعرض للضرب والسحل والاعتقال ،وأشكال الحيف والعسف. في حين أن الإسلام يفتح المجال رحبا ممتدا بلا نهاية لإطلاق حرية القول والتعبير،والإفضاء بما في الصدور . إنه كان أحدهم – وهو خادم مجوسي- في الزمن الأول يهدد الخليفة عمر بن الخطاب في السوق وأمام الملأ بالقتل والموت ثم يذهب إلى بيته آمنا مطنئنا .ولم يقتل حتى نفذ تهديده،ومارس إجرامه. كما أنها لم تفلح كذلك في استدعاء أهم فريضة في الإسلام،وأعظم أركانه- وهي الزكاة- إلى واقع المسلمين المعيش،تنفيذا وامتثالا لأمر الله . ومحاولة لسد بعض الفاقة،وكف غلواءالفقر،وبشاعته وشناعته،وفتح منافذ أخرى من الأمل للبائسين والعاطلين الذي يواجهون الغلاء المتصاعد،بجيوب خاوية وبطون طاوية،ويرزحون تحت مضاضة المسكنة،وذلها المرير،فلم ينشأ صندوق مستقل حر لهذا الغرض الشرعي والانساني النبيل.. ولم نحاول أن نصحب الاسلام وما فيه من الوصايا والأخلاق إلى المؤسسات والمدارس والإدارات،كي يقتلع كثيرا من آفات القول والفعل،ويزيل أوضار وأضراربعض العاهات المنتتشرة في المجتمع من الارتشاء،والإهمال،والكلام البذيء،وإضاعة مصالح الخلق،وتعطيل أمورهم،واستفحال العادات السيئة التي تؤخر التنمية والانتاج،ولم نربط تلك السلوكات،برباط من الضمير الذي يتلقى الخير والنصح والايقاظ من الوحي وتعاليمه. بل لم تتح الحكومة مجالا حقيقيا لأهل العلم والذكر،أن ياخذوا دورهم،وأن يتمكنوا من مساحة في الإعلام،يعرضون فيه أمام الناس ما لديهم،ويفقهون في دين الله ويقدمون خطابا حيا وصادقا بعيدا عن الخطاب المتخشب المَكرور،والكلام الإنشاءي المتزلف المتملق،أو الساكن في كهوف الخرفات والأوهام... وان يبرهنوا على أن هذا الدين دين حيوي متجدد ومرن يستطيع أن يواكب حاجات الناس المختلفة،وأن يجيب عن أسئلتهم الملحة. وأن يبددوا المخاوف التي صنعتها الدعاية الماكرة للخصوم والأعداء وأذنابهم التي ما فتئت تصور الإسلام "بعبعا"يخرج من الأدغال لياكل الناس ويعيدهم إلى الوراء. آن الآوان أن يرد هذا الكيد الخبيث،وأن تزول هذه الترهات الفاجرة،وأن يتوارى الملاحدة والعلمانيون خجلا مما كتبته أيديهم. إنني أستطيع أن أحلف أغلظ الأيمان أن دين الله دين متحضر راق متكامل،يستطيع إن تخلص من قبضة الاستبداد،ويد وعاظ السلاطين أن يأخذ بأيدي الناس إلى أفاق أعلى،وحياة أفضل،وأن يجعلهم أذكى عقولا،وأنقى قلوبا،وأزكى أرواحا وأقواى عزائم،واصلب عودا.واقرأوا التاريخ يوما بإنصاف وعيون مفتوحة. لم تفلح الحكومة في تقريب الناس من بعض ذلك.ولم تبادر إلى تأسيس جهاز قابي صارم محايد يراقب أموال الشعب،في موارده ومصارفه،ويساءل ويحاسب،ويتتبع ويتقصى،لتقطع أذرع الفساد الأخطبوطية،التي صالت وجالت في مقدرات الأمة عيثا ونهبا وفسادا. بل إن الحكومة استتسلمت للواقع الذي وجدته،فتركت الذين نهبوا وأفسدوا وبذروا في ذات مواقعها – معززة مكرمة مبجلة- بل وحمت بعضهم من المساءلة في البرلمان وغضت الطرف عما ارتكبوه،وتتواطأت لما تركت الفئران والحيتان والثعالب التي أكلت (حتى بشمن وما تفنى العناقيد) كما قال المتنبيء. بل إنها كافأتهم لما طمأنت مخاوفهم أن لاحساب ولا مساءلة بل"عفا الله عما سلف" في تحريف واضح لمراد القرآن العظيم. بل حتى بعض الوزراء الذين كتبت عنهم الصحف،وكشفت بعض سوءاتهم،وقدمت عنهم ملفات،بقوا في الحكومة،يمارسون العزل على الأبرياء،وساديتهم على من لا نصير له. واستسلمت الحكومة للظلم الذي لحق المساجد،وكمم أفواهها،وشرد خطباءها وعزل دعاتها،وجعلها أبنية قائمة لا تساهم في التنوير ولا التبشير،في حين تحركت الزوايا وانتعشت،واستفحل النتصير وتمدد،وظهر التشيع،وأطلت "بشائره" واندحر أي دور مأمول للمسجد المخطوف والمأسور،ومر كل ذلك بسلام. فلاغرو- بعد ذلك- أن نرى الحكومة مستسلمة لأفراخ التطرف الأمازيغي الذين يسعون بدأب شديد إلى النيل من وحدة هذه الأمة،ونسيجها المتماسك المتراص،فسمحت لهم بتبني حرف فينيقي قديم بعيد القدم في كتابة "الشلحة" دون استفتاء شعبي وبقرارات أحادية متهورة من صبية الأمازيغ،دون اعتبار للإرادة الشعبية،وضدا على حقائق التاريخ،فزحموا الحرف العربي في عقر داره،وخلقوا هويتين متباعدتين في وطن واحد،وصنعوا شروخا غائرة في وجدان الشعب الواحد وبين أفراده.بل وسكتت الحكومة عن الفرنكفونية المتغولة والمتمددة،والتي زحزحت لسان الأمة عن موقعه،واحتلت المنابر المتخلفة،والمؤسسات والإدارات والإرادات وأصبح المغرب متعدد الهويات،مرهونا إلى مظاهر الشتات. ذلك وغيره مماأرى ويراه غيري ما جعلني أصف هذه الحكومة بأنها استسلامية،وليس لي لديها من مطلب سوى أن تعفي الإسلام العظيم من حرج التمسح به،وادعاء الحكم بمنهجه. وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لاتقر لهم بذاكا. أحمد بن محمد الشبي 14/01