تنظم جمعية اللوز بتافراوت بتعاون مع المجلس البلدي لتافراوت وبدعم من مجموعة من الفعاليات الإقتصادية بالمنطقة، "أنموكار ن تفراوت الأول" ( المتلقى الأول للثقافة والفنون بتافراوت )، دورة "فنون أحواش"، وذلك أيام 7-8-9 يوليوز 2012 بمدينة تافراوت تحت شعار:" أحواش بأرض اللوز: الهوية والإمتداد". وقد اختار المنظمون أن تخصص هذه الدورة للإحتفاء بفن أحواش كفن شعبي ضارب في أعماق التاريخ، وكإرث ثقافي أمازيغي ساهم في صون اللغة الأمازيغية من الضياع. كما حافظ على هويته وعراقته، حيث ظلت مختلف القبائل الأمازيغية ترقص على إيقاعاته في مناسباتها المختلفة. إنه فن أحواش بوصفه إحدى الأشكال الفنية والتعبيرية التي ارتبطت بالجماعات البشرية المرتبطة بالأرض من خلال زراعتها واستغلالها كتعبير صادق عن الفرجة الجماعية المقترنة بدورة الحياة الزراعية وما تتطلبه العملية الإنتاجية الفلاحية من العمل التعاوني الجماعي، والذي انعكس على الأشكال التعبيرية والترفيهية . ويعد أحواش كذلك الفن الأصيل المحافظ المتميز بالحركات البديعة المنتظمة البعيدة عن الإغراءات المائعة، والتي يزيدها أصالة زي الرجال الموحد المتمثل في العمامة والجلباب و البلغة التقليدية، الى جانب زي النساء الموحد بدوره والمتمثل في" ايزار" وبلغة و الحلي الفضية التقليدية. إن فن أحواش فضاء للحوار، والإنفتاح على الآخر، وتأكيد للذات، ورمز شاهد على ارتباط الإنسان الأمازيغي بالأرض واللغة. ومن هذه المنطلقات سعى المنظمون إلى وضع برنامج متنوع يجمع بين الفني والثقافي، يمتد لثلاثة أيام تؤثثها فرق أحواش أمازيغية مرموقة كفرقة أحواش أكلاكال (تالوين) ومجموعة أحواش باني (طاطا) ومجموعة أحواش أركان (تافراوت) ومجموعة أحواش إمجاض (سيدي إفني). كما سيتعرف هذه الدورة إحتفاء مهما بفن أحواش في صيغته النسوية وخاصة فن "أسداو" من خلال مشاركة ثلاثة فرق نسوية "مجموعة بنات اللوز" و "مجموعة بنات أركان" و "مجموعة تيتماتين". وستكون هذه المناسبة ملتقى متميزا لألمع شعراء أسايس الأمازيغي ورواد فن تنظامت، وفي مقدمتهم الثنائي المتألق الحاج إيحيا بوقدير والرايس لحسن أجماع، إلى جانب مشاركة كل من الرايس الحاج عابد أوطاطا، أحمد أبودرار، أحمد بنواكريم. وستعرف هذه الدورة تكريم الشاعر المرحوم عبد الكبير شوهاد الذي تألق في حياته بميادين فن أحواش وأبدع قصائد خالدة وكان علما من أعلام هذا الفن بمناطق سوس. إلى جانب تكريم الشاعر الأمازيغي عبد الله أوزال الذي كان له الفضل في كتابة أشعار رائعة تغنت بها ألمع المجموعات الموسيقية الأمازيغية كمجموعة أودادن و مجموعة الرايسة تشنويت وغيرهما. وإلى جانب التنشيط الفني المتمثل في فنون أحواش ارتأى المنضمون أن تحضر الفكاهة في البرنامج الفني لهذا الملتقى من خلال مشاركة الفنانين رشيد أسلال، ومحمد قيمرون والفنان الصاعد ابراهيم أزنزار. كما سيعرف البرنامج العلمي الموازي لهذه التظاهرة تنظيم مجموعة من الندوات والأيام التكوينية والدراسية حول مواضيع تهم الثراث المحلي والمجالي وتستأثر باهتمام الباحثين والمهتمين على الصعيد المحلي والوطني. وسيكون للرياضة نصيبها في برنامج "أنموكار ن تفراوت" من خلال تنظيم دورة في لعبة الشطرنج ومقابلة تكريمية للفريق المحلي لتافراوت ، فريق نهضة تافراوت الذي حقق هذه السنة إنجازات متميزة إلى جانب تنظيم دوري محلي في لعبة الكرة الحديدية. ويهدف المنظمون من وراء هذه التظاهرة الى ترسيخ هذا الملتقى ضمن خارطة المهرجانات المحلية و الوطنية لإعطاء إشعاع ثقافي لمدينة تافراوت والمساهمة في التنمية المحلية عبر استثمار مختلف مؤهلات المنطقة، وإبراز غناها الجغرافي والحضاري، والتعريف بالموروث التراثي والثقافي لتثمينه وضمان استمراريته.