إن إدماج المتفقدين التربويين للتعليم الأولي في سلك المفتشين أصبح ضرورة ملحة لإنصاف هذه الفئة من الأطر التعليمية التي عملت على تطوير وتنمية التعليم الأولي ، حيث تزايدت أعداد المؤسسات المحتضنة للأطفال في مرحلة ما قبل التمدرس .وبالرغم من التطور الحاصل في هذا القطاع إلا أن البنية البشرية- المتفقدون التربويون- لم يشملها الاهتمام التي تستحقه كفئة تربوية بدلت مجهودات جبارة مادية ومعنوية قصد الارتقاء بهذا المجال باعتباره دعامة أساسية للرفع من مستوى وجودة التعليم الابتدائي قصد الحد من ظاهرة الهذر المدرسي . والانقطاع المبكر عن المدرسة الابتدائية . لقد تجاهلت الوزارة وضعية 240 متفقدا تربويا مكلفين بتأطير ومراقبة مؤسسات التعليم الأولي .ووضعتهم خارج النصوص التنظيمية لوزارة التربية الوطنية .وقد حان الوقت للاهتمام بهذه الفئة ،التي انتقيت من بين خيرة أساتذة التعليم الابتدائي الذين قضوا أزيد من 20 سنة في هذا المجال ..ومنهم من اختير عبر اجتياز مباراة، حددت شروطها المذكرة الوزارية رقم 63 بتاريخ 18/5/2004 وعليه فجميع القوى الحية والفاعلة في المجتمع من نقابات وغيرها مدعوة اليوم إلى تبني ملف المتفقدين التربويين، وفتح حوار جاد ومسؤول مع الوزارة حول وضعيتهم لرفع الحيف الذي لحقهم في النظام الأساسي الحالي .ودمجهم في سلك المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي تماشيا مع روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين في الدعامة الرابعة منه . التي تنص على دمج التعليم الأولي والتعليم الابتدائي لتشكيل سيرورة تربوية منسجمة تسمى الابتدائي .ثم طبيعة التكليف بمهام التفقد التربوي وفق مقتضيات المذكرة الوزارية رقم 127 بتاريخ 5 غشت 1992 والصادرة عن مديرية التعليم الابتدائي ، قسم التأطير والمراقبة التربوية . والمذكرة الوزارية رقم 94 بتاريخ 3 يونيو 1991حول موضوع تفقد مؤسسات التعليم الأولي والصادرة عن نفس المديرية والمذكرة 140الصادرة عن المديرية المكلفة بمجال الارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي بتاريخ 4اكتوبر 2011 موضوعها دعم تأطير التعليم الأولي .إضافة إلى العديد من المذكرات الوزارية التي تنظم مجال عمل هذه الفئة .التي ساهمت في تحديث أدوار مؤسسات التعليم الأولي وترسيخ ثقافة التربية ما قبل مدرسية. حيث تتوزع وظائف المتفقد التربوي وممارساته وأدواره الرسمية والتطوعية في كونه يمثل صلة وصل بين مؤسسات التعليم الأولي وبين الإدارة .ويسهر على تطبيق المذكرات والقرارات والتوجيهات الرسمية ، الإدارية منها والتربوية ،ويراقب سير العمل بها .وصلاحية بنياتها لاستقبال الأطفال ،وضبط معطيات خريطة منطقة التفقد التربوي والإسهام في تقدير توقعات تسجيلات الأطفال ، والقيام بزيارات ميدانية من أجل تتبع وتقويم عمل المربين والمربيات ومسيري المؤسسات داخل المجال الحضري والقروي. إضافة إلى إسهاماته البارزة في التكوين المستمر داخل مركز الموارد.والإنتاج والبحث التربوي وإحداث الأقسام النموذجية للتعليم الأولي . وقد راكم المتفقدون التربويون تجربة لايستهان بها في مجال التعليم الأولي ،حيث استفادوا من عدة تكوينات وتدا ريب ميدانية على المستوى المحلي والوطني والدولي ، ومع مختلف المنظمات الدولية والوطنية. مما مكنهم من تكوين مثين ،واكتساب خبرات فعالة ، وممارسات منتجة في مجال التأطير والتكوين ، كان لها الأثر الإيجابي على تحسين جودة تكوين الموارد البشرية العاملة بالقطاع . إن هذه المجهودات وغيرها تبين دور المتفقد التربوي الذي يعمل دون كلل أو تبرم من أجل تحقيق جودة التعليم الأولي ،وربح رهان الميثاق الوطني للتربية والتكوين رغم العراقيل التي قد تصادفه أحيانا من طرف جهات متعددة .