للمسائية العربية فلسطين بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب وباحث فلسطيني مستقل – ( 30- 10-2010م) ليس المستقل هو الذي يقبع في بيته ولا يعنيه أحد ، ولا هو الذي يمكث في عمله ولا يهتم بشيء ، بل هو المستقل من حيث رؤيته السياسية من دون أن يكون له ارتباطاً أو تبعية بأحد مطلقا من تلك القوى أو التنظيمات المختلفة ، والتي تتصارع بصمت فيما بينها . المستقل في مفهومه السياسي هو ذلك الرجل الذي أحب وطنه وشعبه ، وأخلص لهم فكره وممارسته وشعوره ، وهو الذي يطرح طرحا وحدويا هادفا لا ينحاز إلى هذه الفئة أو تلك القوة ، يجمع ولا يفرق ، ويبني بقلمه وبكلمته وبمواقفه ولا يهدم ... هو الذي ينتقد الجميع من دون أن يكون تحت عباءة أحد ، نقدا هادفا بناءً بأسلوب علمي تحليلي ، مقترن بالأدلة والحقائق والأرقام ، مبتعدا عن النقد السلبي الهدام الجارح لأي قوة سياسية ، والذي لا يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعبه ... يملك الأساليب السهلة واللينة لتمرير معلومته ، ويتمتع بقدرة عجيبة على الإقناع ربما شهد له يها الكثيرون ... المستقل هو الذي يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا ، ويدعو إلى تطويرها وتفعيلها ... هو الذي لا يكل ولا يمل في طرح رؤيته من أجل تحقيق المصالحة والوحدة ، وجمع الشمل ورص الصفوف ، يدعو إلى الاتفاق حول مرجعية موحدة وإستراتيجية واحدة ، يساهم ما أمكن في التخفيف من معاناة المواطن ولو بكلمة طيبة واحدة ، تعيد الأمل إلى القلوب ... وهو صاحب رؤية سياسية فكرية ثقافية عميقة ، ربما لو استمع إليه أصحاب القرار والرأي و السياسة ؛ لوجدوا في جعبته كثيرا من الحلول لكثير من المشاكل السياسية والمجتمعية والثقافية وحتى القانونية ، فكم من رجل مستقل مغمور يحمل عمقا فكريا لا يُسمع له ، ولا يؤخذ برأيه ، وكم من رجل مستقل مجهول يملك من الطاقات والإمكانيات من حيث الرؤية والتأثير والقدرة على الإقناع ولكن لا وزن له ، في الوقت الذي انحصر عمل بعض دعاة الاستقلالية في قولبة ( شخصيات ) كذبا وتملقا وتسلقا ، فلا وزن ولا حضور ولا تأثير لهم ، وتأبطوا صفة الشخصيات وهم ليسوا أهلا لذاك ، ولهم ارتباطات مشبوهة باتت شبه مؤكدة ، وينفذون أجندة واضحة معالمها ، ومع الأسف الشديد نجد لهم رواجا بين المخدوعين من أولئك المضللين ، بل منهم من يعرف ذلك تماما ويصر على تواجده بينهم ، معللا ذلك بالتسلية وكسب العلاقات ومعرفة الكثيرين من الأصدقاء الجدد !! ، منشرحا صدره لكلمة شخصيات ، معتبرا نفسه أنه شخصية مجتمعية لها الفعل ، وتملك الوزن والحضور ، ولو وضع نفسه بأمانة ونزاهة على الميزان ؛ لوجد نفسه صفرا حتى من الوعي السياسي ... وقد صنعته الأضواء ، و أوجدته الظروف ، وجعلت الأموال منه بريقا لامعا ولو كان نحاسيا قد طرأ عليه الصدأ !! . ومن العجيب ان ترى مثل هؤلاء يجيدون فن التمثيل والخداع ، ويؤدون دورهم على خشبة المسرح ببراعة فائقة ، يتقنون ذر الرماد في العيون من خلال أنشطتهم التي تحمل طابعا إنسانيا أو اجتماعيا أو سياسيا ، ولو وضع كل متفحص غيور تلك الأنشطة تحت المجهر؛ لوجد فيها الغث الكثير، والفساد الكبير ، والزيف الذي يصل إلى حد الذهول ( بدون تضخيم للأمور )... سلاحهم هو سلاح الفشنك الفاسد مثل فساد عقولهم وقلوبهم ، هو سلاح التشهير بصمت بمن عارضهم وكشفهم أمام الناس ، وصدع بحقيقتهم ، وجهر بأسرارهم العفنة التي حاولوا سترها إلا عن كل مستقل حر شريف ... حتى أنهم سرقوا اميلي الخاص وتجرؤوا على إبلاغ البعض بذلك ، وهاجموني بقوة من دون ذرة من الحياء والأخلاق ، كل ذلك لأني كشفت وسأكشف بإذن الله عن زيفهم وتفاهة تفكيرهم والأهداف التي يصبون إليها ... وصدق بهم الشاعر : إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل . ومن العجيب أيضا أن بعض رجال الفكر والسياسة حدثني بأنهم يعرفون عنهم ذلك تماما ، فسألتهم : إذن لماذا تفتحون لهم أبوابكم ؟ ولماذا تقابلونهم بالقبلات والابتسامات ؟ فكانت إجاباتهم متشابهة إلى حد كبير وهي – إنه جزء من نشاط إعلامي لا أكثر ولا أقل ، ولن نخسر شيئا ، وأنهم إلى انكماش وزوال ( هكذا بالحرف )- . أدعو جميع المستقلين الشرفاء إلى الالتفاف حول جسم مستقل نقي واحد ، ينقذ شرفاء المستقلين من مكر المتسلقين ، لا شبهة فيه ولا ارتباط بأحد ، وتشكيل قوة يكون لها القدرة على وضع النقاط فوق حروفها ... قال الشاعر : وللحساد عذر أن يشحوا......على نظري إليه و أن يذوبوا فإني قد و صلت إلى مكان......عليه تحسد الحدق القلوب أعرف أنني سأنتظر منهم مزيدا من التشهير والردح والشتائم كعادتهم ، فهم لا يملكون من الوعي والفكر غير ذلك ، فهذه حقيقتهم المزيفة والتي ينخدع بها الكثير ، ليُعبّروا عن ثقافتهم المشوهة ، وعن أخلاقهم الهابطة ، وعن من يكونوا !! ، أتحداهم إن قارعوني بالحجة والدليل والواقعة ، لن يستروا عوراتهم المفضوحة ، ولن يستخفوا بعقول غيرهم مهما تجملوا وتزينوا بالصور الخادعة والبريق الزائف ..!! . قال شوقي على لسان كليوباترا : غدا يعلم الحقيقة قومي ...... ليس شيء على الشعوب بسرِّ ولسوف أقدم بشأنهم قريباً بإذن الله مفاجأة مدوية البقية تتبع مدونتي : واحة الكُتاب والمبدعين المغمورين