شاهدتم كما شاهد ملايين المغاربة صورة الصبي الرضيع وهو على ظهر امرأة ساقطة وإياه تحت قدمي رجل أمن، وكأن المشهد ينقل لنا مشاهد من حياة نساء وأطفال فلسطين وهم يعانون الاحتلال والبطش الإسرائيلي. ليست الصورة من فلسطينالمحتلة أو من العراق الممزق بالاحتلال الأمريكي، بل إنها صورة جريدة "المساء" ليوم الأربعاء 28 ماي الجاري وقد نقلها المصور السيد سلماوي والذي يستحق عليها وساما مهنيا من أعلى الدرجات. إنكم وزير الداخلية المسؤول الإداري والقانوني عن تصرفات رجال الأمن، وبالتالي مسؤولون عن أقبح هوية تقدمها أجهزتكم بواسطة أحد موظفيها بمناسبة العيد الوطني لحقوق الطفل، ومسؤولون عن أقسى عقوبة تتعرض لها امرأة عزلاء لا تحمل قنبلة أو سوطا أو سلاحا أو حجرا من طرف رجل أمن. إن اسمكم كوزير للداخلية بالمغرب ومعه الصورة الفاجعة سيجوبان العالم عبر الأنترنت، وبذلك ستتقلدون من طرف الحركة الحقوقية النسائية العالمية، ومن طرف من يخلدون الإعلان العالمي لحقوق الطفل معنا اليوم، مثل اليونيسكو والمرصد الوطني لحقوق الطفل ومئات الملايين من الأمهات، قلادة منتهكي حقوق الأطفال وممارسة التعذيب والإهانة ضد النساء. إنكم كوزير للداخلية، ملزمون حسب مسؤوليتكم أن تقدموا الاعتذار علنا للمغاربة وللرضع وللمرأة جدة أو أما أو... وأن تتخذوا الإجراءات الإدارية والمسطرية ضد من سمحت له سلطته أن يظهر كالأسد المفترس وقد استطار شرا وهو يجمع فريستين في لحظة واحدة. إنكم كوزير للداخلية تطمعون في البقاء في كرسي المسؤولية على حساب أوامركم للقوات العمومية بضرب المعطلين والمعاقين والصحفيين دون أن تتحرك فيكم لحظة إنسانية أو حضارية تبعث فيكم الندم أو تأنيب الضمير بأن عهد أوفقير والبصري قد ولى، بل تصرون على إظهار الهراوات و أن تظل اللكمات بادية في الشارع العام حتى ضد الأطفال الرضع والنساء. إن الصورة أيها الوزير لا تحتاج إلى تعليق أو شرح، إنها صورة تجسد فكر القمع ومنطق سيادة القوة وانهزام القانون، الذي يضاف إلى ما يجري تحت أنظاركم ومسؤولياتكم في مقرات أمنية يموت فيها من يموت أو يصاب فيها من يصاب .. فلتصفقوا لمهازلكم أيها الوزير ولترتاحوا لما تفعلونه بالمغرب وبالمغاربة. أما أنا فإني أحيي الصبي وأحيي شهامة السيدة الضحية وأحييك الأخ كريم سلماوي على مهارتك.