أبلغت مصادر مطلعة من الوزارة الأولى أن مقر الوزارة بالقرب من قصر المشور بالرباط يكاد يسوده صمت شبيه بصمت القبور، منذ أن احتله ساكنه الجديد عباس الفاسي. ولاحظت نفس المصادر أن الحركية التي كانت تطبع نشاط المقر في عهد كل من عبد الرحمن اليوسفي وإدريس جطو، الوزيرين الأولين السابقين، يقابلها اليوم سكون ثقيل أصبح يلف جميع مكاتب الوزارة الأولى، التي شبهها أحد العاملين بها، ممن عايشوا عهدي جطو واليوسفي، بأن العاملين فيها كانوا يتحركون مثل خلية نحل لا تكف عن الحركة. وحسب أحد العاملين بمقر الوزارة الأولى الذي تحدث إلى «المساء»، فإن الوزير الأول عباس الفاسي يقضي معظم وقته بالوزارة وراء باب مكتبه المغلق باستمرار مع أقرب المعاونين إليه، فيما يقضي موظفو المقر ساعات دوامهم في انتظار قاتل طول الوقت. وحتى الزيارات التي كان يعج بها مقر الوزارة الأولى في عهد الوزيرين الأولين السابقين خفت وطأتها في عهد عباس، إلى درجة، تقول المصادر، أنه تكاد تمضي عدة أيام متوالية دون أن يزور الوزارة زائر!