تطوان/ جمال وهبي - أسفر مؤتمر تحالف الحضارات بمدريد عن عدد كبير من المقترحات، فبينما اقترح المغرب، على لسان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، «إحداث جائزة محمد السادس لتحالف الحضارات»، تتبرع الشيخة موزة، زوجة أمير قطر، ب70 مليون أورو ستخصص بالدرجة الأولى إلى مشاريع لتأهيل الشباب في بلدان المغرب العربي والشرق الأوسط من خلال مبادرة أطلق عليها اسم «صلتك»، تقدر ميزانيتها بمائة مليون دولار لتوفير فرص العمل. ومن خلال قراءة لأشغال المنتدى، يتبين أن المشاركين يدعمون خيار الحوار والاستثمار في مجالات التعليم والعمل وتكوين الشباب، الحوار الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه «لن يؤتي ثماره سريعا». فرغم مبادرة ثاباتيرو، فإن هذا الحوار «لن يكون ممكنا إلا بحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، حسب تصريحات أغلبية المؤتمرين. وحسب وكالة إيفي للأنباء، فقد ركز أغلبية المتحدثين على الخلفيات السياسية لما يبدو صداماً ثقافياً ودينيا، معتبرين أن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي سيشكل دورا محوريا في إعطاء تحالف الحضارات معناه الحقيقي، حيث وضع المؤتمرون لهذا المحور ما أسموه ب «الكتاب الأبيض» كمرشد في طريق استئناف مسلسل السلام». فيما صرح المستشار الملكي أندريه أزولاي بأن «الأديان والثقافات تستخدم كغطاء لإخفاء الحقيقة السياسية للصراعات». من جهته، ذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وهو من رواد المبادرة، أنه «إذا نجح تحالف الحضارات، سيكون قد تم اكتشاف اللقاح المضاد للإرهاب»، مضيفا أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي سيعزز تحالف الحضارات، «الملايين ينتظرون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، التذ سيكون دليلاً على تحالف الحضارات»، يقول أردوغان. وعرض الرئيس البرتغالي السابق جورجي سامبايو، الممثل الأعلى لتحالف الحضارات، 12 مشروعا، أربعة منها تتعلق بإنشاء صندوق لتمويل الأفلام، حيث تعهدت ثلاثة أستوديوهات في مدينة هوليوود الأمريكية، التي توصف بعاصمة السينما في العالم، بالمشاركة في الصندوق بنحو 10 ملايين دولار، وإقامة شبكة لتوظيف الشبان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشكيل قاعدة معلومات على الأنترنيت تعنى بالتفاهم الثقافي، وقاعدة معطيات إلكترونية موجهة إلى وسائل الإعلام. كما أنه من ضمن المشاريع الأخرى للمنتدى إقامة صندوق لتمويل البرامج الثقافية والدينية الخاصة بالأطفال، وتشكيل شبكة لسفراء النوايا الحسنة وشراكات مع مختلف المنظمات والهيئات الدولية والمتعددة كمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) والجامعة العربية. ويعتبر تحالف الحضارات واحدة من أهم المبادرات الإسبانية لدعم جهود التفاهم بين الغرب والعالم الإسلاميين، حيث راهن رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو على نجاحه قبل الانتخابات العامة المقبلة، ويقدمه كبديل إسباني إنساني للتعامل ضد الموقف العسكري الأمريكي مع الإرهاب، وهي إشارات موجهة إلى غريمة في الحزب الشعبي الذي خسر الانتخابات السابقة بعد تفجيرات مدريد بسبب مشاركة إسبانيا في الحرب على العراق. ثاباتيرو بدا منزعجا من عدم حضور رؤساء حكومات الدول الكبرى، فبغض النظر عن إسبانيا، الدولة المنظمة، وتركيا، الراعية الأخرى للمبادرة، لم ترسل أي دولة غربية ممثلين رفيعي المستوى عنها، كما أن المغرب لم يرسل وزير خارجيته الطيب الفاسي الفهري، مثلما لم تحضر إسرائيل ولا العربية السعودية، وهو ما سخر منه ماريانو راخوي، منافسه في الحزب الشعبي المحافظ، قائلا: «يجري اليوم اجتماع في مدريد مع ممثلين مهمين: رؤساء فنلندا وسلوفينيا وماليزيا...وثاباتيرو نفسه».