أصدرت العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بلاغا نشر في الموقع الرسمي للجامعة يتحدث عن برمجة مباراتي فريقي أولمبيك خريبكة وأولمبيك آسفي، والمغرب الفاسي والكوكب المراكشي المؤجلتين، واللتين تقرر إجراؤهما يوم الأربعاء المقبل. البلاغ تضمن إشارة أيضا إلى معايير برمجة المباريات المؤجلة للفرق المغربية المشاركة في المنافسات الإفريقية، إذ شدد التأكيد على أنه في حالة الاستقبال تجرى المباراة المؤجلة وسط الأسبوع الموالي للمباراة، وفي حالة اللعب خارج المغرب ستجرى المباراة وسط الأسبوع الثاني بعد المباراة. هنا لن نتحدث عن هذه المعايير، ولا عن طريقة برمجة المباريات المؤجلة، لكن هذا البلاغ ذكرنا على الأقل بأن هناك عصبة احترافية خرجت إلى الوجود، ومن المفروض أن تمارس عملها اليومي في الإشراف على البطولة «الاحترافية»، وفي الرقي بمستواها وتحسين جودتها. لكن للأسف الشديد، فإن هذه العصبة الوطنية الاحترافية تبدو أشبه بجثة هامدة، ذلك أنها انضافت إلى أعطاب الكرة المغربية، يكفي أنها لا تعقد اجتماعاتها بانتظام، وتمضي بدون «خارطة طريق» وليس لها دور حقيقي، بل إن دورها اليوم لا يتعدى ما يقوم به «الكومبارس» في الأفلام السينمائية، فهل من «الاحترافية» أن العصبة الوطنية اليوم مجرد ملحقة تابعة للجامعة؟ وهل من المقبول اليوم أن العصبة الاحترافية بدون موقع إلكتروني خاص بها، علما أن البلاغات الصادرة عنها اليوم والمكتوبة بحبر الجامعة تنشر في الموقع الرسمي للأخيرة؟ لقد خرجت العصبة الاحترافية إلى الوجود في 5 يونيو الماضي، ومباشرة بعد أن أصبح الناصري رئيسا لهذه العصبة قال في أول تصريح له، إنه يأمل أن يكون النجاح حليف هذا المولود الجديد، مشيرا إلى أنه سيشرف عليه بكل ثقة وأمانة وبشكل جماعي ومسؤول»، قبل أن يؤكد أنه سيشتغل وفق مقتضيات القانون الأساسي للعصبة وأن المهم اليوم هو أن تعمل جميع مكونات كرة القدم الوطنية، يدا في يد، من أجل بلوغ الهدف المنشود «المتمثل في العمل على حل المشاكل التي يعاني منها هذا النوع الرياضي»، مضيفا أن المكتب المسير للعصبة سيعمل كل ما في وسعه للرفع من مستوى منافسات بطولتي القسمين الوطنيين الأول والثاني. هذا ما قاله الناصري وقتها، أما القانون المنظم للعصبة الاحترافية فإنه يشدد على أن العصبة تعمل على اتخاذ كل قرار يتعلق بتنظيم وتنمية كرة القدم الاحترافية وتنظيم وتدبير البطولة الاحترافية لقسميها الأول والثاني وكل منافسة أخرى قد تحدثها في إطار الصلاحيات المخولة لها، كما تعمل بشتى الوسائل على التكوين المنهجي للاعبين المحترفين التابعين لفرق الأندية وتساعد على تكوين المربين وذلك مع احترام اختصاصات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. أين العصبة الوطنية الاحترافية اليوم من كل هذا، إنها لا تقوم بأي شيء، لقد خرجت إلى الوجود بشكل مشوه، لذلك، ليس غريبا أنها مجرد هامش صغير في بحر الجامعة، بيد أن المثير للانتباه في ما يجري داخل هذه العصبة هو الصمت المريب لجميع أعضائها، فكلهم صامتون، ولا أحد يتحرك ويقول:» اللهم إن هذا منكر»، وأن على العصبة أن تقوم بالمهام المنوط بها. لن نطالب سعيد الناصري رئيس العصبة الاحترافية بأن يتحرك، وأن يغير واقعها، فالرجل الذي قال إنه يراهن على تسيير جماعي اعتاد على أن يسير بمفرده، يكفي أن فريق الوداد مازال إلى اليوم بدون مكتب مسير، لنفهم كيف يمكن أن تكون الأمور في العصبة الاحترافية.. أما إذا كانت العصبة الاحترافية مجرد وسيلة للتقارب بين الناصري ولقجع، ففي هذا الجانب يمكن أن نقول أن نجاحا كبيرا تم تحقيقه. لذلك، لا نملك إلا أن ننتظر نزول الغيث من مكان آخر، وتحديدا من خارج الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. قدم فريق الوداد الرياضي يوم الأربعاء الماضي لاعبه النيجيري شيسوم شيكاتارا لوسائل الإعلام، لكن المثير للانتباه في عملية تقديم هذا اللاعب هو العشوائية والارتجالية التي طبعت حفل التقديم. لابد أن نذكر هنا أن الموقع الرسمي للوداد لم يعلن عن موعد التقديم، كما هو معمول به، وظل العديد من الصحفيين يبحثون هنا وهناك لمعرفة توقيته بالتحديد، بل إن منهم من حضر بشكل مبكر إلى ملعب بنجلون، اعتقادا منه أن التقديم سيتم في الساعة الواحدة زوالا. هذه ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها رئيس الوداد مع الندوات الصحفية بهذه الطريقة التي تفتقد لحس الاحترام تجاه الصحفيين. كنا نعتقد في البداية أن الأمر يتعلق بأخطاء البداية، لكن اليوم تبين أن هذا الفعل مقصود، لذلك، على رئيس الوداد وغيره أن يدركوا أن الصحفيين ليسوا خدما لدى سيادته، حتى يقفوا أمام باب الملعب في انتظار إشارة الدخول. هناك ضوابط ومعايير تنظيمية يجب احترامها، ففي النهاية الأمر يتعلق بفريق الوداد، وليس بشخص سعيد الناصري، والصحفيون لا يطلبون صدقة أو إحسانا، إنهم يريدون فقط تعاملا احترافيا ومهنيا.