وضع المكتب الجامعي لكرة القدم في اجتماعه الأخير معايير جديدة لتعاقد الفرق المغربية مع اللاعبين الأجانب، ومن بين الشروط الجديدة التي وضعتها الجامعة أن يكون لاعبان من بين الأربع خاضا 10 مباريات دولية سواء مع منتخب بلادهم الأول أو المحلي، على أن يكون اللاعبين الآخرين أجريا 10 مباريات مع منتخب بلادهم لأقل من 23 سنة. وفي مقابل هذه الشروط الجديدة، فإن الجامعة رفضت المقترحين الذين تقدم بهما كل من محمد بودريقة رئيس الرجاء وسعيد الناصري رئيس الوداد، الذي يخص على التوالي السماح للفرق بانتداب حراس أجانب والترخيص للفرق المشاركة في المنافسات الإفريقية بانتداب لاعبين إضافيين يشاركان في الواجهة الإفريقية فقط. وإذا كان من المهم أن تعمل الجامعة على وضع ضوابط وشروط للتعاقد مع اللاعبين الأجانب، وإذا كان مهما كذلك أنها قبل أن تصدر قرارها استعانت بتقرير للمدير التقني ناصر لارغيط، إلا أنه مع ذلك لابد من تسجيل بعض الملاحظات على المعايير التي تم وضعها لجلب اللاعبين الأجانب. عندما وضعت الاتحادات الأوربية شروطا صارمة للتعاقد مع اللاعبين الأجانب، فإن ذلك جاء بعد سنوات طويلة، وبعد أن وصلت هذه البطولات إلى مستوى عال جدا، لذلك، فإنه أمر عادي اليوم أنه لكي يلتحق لاعب أجنبي بالدوري الإنجليزي فإنه في حاجة إلى عدد محدد من المباريات الدولية. في المغرب ظلت العديد من الفرق المغربية تنتدب لاعبين أجانب، وبالأخص من إفريقيا، كان بعضهم لايملك في رصيده أي مباراة دولية، لكنهم سرعان ما أثبتوا علو كعبهم وانتقلوا إلى بطولات أوربية أو خليجية واستفادت من ذلك الفرق المغربية ماليا. اليوم هذه الشروط الجديدة ستزيد الهوة اتساعا بين الفرق التي لديها إمكانيات مالية والأخرى التي لا تتوفر عليها، فجلب اللاعبين الاجانب وخصوصا من إفريقيا قد يكون متاحا فقط للفرق التي لديها إمكانيات مالية، وهو ما يخدم التوجه الذي يريد أن يجعل للدوري المغربي لكرة القدم قطبين أو ثلاثة على أبعد تقدير. لذلك، بقدر ما أن على الجامعة أن تنظم، فإن على مسيري الفرق أن يكون هدفهم هو خدمة فرقهم، لأن فتح الباب على مصراعيه أمام انتدابات بدون قيمة، هو الذي جعل الشك يدب في النفوس. سننتظر نوعية اللاعبين الذين سيلتحقون بالفرق المغربية لنحكم بشكل قاطع على التجربة، علما أن غياب توزيع المهام وتداخل الاختصاصات، وكون رئيس الفريق هو الذي يقرر كل شيء دون احترام للتقنيين، هو الذي فتح الباب للفوضى التي تنعش جيوب «مرتزقة» الكرة.