شوهد رئيس مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، إلياس العماري، أول أمس الأحد، وهو يستقبل رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي بمقر مجلس الجهة التي خلف فيها الأول الثاني أخيرا، قبيل تسلم العماري مهامه الجديدة رسميا، غير أن المثير في الأمر هو أن اجتماع الطرفين كان خلال نشاط لحركة التوحيد والإصلاح بمبنى المجلس في طنجة. واستغل العماري والطالبي وجودهما بطنجة من أجل استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي يزور المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، لعقد اجتماعهما، والذي جرى صباحا، قبل ساعات من تسلم العماري مهام رئيس الجهة من الطالبي بصفته رئيسا لجهة طنجة- تطوان، ومن محمد بودرا الرئيس السابق لجهة تازة- الحسيمة- تاونات، تنفيذا لمقرر وزارة الداخلية. ويبدو أن العماري والطالبي فضلا مناقشة «أمور عالقة» بينهما قبل النشاط الرسمي، لكن اجتماعهما هذا زالت عنه صفة «السرية» بعدما لفت حضور الاثنين إلى مقر الجهة، أنظار متابعي الملتقى الوطني السادس للباحثين في العلوم الشرعية الذي نظمته حركة التوحيد والإصلاح، والتي خرج من كنفها غريمهما السياسي حزب العدالة والتنمية. ولا يعلم على وجه الدقة الموضوع أو المواضيع التي جمعت العماري بالطالبي العلمي في مجلس الجهة، غير أن الاثنين تربط بينهما قواسم مشتركة كثيرة خلال الفترة الأخيرة، أبرزها «هندسة» التحالف بين الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، الذي أوصل العماري إلى رئاسة الجهة خلفا للطالبي العلمي. وكان مصدر مطلع قد أكد ل»المساء» في وقت سابق أن الطالبي العلمي «غاضب» من العماري، بعدما لم يستطع الأخير إقناع أعضاء حزبه في مجلس تطوان، بفك التحالف مع الرئيس المنتمي للعدالة والتنمية، محمد إدعمار، ما تسبب للطالبي في إحراج كبير، اضطره لإعلان انسحابه من سباق رئاسة الجماعة الحضرية في آخر لحظة. وحسب مصدر «المساء»، فإن الطالبي العلمي «وثق» في الوعد الذي قدمه إليه العماري بمساعدته على الوصول لرئاسة المجلس، مقابل دعم التجمع لترشيح إلياس في مجلس الجهة، غير أنه فوجئ ليلة اختيار رئيس حضرية تطوان بأن تحالف «البام» و»البيجيدي» و»الاستقلال» لم ينسف، وتضاعفت صدمته، حسب المصدر ذاته، بعد أن أقفل العماري هاتفه نهائيا ساعات قبل الانتخاب.