اعتقلت فرقة خاصة من الدرك الملكي رجل أعمال معروف يتزعم شبكة دولية للاتجار في المخدرات تضم أزيد من 33 مشتبها به، كانوا يعمدون إلى تهريب المخدرات عبر شاحنات كبيرة انطلاقا من الدارالبيضاء في اتجاه مالي. وحسب التحقيقات التي أجرتها عناصر الدرك بالدارالبيضاء، فإن مهربي المخدرات بعد أن كانوا يقصدون مراكز حدودية بالشمال، حولوا نشاطهم إلى المعبر الحدودي «الكركرات» مستغلين ضعف المراقبة فيه، نتيجة غياب الوسائل المناسبة للرصد، بما في ذلك الكاميرات عالية الجودة، واتضح أن أفراد العصابة التي يتزعمها رجل أعمال معروف باستثماره في العقار، ينشطون في التهريب الدولي للمخدرات في المياه الإقليمية، إذ تستغل العصابة قوارب الصيد المالية والموريتانية لممارسة أنشطتها في تهريب الأدوية والسجائر والمخدرات عبر قوارب ذات محركات عالية الجودة وعابرة للقارات. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع أن رجل الأعمال الذي يتزعم الشبكة الدولية جرى تعقب سيارته عبر الأقمار الاصطناعية، إذ تم اعتقاله في الطريق إلى طنجة وحجز لديه أزيد من 30 هاتفا محمولا كان يستعملها للتنسيق بين أفراد الشبكة. وحسب المصدر نفسه، فإن اعتقال زعيم الشبكة، الذي كان مبحوثا عنه بموجب مذكرات وطنية، جاء بعد أن فككت المصالح الدركية بولاية الدارالبيضاء الكبرى، شبكة دولية لترويج وتهريب المخدرات في اتجاه دولة مالي، وكانت تشحنها على متن شاحنات البضائع وتدسها بإحكام داخل صناديق البطاطس. وتمكنت المصالح الأمنية نفسها من إيقاف سبعة من أفراد الشبكة، وحجز حوالي خمسة أطنان من الشيرا وثلاث شاحنات ومقطورة، كما تم ضبط شاحنة رابعة بإقليم الداخلة كانت في طريقها إلى دولة مالي، فيما لازال البحث جاريا عن باقي أفراد الشبكة، خصوصا مكتري مستودع كبير بمنطقة عين السبع، حيث كان يقوم بعملية التعليب الأولية للمخدرات التي يتم جلبها من المناطق الشمالية. وتمكنت المصالح الأمنية بأكادير من حجز شاحنة داخل النفوذ الحضري لعاصمة سوس، وبها كمية تزن حوالي ثلاثة أطنان من المخدرات، تبين أنها من الصنف نفسه، الذي حجز بالدارالبيضاء، وعثر على الشاحنة مهملة بأحد الأزقة، دون أن تطول أيادي الدرك أيا من المتورطين، كما جرى تنقيط لوحتها ورقم هيكلها للتعرف على مالكها، قصد إجراء أبحاث لاستجلاء الحقيقة والوصول إلى مدبري هذه العملية. ولم تنف المصادر نفسها أن تكون شخصيات نافذة وراء العملية، التي عدت الأكبر من نوعها منذ مطلع العام الجاري. وتواصلت عمليات حجز المخدرات، بعد سقوط صاحب شركة بالداخلة وبعض أعوانه في قبضة الأمن بالدار البيضاء، كما عدت الشاحنة المحجوزة السبت الماضي، الناقلة السادسة المحجوزة، والتي استعملت في نقل المخدرات، المعبأة بالطريقة نفسها والمجهزة بثلاجات لحفظ البطاطس.