خلصت دراسة علمية لكولانجيلو ودوتمان إلى أن أسر التلاميذ المتفوقين تتميز بتشجيع الاهتمامات والنشاطات الإبداعية، وإعطاء الحرية الكافية للأبناء في اتخاذ قراراتهم، وباتجاه إيجابي من قبل الوالدين نحو المدرسة والنشاطات الثقافية بمشاركة الوالدين في بعض النشاطات المدرسية. وقد أوضح بعض الباحثين أن التنشئة الاجتماعية المبنية على تشجيع الأبناء على الاستقلال المبكر عن الوالدين، تساهم في تنمية الطموحات المبكرة عند الأبناء وإلى تحقيق تفوق دراسي في المراحل المتقدمة من التعليم وخاصة التعليم الجامعي. وأكدوا على الدور الأساسي الذي تلعبه الأسرة في التفوق الدراسي للأبناء، وخاصة في فترة الامتحانات، إذ تعلن الأسر حالة من الطوارئ والتي يرافقها قلق للأسر والأبناء على حد سواء. شروط لابد منها إن الأسرة مسؤولة عن تقديم الدعم النفسي للأبناء واحتضانهم ومنحهم الجرعات الكافية من الثقة، ثقة في أنفسهم وفي المستقبل وتوفير الأجواء الهادئة والمستقرة بالبيت لتأثيره في التحصيل الدراسي لدى الأبناء، الشيء الذي يقلص من حدة القلق المصاحبة غالبا للامتحانات لديهم والابتعاد عن الخلافات بين الزوجين داخل البيت، وتخصيص وقت لرعاية الأبناء في أيام الامتحانات وتشجيعهم ومساعدتهم لإنجاز واجباتهم المدرسية. حتى وإن حل موعد الامتحانات لا يتأثر التلميذ بإحباطه أو تشتت تركيزه واهتزاز ثقته بنفسه، والذي قد يؤدي نهاية الأمر إلى الفشل والإخفاق، ليس في مساره الدراسي بل يتعداه الأمر إلى الفشل في الحياة. حذار من القلق القلق كما يقول هبنر (Hepnerعبارة عن استجابة انفعالية لموقف معين، وهنا يجب التمييز بين القلق الذي لا يجعل منه سمة دائمة ليكون حالة مرضية يصعب علاجها، لكن عندما يتزامن قلق الامتحانات مع بعض السلوكيات العنيفة والنظرة التشاؤمية للحياة يصبح حالة مرضية معقدة. فالتلميذ الذي ينشأ في أسرة غنية ثقافية تتسم بالتقبل والتقدير والاحترام والتشجيع، يكون مطمئنا وهادئا في انتظار النتائج المدرسية، وبمنأى عن التوتر والمزاج الاكتئابي حتى لو صاحبه شعور بالقلق، غير أن القلق هنا يكون عاديا ومحتملا ويمكن تصنيفه على كونه نوعا من الدافعية الذاتية والرغبة في النجاح. أما التلميذ الذي ينمو في وسط أسري فيه غبن ثقافي وانعدام رعاية الوالدين والاهتمام يتسم بالسلبية في الفهم والإدراك، فيسيطر عليه التوتر والقلق الشديد والأفكار الانهزامية واليأس، فتزداد المخاوف لديه من الامتحان والشعور بالفشل الحتمي. نصائح ولتجاوز هذه المرحلة على الأسر اتباع الطرق التالية: توفير جو أسري يشجع التلميذ على الاهتمام بواجباته المدرسية في وقت مبكر. على الأسر والمربين معرفة سبب قلق التلميذ. العمل على إشباع احتياجات الطفل من الحب والدفء الأسري. – إبعاد التلاميذ عن المشاكل والصراعات الأسرية تنمية البرامج الموجهة للتلاميذ وأسرهم وتقوية التعاون بين المدرسة والأسرة. عدم تكليف التلميذ أكثر من قدراته العقلية. – تشجيع الأسرة لطفلها بالتعبير عن أفكاره ومشاكله بحرية وطرح الأسئلة في جو من التقبل والاحترام وتشجيعه أيضا على المشاركة والإبداع والتعبير عن الرأي.