بعدما سبق لهن أن خضن مسيرات احتجاجية واعتصامات أمام المستشفى الوحيد بالمنطقة، وهن يرتدين أزياء تقليدية ويرددن شعارات بالأمازيغية، لجأت نساء مدينة تنغير إلى «استغلال» حضور وزير الصحة، نهاية الأسبوع الماضي، لحضور لقاء تواصلي حول واقع الصحة بالإقليم، ل»فضح» واقع الإهمال بالمستشفى. وتدخلت سيدة تدعى «حبيبة نايت باعزة»، بلباس محلي، أمام الملأ مستعملة اللغة الأمازيغية، كشفت من خلالها على أن المسؤولين المحليين يكذبون على وزير الصحة، إذ عمدوا إلى تزيين المستشفى وتنظيفه استعدادا لهذه الزيارة، فيما أشارت إلى أن الواقع اليومي عكس ذلك تماما. وقالت إن النساء عندما يذهبن إلى المستشفى لطلب «النجدة»، يفاجأن بأن العاملين يتجمعون حول أكواب الشاي، مستعملين مكيفات الهواء، صيفا وشتاء، واتهمتهم باحتقارهن وإهانة كرامتهن بسبب ما أسمته بنعتهن ب»الأميات». وأضافت بأن النساء الحوامل لا يلاقين سوى الإهمال، وبعضهن يلد في الهواء الطلق بساحة المستشفى، فيما أخريات يتم نقلهن إلى مستشفيات كل من الراشيدية وورزازات. وقالت إن المولدات التقليديات، يجدن صعوبات في مساعدة الحوامل، في ظل هذا الوضع، بسبب تهديدهن بالمتابعات القضائية بمبرر أنهن لا يتوفرن على رخصة. وتزامن هذا اللقاء التواصلي لوزير الصحة في إقليم تنغير بانتشار شريط فيديو يظهر امرأة حامل في منطقة إملشيل المجاورة للإقليم، وهي تنقل على متن «تراكس» إلى مستوصف، في ظل غياب سيارات إسعاف لنقل المرضى بهذه المنطقة التي تعاني العزلة، والتهميش، والهشاشة الاجتماعية في «أبهى صورها»، وهو الوضع الذي يزداد صعوبة في فصل الشتاء، حيث الثلوج والتساقطات المطرية والفيضانات تزيد من عزلة سكان هذه المنطقة الجبلية. وكان الوضع الصحي قد أدخل المنطقة في وقت سابق في احتقان كبير بسبب تظلمات السكان من تردي الخدمات في المستشفى، والنقص الحاد في الدواء، والضعف الشديد في التجهيزات، ما دفع السلطات المحلية إلى عقد عدة اجتماعات مع فعاليات جمعوية، في محاولة ل»امتصاص» الغضب الشعبي جراء أزمة القطاع الصحي بالمدينة. ووعدت المحتجين بالتدخل لدى وزارة الصحة لإقناعها بضرورة اتخاذ إجراءات لتصحيح هذه الاختلالات، ومنها إحداث مستشفى إقليمي بالمدينة. وقال وزير الصحة، الحسين الوردي، إن بداية الأشغال لإحداث هذا المستشفى ستنطلق في شهر شتنبر القادم، مسجلا بأن وزارة الصحة خصصت 82 مليون درهم لهذا المشروع، وأضاف بأنه سيتم، برسم سنة 2015، تعيين 22 إطارا طبيا للعمل في الإقليم، موزعة بين أطباء الطب العام، والممرضين، والمولدات، وأطباء التخصص، وطبيب إنعاش. وذكر وزير الصحة، وهو يحاول التدخل لإنهاء حالة الغضب الشعبي الناجم عن تدهور القطاع، بأنه سيتم استقدام تجهيزات بيوطبية للمندوبية الإقليمية للصحة بتنغير، كما سيتم تزويد الإقليم بما يقرب من 80 طنا من الأدوية ستوزع على المراكز الصحية المحيطة بالإقليم.