قاد العميد زكرياء حدراف فريقه الدفاع الحسني لتحقيق فوز ثمين ومستحق على مضيفه الرجاء البيضاوي بهدف واحد لصفر خلال المباراة التي جمعت بينهما مساء أول أمس الأربعاء بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء لحساب مؤجل الدورة التاسعة عشر من البطولة الوطنية «الاحترافية»، والتي قادها الحكم خالد النوني من عصبة الغرب، علما بأن المديرية المركزية للتحكيم كانت عينت في السابق الحكم هشام التيازي لقيادة المباراة ذاتها قبل أن تتراجع عن القرار. وعانى فريق الرجاء البيضاوي خلال المباراة التي تم تأجيلها بسبب مشاركة الأخير في منافسات ذهاب الدور التمهيدي الأول لدوري أبطال إفريقيا، حيث واجه الجمعة الماضي ضيفه فريق «الشياطين السود» الكونغولي وتغلب عليه بأربعة أهداف لصفر. وتابع المباراة جمهور أقل بكثير مما كان متوقعا حيث بلغ عدد من أدى ثمن تذكرته 101 13 متفرجا منهم 300 مناصر ل»فرس دكالة» في حين ضخ في خزينة وصيف بطل العالم 486 ألف درهم. ونجح لاعبو الدفاع الحسني الجديدي في امتصاص حماسة «النسور» الذين كانوا يمنون النفس بالظفر بالنقط الثلاث للقاء من أجل تضييق الخناق على طابور المقدمة. وتمكن الدكاليون منذ بداية المباراة التي دارت في أجواء باردة من فرض أسلوب لعبهم مبادرين لخنق وسط الميدان والضغط المسترسل على حامل الكرة مما ساهم بشكل كبير في شل تحركات مهاجمي وصيف بطل العالم. أكثر من ذلك تفننوا في إهدار العديد من الفرص السانحة للتسجيل بفعل التسرع وغياب التركيز والضغط الكبير للجماهير التي لم تترد في صب جام غضبها على اللاعبين خلال كل فرصة يتم إهدارها، كما أن أنصار الرجاء لم يسارعوا مباشرة بعد نهاية المباراة التي عرفت تعزيزات أمنية مشددة لرشق اللاعبين والطاقم التقني لفريق الرجاء البيضاوي بالقنينات ومواجهتهم بعبارات السب والشتم حيث هرول الجميع مسرعا نحو مستودع الملابس. تقنيا تميزت المباراة بمستوى متوسط مع أفضلية لفريق الدفاع الحسني الجديدي الذي بادر بشن هجومات مبكرة على مرمى الرجاء، حيث كاد بقليل من الحظ أن يفتتح حصة التسجيل في الدقيقة 10 عن طريق اللاعب أيوب ناناح لولا يقظة دفاع الرجاء. وكاد الكناوي أن يقود فريقه للتقدم في النتيجة في الدقيقة 43، لكن تسديته مرت محاذية للقائم الأيسر للحارس زهير العروبي، وقبيل نهاية الشوط الأول بنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين اعرض اللاعب أحمد شاغو الذي واجه زملاء الأمس لإصابة على مستوى الفخذ حمل على إثرها للمستشفى وتم تعويضه باللاعب وليد الصبار. الشوط الثاني كان نسخة طبق الأصل لسابقه مع بروز رغبة أكيدة لاعبي الرجاء للتقدم في النتيجة لكنهم بالمقابل واجهوا إصرارا شديدا من قبل الدفاع الحسني الجديدي الذي كان بالفعل خصما عنيدا. وشهد النصف الثاني للمباراة ندية واضحة بين لاعبي الفريقين فاقت الحدود المسموح بها ما جعل المباراة تتوقف في كثير من الأحيان،وكاد اللاعب أيوب ناناح أن يسجل هدفا في الدقيقة 62 بعدما نجح بشكل سلس في اختراق دفاع الرجاء لينفرد بالحارس خالد العسكري الذي تمكن من التصدي لتسديدته. بالمقابل كانت كل هجومات الرجاء البيضاوي تتكسر على مستوى خط دفاع «فارس دكالة» الذي نجح لاعبوه في إرغام أشبال المدرب جوزي روماو على ارتكاب العديد من الأخطاء فضلا عما عانوه من ضغط دفعهم للبحث كيفما اتفق على وسيلة للتقدم في النتيجة وبالتالي رد دين مباراة الذهاب التي فاز خلالها فريق الدفاع الحسني بميدانه شهر شتنبر الماضي على الفريق «الأخضر». وبعدما ساد الاعتقاد أن المباراة ستنتهي بنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين وأمام ذهول الجميع تمكن اللاعب زكرياء حدراف خلال الأنفاس الأخيرة ذ من هزم الحارس خالد العسكري مسجلا ذ الهدف الوحيد للمباراة، حيث عم صمت مطبق وسط مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس ليعلن الحكم خالد النوني مباشرة بعد ذلك على نهاية المباراة بفوز مستحق لفريق الدفاع الحسني الجديدي، وهو الفوز الثامن ل»فارس دكالة» خلال هذا الموسم مقابل ست تعادلات وخمس هزائم ليرتقي للمركز الربع برصيد 30 نقطة، أما فريق الرجاء البيضاوي الذي مني بهزيمته السادسة مقابل ثماني انتصارات وخمس تعادلات فتجمد رصيده عند 29 نقطة وظل في المركز السادس.