«تاريخان فاصلان أنعشا قطاع السلامة وأمن المقاولات بالمغرب، أولهما أحداث 16 ماي سنة 2003 وبعده مذكرة وزير الداخلية التي تلزم الابناك بتجهيز وكالاتهم بوسائل المراقبة والأمن»، هكذا لخص الأمر أحد الفاعلين في ميدان السلامة وأمن الشركات التقته «المساء» خلال معرض «سيكي إكسبو» المنظم بالدارالبيضاء. و أشار المسؤول نفسه إلى أن تدخل السلطات العمومية من أجل حث الأبناك على تجهيز وكالاتها بالحد الأدنى من وسائل المراقبة والوقاية والمتمثلة في تشغيل حراس خاصين خارج الوكالات، ووضع أنظمة للإنذار، وأنظمة للمراقبة بالفيديو، وتجهيز الوكالات ببوابات إلكترونية مدعمة، ونشر أنظمة المراقبة عن بعد، فتح أمام شركات السلامة وأمن المقاولات سوقا مهمة تمثل حوالي 7000 وكالة بنكية وبريدية، وقدر هذا المسؤول رقم معاملات القطاع بعدة ملايين من الدراهم، وبنمو سنوي قد يصل إلى 20 في المائة خصوصا خلال الخمس سنوات الماضية. من جانبها قالت سلوى عروش المديرة العامة لشركة «أي.اس.بي» المتخصصة في أمن الشركات بواسطة آلات ومعدات تقنية حديثة، إن القطاع عرف نموا جيدا خلال السنوات الأخيرة حيث أضحت السلامة والأمن من بين أولى الأولويات داخل المقاولات بالمغرب، ليفرض التوفر والتجهيز بالآليات المتطورة للأمن، نفسه بكل بديهية لضمان تنمية وحسن سير عمل المقاولات أمام الأخطار التي تزايدت في الآونة الأخيرة خصوصا عمليات السطو على الأبناك والشركات، حيث كان وزير الداخلية، شكيب بنموسى أعلن أن قضايا السطو خلال السنوات الأخيرة، بلغت 40 قضية منها 5 عمليات سطو منذ بداية السنة الجارية، وبالنسبة لوكالات تحويل الأموال سجلت 32 عملية اعتداء منذ بداية سنة 2007، وأنجزت لجنة تضم ممثلين عن مصالح أمنية وعن المجموعة المهنية لبنوك المغرب، تقريرا عن أزيد من 500 وكالة بنكية تبين أنها تأخرت في نشر وسائل المراقبة والحماية المقررة من طرف وزارة الداخلية وممثلي المجموعة المهنية لأبناك المغرب، واعتبرت أن هذا التقرير كان له الفضل في تنشيط سوق قطاع الأمن والسلامة وسارعت عدة شركات كبرى إلى تبني وسائل جد حديثة لتأمين سلامة مستخدميها وتجهيزاتها . وعن مشاكل القطاع، قالت سلوى عروش إن المهنيين لم يتوحدوا بعد تحت لواء جمعية أو فيدرالية، من أجل التحدث باسم القطاع وإبلاغ مشاكله للمسؤولين، وخير دليل على تشرذم مهنيي القطاع، ما عاشته مدينة الدارالبيضاء خلال الأسبوع المنصرم، حيث تم تنظيم معرضين اثنين للقطاع في نفس التوقيت تقريبا، الأول «سيكي إيكسبو» بأحد فنادق المدينة الاقتصادية يومي 28 و 29 شتنبر نظمه المركز الجهوي للاستثمار، والثاني «بروتيكسبو» بفضاء الكنيسة يومي 1 و 2 أكتوبر تحت رعاية وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة وبشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهو الأمر الذي قلص من عدد الزوار في كلا المعرضين. وبالنسبة لربط نمو القطاع بمذكرة وزير الداخلية حول الوكالات البنكية، أكدت عروش أن شركات السلامة المستفيدة من تجهيز الأبناك بوسائل المراقبة تبقى محدودة، وانحصرت في العلاقات الخاصة التي تربط الأبناك ببعض الشركات بعينها، حيث لم تقم هذه الأبناك بنشر طلب عروض من أجل الفوز بصفقة تأمين وكالاتها، بل اكتفت بتعيين الشركات التي تريد التعامل معها، لكنها اعتبرت في نفس الآن أن آفاق القطاع الذي يضم حاليا أكثر من 70 شركة متخصصة تظل جد واعدة، خصوصا أن شركتها ضاعفت رقم معاملاتها خلال سنتي 2006 و2007، وتضاعف 6 مرات ما بين 2007 و 2008 .