ودع نور الدين عيوش مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى وسط دموع عدد من أعضائها بعدما قرر رفقة مؤسسة البنك الشعبي للقروض الصغرى إدماج المؤسستين معا في منظومة واحدة أطلق عليها اسم «مؤسسة زاكورة البنك الشعبي للقروض الصغرى». وتم توقيع اتفاقية الإدماج بين عيوش ومحمد بنشعبون، مدير عام البنك الشعبي، أمس الثلاثاء بحضور وزير المالية صلاح الدين مزوار داخل مقر الوزارة بالرباط. وسيبقى عيوش بالمقابل على رأس مؤسسة زاكورة من أجل التربية والتعليم، موضحا في هذا السياق أنه سيعمل على تقوية دور المؤسسة في مجال محاربة الأمية ونشر التعليم وسط العالم القروي ووسط الفئات الفقيرة بشكل خاص. ونفى عيوش في رده على أسئلة الصحافيين أن يكون قد لجأ إلى الموافقة على قرار الإدماج بهدف حماية مؤسسة زاكورة من مخاطر القروض غير المسترجعة، وأكد أنه أقدم على الخطوة ومؤسسته السابقة «واقفة على أرض صلبة» بعدما عملت على الوفاء بكل التزاماتها واسترداد حقوقها لدى المقترضين. وذكر نور الدين عيوش أن نسبة القروض غير المسترجعة لا تتجاوز حاليا 0.70 بالمائة، موضحا أن مؤسسة زاكورة بفضل النجاح الكبير الذي حققته في مجال دعم الفئات الشعبية المحرومة كان لا بد لها أن تعقد توافقا تشاركيا مع مؤسسة بنكية، كما جرى مع مثيلاتها في آسيا وإفريقيا للانطلاق نحو آفاق أرحب. وهي الفكرة نفسها التي تبناها مدير عام البنك الشعبي، الذي أوضح من جانبه أن اتفاق البنك مع مؤسسة زاكورة يهدف إلى الدفع بدور القروض الصغرى نحو الأمام وبلورة تصورات جديدة للاشتغال لأجل تحقيق الأفضل للمواطن الفقير. وحرص مدير البنك الشعبي على طمأنة أعضاء مؤسسة زاكورة بأن بنكه «لا يتعامل مع أهداف مؤسسة القروض برؤية ربحية، لكن نحن سنتعامل معها كجمعية ذات أهداف نبيلة تعمل على الرفع من المستوى المعيشي للطبقات الفقيرة»، معززا ذلك بقوله: «ونحن بدون شك نتقاسم القيم نفسها». وأسس نور الدين عيوش مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى عام 1995 بغرض تحقيق عدة أهداف، منها تقوية روح التضامن ومساعدة الطبقات الفقيرة ومحاربة الرشوة والتكافؤ بين الجنسين. ووقعت «زاكورة» في هذا السياق إلى حدود 31 ديسمبر من عام 2008 حوالي 354 ألف قرض تضامني وفردي، بقيمة مادية جارية قدرها مليار و22 مليون درهم. ويبلغ عدد فروع المؤسسة 607 فروع، من بينها 179 فرعا رئيسيا، في حين وصل عدد المستخدمين في مؤسسة زاكورة إلى 1744. واحتلت زاكورة المرتبة الأولى عالميا ضمن مؤسسات التمويلات الصغرى حسب تصنيف «ميكس ماركت» من أصل 820 مؤسسة، وحصلت على عدة جوائز، من بينها الجائزة الأوروبية الأولى للتمويلات الصغرى عن الابتكار داخل العالم القروي. بينما أنشئت مؤسسة البنك الشعبي للقروض الصغرى بتاريخ 6 سبتمبر 1999 وهي جمعية غير ربحية، تعمل على مساعدة الأشخاص المعوزين في الاندماج اقتصاديا واجتماعيا، إلى جانب تحديث وسائل الإنتاج للمقاولات الصغرى وتسهيل الانتقال تدريجيا نحو القطاع المنظم في الاقتصاد الوطني.