احتضن رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، أول أمس الاثنين، لقاء تواصليا حول موضوع «تلفزة العيون الجهوية: عشر سنوات في خدمة الثقافة المحلية والمكتسبات الوطنية»، خصص للحديث عن ما راكمته قناة العيون الجهوية من تجارب ومكتسبات في مجال الإعلام السمعي البصري العمومي الجهوي. وخلال اللقاء الذي شهد مشاركة عدد من الصحافيين العاملين بالقناة، ذكرت الصحافية فاتحة لامين بالحدث البارز الذي شكله ميلاد هذه القناة يوم 6 نونبر 2004 على المستوى الوطني والإقليمي، باعتبارها تجربة رائدة في الإعلام السمعي البصري الجهوي العمومي على مستوى المغرب العربي وشمال إفريقيا. كما تطرقت في عرضها للدور الذي اضطلعت به تلفزة العيون الجهوية في الدفاع عن قضية وحدة المغرب الترابية، وذلك من خلال بث برامج حوارية مع مختصين في القضية الوطنية، مما بدد كثيرا من التردد الذي كان يكتنف هذه القضية لدى البعض، فضلا عن وصول برامج القناة إلى عمق مخيمات تندوف بمجهود طاقم صحفي شاب تحمل، بإرادة ونضالية، المخاطر والصعاب من أجل مكافحة التضليل ونقل الفظاعات التي يعيشها سكان المخيمات في تندوف. لامين تحدثت أيضا عن «دور القناة في إيصال صوت الحركات الاحتجاجية لشباب التغيير من عين المكان، ضد القهر والمتاجرة بمآسيهم من طرف قيادة البوليزاريو، عبر بث تسريبات تكشف زيف وأكاذيب الإعلام المسخر لمعاداة عدالة ومشروعية قضية الوحدة الترابية للملكة المغربية». من جهته، تطرق الكارح ل»دور تلفزة العيون الجهوية في الحفاظ على الموروث الثقافي الحساني الذي يشكل مرآة للحياة الاجتماعية للمناطق الصحراوية». وذكر بدور القناة في «سبر ذاكرة شيوخ القبائل الصحراوية بهدف إحياء عادات وتقاليد صحراوية كانت مهددة بالانقراض». الصحافي بقناة العيون أشار كذلك إلى مجهودات تلفزة العيون، منذ نشأتها، من أجل الحفاظ على الشعر الحساني الذي كان مهددا بالتلاشي بفعل طابعه الشفاهي، من خلال إنتاج برامج ومسابقات ثقافية مخصصة للشعراء القدامى أو الشعراء الشباب، فضلا عن نقل المهرجانات والتظاهرات المرتبطة بهذا الصنف من الإبداع الأدبي، دون نسيان المجال الرحب الذي فتحته هذه القناة الفتية للفرق المسرحية المحلية من أجل إنتاج وبث مسرحيات مكتوبة بالحسانية وذات مضامين ترتبط بالحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع الصحراوي. على صعيد متصل، كشف إبراهيم ابريه، في مداخلته، عن المجهودات النوعية التي بذلتها القناة من أجل تغطية الأحداث والوقائع التي تلامس انشغالات سكان المنطقة، على غرار الفيضانات التي شهدتها المناطق الصحراوية، مؤخرا، حيث خاطرت فرق التصوير التابعة للقناة من أجل مواكبة هذا الحدث عبر بث أخبار موثقة بالصوت والصورة عن الفيضانات، مما رسخ علاقة الثقة بين القناة والمواطن الصحراوي. اللقاء اختتم بتنظيم وقفة تقدير وتكريم لأحد الوجوه البارزة في الإعلام السمعي الوطني، الأستاذ محمد بن ددوش، المدير الأسبق للإذاعة المغربية، وخصوصا باعتباره أحد الصحافيين الأوائل الذين مارسوا مهنة المتاعب في الأقاليم الصحراوية.