انتقلت الاحتجاجات التي تشهدها مخيمات تندوف، منذ أسبوع، إلى حيث توجد قيادة الجبهة، واستنكر نشطاء صحراويون محتجون صمت المنظمات الدولية ك«هيومن رايتس ووتش» و«أمنسيتي أنترناشيونال» عن لجوء قوات البوليساريو إلى الرصاص الحي ضد المحتجين، وعن سقوط جرحى، في الوقت الذي اتهمت الجبهة المغرب بتحريك ما وصفته بخلاياه النائمة في المخيمات. وتعيش مخيمات تندوف على وقع احتجاجات غاضبة لشباب المخيمات ضد فساد قيادة الجبهة والتضييق الممارس على حركة السكان، لتشتد بسبب قضية احتجاز الشابة محجوبة، حيث أجج قيام جبهة البوليساريو بتهريب الشابة الصحراوية محجوبة إلى إسبانيا، لتفادي أزمة مع الحكومة الإسبانية والرأي العام في بلدان الاتحاد الأوربي، احتجاجات سكان المخيمات. وطالب المتظاهرون بكشف حقيقة المتورطين في اختطاف الفتاة الصحراوية محجوبة، بعيدا عن عائلتها الأصلية، مما دفع قوات الجبهة إلى التدخل بعنف وفتح النار على المتظاهرين أمام القيادة لتفادي فتحها، وقد أسفر ذلك عن سقوط ضحايا في صفوف المحتجين، نقلوا إثر ذلك إلى المستشفى، حيث يوجد أغلبهم في حالات خطيرة، واستنكر متظاهرون صمت المنظمات الدولية ك«هيومن رايتس ووتش» و«أمنستي انترناشيول» عن التنديد بلجوء قيادة الجبهة إلى العنف والرصاص الحي ضد المحتجين. وأمام اشتداد الاحتجاجات الغاضبة وسقوط ضحايا، لم تجد الجبهة إلا أن تتهم المغرب بمحاولة إخراج الأمور عن السيطرة في المخيمات وإعطاء القضية أبعادا سياسية، واتهم إعلام الجبهة المخابرات المغربية باستغلال قضية الشابة الصحراوية محجوبة لإعطاء التعليمات للخلايا النائمة في المخيمات من أجل زعزعة الاستقرار في المخيمات. وأصبحت قضية الشابة الصحراوية قضية رأي عام في إسبانيا، بعد دخول منظمات حقوقية على خط قضية احتجازها في المخيمات، ورفض عودتها إلى إسبانيا للعيش رفقة العائلة الإسبانية التي سبق أن تبنتها، قبل أن تعمد البوليساريو بمساعدة من المخابرات الجزائرية إلى تهريبها تفاديا لتوتر مع الحكومة الإسبانية و الرأي العام الإسباني.