قررت محكمة الاستئناف بطنجة، مضاعفة عقوبة الناشطة اليسارية وفاء شرف، من سنة حبسا نافذا إلى سنتين، في قضية ادعائها التعرض للاختطاف والتعذيب، وهي القضية نفسها التي حول القاضي حكم البراءة الصادر في حق المتهم الثاني فيها، أبو بكر الخمليشي، الكاتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي، إلى سنة موقوفة التنفيذ. واستمرت أطوار جلسة المحاكمة الاستئنافية من الثانية والنصف ظهرا إلى غاية الحادية عشرة من مساء أول أمس الاثنين، وبحضور نشطاء حقوقيين وسياسيين محليين ووطنيين ساندوا شرف والخمليشي، خاصة ممثلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب النهج الديمقراطي، فيما عرف محيط المحكمة احتجاجات تصف المحاكمة ب»السياسية». وعكس ما كان يأمله دفاع المتهمين والنشطاء الحقوقيين، قررت المحكمة مضاعفة العقوبة الحبسية لشرف وإدانة الخمليشي بالحبس الموقوف التنفيذ، بالإضافة إلى غرامة مالية لكلا المتهمين بقيمة 1000 درهم، الشيء الذي أبدى الحاضرون صدمتهم منه، وشرع بعضهم في الاحتجاج ووصف الحكم ب»الانتقامي». وتعود تفاصيل القضية إلى 27 أبريل 2014، عندما وضع محامي وفاء شرف، الناشطة في حركة «20 فبراير» بطنجة، شكاية حول تعرضها للاختطاف والتعذيب من طرف مجهولين، لتفتح النيابة العامة بحثا انتهى إلى أن المعطيات التي أدلت بها شرف خلال الاستماع لها طيلة شهرين «غير صحيحة»، حسب ما أورده بيان للوكيل العام للملك بطنجة. وتوبعت شرف في حالة اعتقال بتهمة تقديم وشاية كاذبة والتبليغ عن جريمة لم تحدث، فيما توبع الكاتب المحلي للنهج الديمقراطي، الذي تنتمي له شرف، بتهمة «عرقلة البحث القضائي»، غير أن متابعته كانت في حالة سراح بعدما كان قد خاض إضرابا عن الطعام عقب وضعه تحت الحراسة النظرية.