تعرضت حافلة فريق اتحاد طنجة أول أمس الأحد لهجوم بالحجارة بالعاصمة الرباط، في طريق عودتها إلى طنجة، بعد أن خاض الفريق مباراة بملعب الأب جيكو بالدارالبيضاء أمام الراسينغ البيضاوي برسم منافسات بطولة القسم الثاني. وساد جو من الهلع بين صفوف لاعبي وطاقم اتحاد طنجة، خاصة أن حجارة من الحجم الكبير اخترقت نوافذ الحافلة وأصاب بعضها أحد لاعبي الفريق، بينما اضطر الفريق الطنجي للاستعانة برجال الأمن من أجل تأمين خروجهم من مدينة الرباط وإكمال مشوارهم إلى طنجة، بعد أن توقفت الحافلة لوقت ليس بالقصير بالعاصمة. وفور انتشار الخبر بين أوساط جماهير اتحاد طنجة، حتى اشتعلت حرب «فايسبوكية» بينها وبين جماهير فريق الجيش الملكي، التي يحملها بعض الطنجويين مسؤولية ما حدث لحافلة الفريق في رحلة العودة من الدارالبيضاء. ويعود سر «العداء» بين جمهور الفريقين إلى سنوات خلت، عندما اندلعت أعمال شغب بمحيط ملعب مرشان بطنجة عندما كان اتحاد طنجة يمارس في بطولة القسم الأول، كما اشتعل الصراع بين جماهير الاتحاد والجيش في مباراة نهائي كأس العرش التي أجريت مطلع شهر غشت الماضي وتوقفت بسبب تراشق جماهير الفريقين بالقنينات والحجارة. ما تعرضت له حافلة فريق اتحاد طنجة يوم الأحد الماضي لا يجب أن يمر مرور الكرام، ويجب على المتورطين في هذا الحادث أن يؤدوا ثمن فعلتهم وأن يكشفوا عن دواعي وأسباب القيام بذلك، لأنه لم يصبح من المقبول أن نسمع في نهاية كل أسبوع عن وجود أعمال شغب و»تصفية» حسابات قديمة بين الجماهير المغربية. مع كل مباراة «كلاسيكو» تجمع بين الجيش الملكي والرجاء أو الوداد، أصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تكرار ما حدث في مناسبات سابقة، فمن منا لا يتذكر أحداث «الخميس الأسود» بالدارالبيضاء الذي تسببت فيه فئة من جماهير الجيش قبل مباراة الفريق العسكري أمام الرجاء؟ ومن منا لا يتذكر ما حصل في مباريات سابقة للوداد والرجاء بالرباط؟ العلاقة بين جماهير النادي القنيطري والجيش متوترة منذ زمن بعيد، بل إن بعض عشاق «الكاك» نشروا قبل سنوات مقطع فيديو يصور «احتجاز» مشجع يرتدي ألوان الجيش الملكي، طرحوه أرضا وهم ملثمون ويحملون أسلحة بيضاء، في مشهد يشبه إلى حد كبير ما تقوم به بعض الجماعات الإرهابية مع الرهائن. قبل سنوات قليلة اشتعل الصراع بين جماهير النادي القنيطري والمغرب التطواني بسبب وفاة أحد مشجعي فريق «الحمامة البيضاء» وهو يحاول الهروب من بطش بعض المحسوبين على جمهور «الكاك»، وتوعد الجمهور التطواني بالرد، وأصبحت مباريات الفريقين ممنوعة على جمهور الفريق الضيف خوفا من حدوث ما هو أسوأ. هذا «العداء» بين جمهور هذا الفريق أو ذاك يجب أن يوضع له حد، بحملات فعالة للتوعية بمخاطر وتبعات الصراعات بين جماهير الفرق المغربية التي راح ضحيتها العشرات من الشباب والمراهقين الذين غادروا الحياة وهم في ريعان شبابهم تاركين وراءهم أسرا وعائلات مكلومة.