حصلت «المساء» على معلومات جديدة بخصوص حادث قطع يد سائق شاحنة من قبل أحد عناصر عصابة تتاجر في المخدرات بالصويرة، إذ علمت الجريدة أن العصابة، التي تهرب «الشيرا» بجنوب المغرب، تعتبر أيضا إحدى «مافيات» الرمال بمدينة الصويرة. وحسب شكاية موجهة إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بآسفي، منذ حوالي شهرين، حصلت «المساء» على نسخة منها، فإن الضحية، الذي يدعى «ناجم. أبار»، تعرض رفقة عائلته للتهديد من قبل عناصر عصابة تتاجر في المخدرات بجهة سوس ماسة درعة وبعض المدن الصحراوية، ذكر أسماءهم في شكايته، مشيرا إلى أن أفراد العصابة يشرفون على مافيا لنهب الرمال بمنطقة دوار العرب، التابعة لمدينة الصويرة. وأوضح الضحية، الذي يقطن بدوار العرب في الصويرة، أنه يعمل سائق شاحنة لنقل الأسماك من ميناء مدينة العيون إلى معمل تصبير السمك بنفس المدينة منذ 25 نونبر 2012، لدى المسمى «عمر. أ» بشكل قانوني، إلى أن «فاجأني يوما أنه بصدد اقتناء شاحنة جديدة بشراكة مع أخيه ابراهيم، سيخصصها لنقل الشيرا»، مشيرا إلى أنه «ضغط علي وساومني من أجل التكفل بسياقتها». وزاد ناجم مؤكدا: «بمجرد علمي بنواياهم الإجرامية رفضت، فانهالوا علي بالسب والشتم، خاصة بعد أن تركت العمل مرغما، وعدت أدراجي إلى الصويرة، لأجد عائلتي الصغيرة محطمة نفسيا جراء التهديدات التي يتلقونها من طرف العصابة الإجرامية، التي تتاجر في المخدرات بجهة سوس ماسة درعة وعلى طول الصحراء المغربية وصولا إلى الصويرة». واعتبر ناجم، الفاعل الجمعوي بدوار العرب، في شكايته، أنه سئم من انتظار طال سنتين، بعد الاستماع إليه من قبل الضابطة القضائية، إثر تلقيه تهديدات رفقة أسرته، وأن حياته تحولت إلى «حجيم لا يطاق»، معبرا عن تخوفه من حدوث «ما لا تحمد عقباه». وأشار المشتكي إلى أنه وجد نفسه بعد «طغيان» وادعاء أفراد العصابة أنهم «محميون من طرف نافذين»، إلى مراسلة الوكيل العام، داعيا إياه إلى إصدار تعليماته بتطبيق القانون. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية بالصويرة اعتقلت منفذ عملية بتر اليد، وأوضح بلاغ لولاية أمن مراكش، توصلت «المساء» بنسخة منه أن الحادث نتج عنه بتر معصم يده اليمنى. وأوضح البلاغ أن مصالح الأمن انتقلت على وجه السرعة إلى مكان وقوع الاعتداء، الذي يبعد عن وسط المدينة بحوالي تسعة كيلومترات، وتم إجراء تحريات مكثفة وعمليات تمشيط واسعة كللت بإلقاء القبض على الفاعل. وتفيد التحريات وشهود عيان أن الضحية دخل في اشتباك بالأيدي مع شقيق له، قبل أن يتدخل الجاني، الذي هو ابن عمتهما، لفض النزاع، والذي كان بمفرده، حيث أقدم على استعمال آلة حادة لردع الضحية تسببت في بتر معصم هذا الأخير. هذا، وقد فُتح بحث في النازلة تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بآسفي، وسوف يتم تقديم الفاعل للعدالة بعد إتمام الإجراءات المسطرية. وقد تمكن طاقم طبي بمراكش من إجراء عملية جراحية للضحية من أجل إعادة اليد إلى موضعها الطبيعي، الأمر الذي نجح فيه طاقم طبي معروف بمثل هذه العمليات الدقيقة بالمدينة الحمراء. وقد نقل الضحية إلى مستشفى ابن طفيل صباح أول أمس الأربعاء، رفقة يده، التي وضعت في ثلاجة يدوية، قبل أن يخضع لعملية جراحية بالمستشفى الجامعي محمد السادس كللت بالنجاح.