أبدى سياسيون وخبراء تخوفهم من أن تترك دول الجنوب لوحدها في مواجهة التغيرات المناخية، وما يتبعها من تعثر في برامج التنمية المستدامة، وتنامي التحديات الأمنية، مشددين على أن الخطر يتهدد كل دول العالم، وعلى الشمال بدوره تحمل مسؤولياته لإنقاذ الكوكب من أخطار محدقة. وأجمع المشاركون في إحدى جلسات ندوة «التغير المناخي والتنمية المستدامة: أي دور للمنظمات المتعددة الأطراف»، على أن الشمال يتحمل القسط الأكبر من المسؤولية حول التغيرات المناخية الحاصلة حاليا، نتيجة الإضرار بالبيئة، خاصة من طرف الدول الصناعية الكبرى، معتبرين أنه من غير المنطقي ترك الجنوب يواجه نتائج هذا التغير وحده. وحسب فرانكو فراتيني، وزير الخارجية الإيطالي الأسبق، فإن المنظومة الأممية الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية وتحقيق التنمية، صارت في حاجة لتغييرات حقيقية، بحيث تصير أكثر رحابة، وتسع كل دول العالم، وليس دول الشمال المحتكرة للقرار السياسي الدولي فقط. الدبلوماسي الإيطالي، الذي اعتبر أن الأخطار المناخية التي تهدد العالم، لا سبيل لمواجهتها إلا بتوحيد الجهود، اعترف في مداخلته بوجود انقسامات كبيرة بين دول الشمال نفسها، وباختلاف الرؤى حول مواجهة المشكلة، معتبرا أن الافتقار للتنسيق يتسبب في تنامي الأخطار البيئية والمناخية، داعيا أوربا، التي استفادت كثيرا من دول الجنوب، خاصة الإفريقية إلى عدم تركها وحيدة في مواجهة مصير مجهول. وطبعت النبرة الحادة، خطاب المفوض الأوربي السابق، القبرصي ماركوس كيبريانو، الذي اعتبر أن مساعدة دول الشمال لدول الجنوب لمواجهة نتائج التغيرات المناخية «تدخل في إطار الدفاع الذاتي وليست صدقة»، معتبرا أنه من غير العادل ترك الجنوب وحده في مواجهة تحديات تهم البشرية جمعاء. وانتقد الدبلوماسي الأوربي تقاذف المسؤوليات بين دول العالم، معتبرا أن ذلك لا يغير في الأمر شيئا، كون أن أضرار أي تغير مناخي ستطال الجميع، كما أن الفوائد الناتجة عن توحيد الجهود سيستفيد منها الجميع، منتقدا في الوقت نفسه اكتفاء دول العالم، خاصة المتقدمة، بلغة الخطابات والوعود الانتخابية، في الوقت الذي تبدو فيه النتائج ضئيلة على أرض الواقع. أما رئيس لجنة حقوق الإنسان السابق، والممثل الدائم للمكسيك في الأممالمتحدة، لويس ألفونسو دي آلبا، فقد دعا إلى التوصل لاتفاقية ملزمة لجميع الدول خلال مؤتمر الأمم القادم حول التغيرات المناخية في 2015، حيث إن الأخطار التي تواجه العالم اليوم، يضيف المتحدث، لم تعد تحتمل الانتظار. واعتبر الدبلوماسي المكسيكي، أن الخطوة الأولى لمواجهة الأخطار المناخية الآن، هي إسقاط جميع الحواجز بين دول الشمال ودول الجنوب، وإشراك المجتمع المدني إلى جانب الحكومات في محاولات إيجاد الحلول، بحكم أن «الكل متضرر والكل عليه أن يساهم»، يقول المتحدث نفسه. أما أستاذة نظم المعلومات الجغرافية والبيئية بجامعة الخليج العربي بالعاصمة البحرينية المنامة، صباح الجنيد، فقط نبهت إلى أن آثار التغيرات المناخية ومن ضمنها الكوارث والتحديات الأمنية، لم تعد، خلال السنوات الخمس الأخيرة، حكرا على دول الجنوب، حيث إنه في كل سنة تزداد دول الشمال تضررا بتلك الكوارث. وأوردت الأكاديمية البحرينية، أن الأخطار الناتجة عن التغيرات المناخية، لا تقتصر على تلك الطبيعة التي يمكن التنبؤ بها، كالزيادة في درجات الحرارة وتدهور الموارد الطبيعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وإنما أيضا أخطار أخرى غير متوقعة، كالحروب والمجاعات والتحديات الأمنية والأمراض الوبائية على شاكلة مرض «إيبولا» الفتاك. ورفضت الخبيرة البحرينية فكرة ترك دول الجنوب لمواجهة أخطار التغيرات المناخية بنفسها، معتبرة أن على دول الشمال مساعدة دول الجنوب ماديا وتكنولوجيا لمواجهة الأخطار، وفي الوقت نفسه دعت الدول النامية إلى الاعتماد على إمكانياتها الذاتية، عبر مراجعة المنظومات التعليمية وإعادة توطين التكنولوجيا وتفعيل الشراكات الإقليمية لفرض شروطها على دول الشمال. و أعلنت اللجنة المنظمة لموسم أصيلة الثقافي الدولي عن إلغاء جميع السهرات الفنية المبرمجة خلال أمسيات الموسم، كما قررت وقف فعاليات ندوة «التغيرات المناخية والتنمية المستدامة»، وذلك حدادا على وفاة عمة الملك، الأميرة فاطمة الزهراء. وطال الإلغاء حفلتي الحضرة الشفشاونية وفرقة شباب تطوان للموسيقى الأندلسية وسهرة الفنانة المغربية سلوى الشودري وفرقة أركو الأوكرانية للموسيقى الغجرية ومجموعة ماك ألشو باند الإفريقية، وحفل لقاء الجاز والأندلسي وحفل فرقة أهل أصيلة للسماع والمديح، وسهرة الفنانة المغربية ليلى المريني وسهرة فرقة أريج النسوية، وأيضا السهرة الختامية للفنانة البحرينية حنان رضا. أما فيما يخص باقي أنشطة الموسم، فقد أكدت اللجنة أنها ستستمر انطلاقا من يوم الجمعة، بعقد ندوة صحفية حول جائزة «تشيكايا أوتامسي» للشعر الإفريقي، تتلوها يوم الأحد ندوة «الفن التشكيلي العربي المعاصر: الرهانات والتحديات»، وذلك بعدما كانت قد توقفت طيلة يوم الخميس. وكانت الأميرة فاطمة الزهراء، قد توفيت يوم الأحد الماضي بتطوان عن عمر يناهز 85 عاما، وشيع جثمانها بالرباط في جنازة حضرها الملك محمد السادس، والذي قرر إلغاء احتفالات عيد الشباب هذه السنة حدادا على وفاة عمته.