سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التازي: للصيام دور كبير في إعطاء نضارة للبشرة والجلد والتقليل من البثور والبقع قالت: رمضان هو الطبيب متعدد الاختصاصات الذي يزورك في بيتك مدة ثلاثين يوما من كل عام حتى يكشف علتك و يعالجها
هل تبحثون عن نمط حياة صحي، والتمتع بصحة جيدة؟ إنه الوقت المناسب تماما للوعي بعادات استهلاك الطعام والاستفادة من الصيام على أتم وجه. ولهذا الهدف قمنا بتجميع جميع الأسئلة، التي توصلنا بها عبر ملحق الأسرة من القراء الأوفياء، والمتعلقة برمضان والصحة، فكانت لنا لقاءات مع أخصائيين للإجابة عنها خلال هذا الشهر الفضيل. - يشاع أن رمضان له تأثير على مزاج الصائم ويتسبب في توتره نتيجة تغير نظامه الغذائي؟ إن الطبيب هو أول من يقصده المريض إذا أحس بوجود أعراض معينة تدل على خلل ما في نظام عمل جسمه. والمعلوم أن التشخيص الدقيق لبعض الأمراض المستعصية يستلزم زيارة مجموعة من الأطباء، وأنه باختلاف نوع المرض يختلف تخصص الطبيب المعالج. لكن هل تصدقون أن هناك طبيبا قادرا على كشف جميع الأمراض حتى دون ظهور أعراضها أو الألم المصاحب لها؟! وأن هذا الطبيب لا يكلفك عناء الذهاب إلى عيادته، بل هو من يزورك في بيتك، ويتكلف بعلاج جل أمراضك، وكل ذلك مجانا! شهر رمضان هو ذلك الطبيب متعدد الاختصاصات الذي يزورك في بيتك مدة ثلاثين يوما من كل عام، حتى يكشف علتك ويعالجها دون أن يكلفك ذلك مالا ولا جهدا! من ينكر فضل رمضان على مزاج ونفسية الصائم! حيث إن الصيام هو عملية تربوية تتم فيها تربية النفس وتهذيبها وإلزامها بالابتعاد عن مظاهر الغضب و الانفعال، مصداقا لقوله ص: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم». و هذا الأمر يؤدي بالصائم إلى الشعور بالفرح والسكينة و الرضا عن النفس، وهو العامل الأساسي في شفاء العديد من الأمراض العصبية والنفسية. كما يساعد شهر رمضان، من خلال ما يتميز به من أجواء روحانية وتقرب إلى المولى عز وجل، في زرع التسامح والتكافل والثقة وحب الخير بين الناس، وهو ما يساهم في تخفيف حالات القلق والتوتر والاكتئاب والرهاب الاجتماعي، إضافة إلى دور الصيام في ضبط مستوى السيروتونين، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية للصائم. - خلال شهر الصيام تكثر مشاكل الصائمين فيما يرتبط بالجهاز الهضمي. ما السبب في ذلك؟ في شهر رمضان وأثناء فترة الصيام، تقل حركة الأمعاء وتُقلل المعدة من إفرازات عصارتها الهضمية، وهو ما يتيح الفرصة أمام أعضاء الجهاز الهضمي للراحة بعد عناء طويل، ويساعد على تقوية عضلاتها كي تزداد عملا وحيوية. وبالتالي تتحسن حالة الصائم الصحية، ويتخلص من أمراض الجهاز الهضمي الناتجة عن النظام المعيشي السيء شيئا فشيئا، كعسر الهضم وانتفاخ البطن وزيادة الحموضة... كما يعتبر شهر رمضان فرصة جيدة لتنقية الجسم من السموم المتراكمة داخله طوال العام. إذ إن الجسم خلال فترة الصوم يوجه هجومه ضد السموم المترسبة داخله، فيزيد من سرعة تخلصه منها، ويحلل الخلايا والأنسجة المريضة والملتهبة والتالفة والهرمة، معوضا إياها بأخرى جديدة، مما يساعد على تنشيط تجديد خلاياه. ولأن معدة الإنسان تكون فارغة في هذه الفترة، فإن الجسم يوجه طاقته التي كان يبذلها عادة في هضم الطعام، لتقوية مختلف خلايا جهازه المناعي، خاصة الكريات البيضاء، فضلا عن تنظيف الجسم من الكيماويات والأدوية ومبيدات الحشرات وغيرها من السموم التي تدخل إليه بشكل يومي فتُغسل الكبد والكلى ويطهر القولون وينقى الدم وتنشط الدورة الدموية، فيصير الإنسان أكثر حيوية وأكثر نشاطا . وتجدر الإشارة إلى أن ما يقع للصائم في بداية رمضان من أعراض جانبية كالدوار والصداع والإحساس بالغثيان ليس سوى بوادر صحية تدل على أن الجسم في طريقه الصحيح للتخلص من السموم التي طالما أرهقته. - هل للصيام دور وتأثير على جمال بشرة الوجه والجلد؟ لقد أثبت الصوم فاعليته في علاج العديد من الأمراض العضوية، بل يعد من أنجح الطرق العلاجية التي اعتمدتها مجموعة من الدول حول العالم. فالصيام يخفض نسبة السكر في الدم، مما يعطي البنكرياس فرصة جيدة للراحة، وهو الغدة المسؤولة عن إفراز عدد من الهرمونات، أهمها: الأنسولين الذي يعمل على تمثل السكر والمواد الكربوهيدراتية. وتجدر الإشارة إلى أن كثرة الطعام تدفع البنكرياس إلى إفراز كمية أكبر من الأنسولين فينتهي به الأمر مرهقا ومتعبا وعاجزا عن أداء ووظائفه، وبالتالي يتراكم السكر في الدم ويرتفع معدله عن الطبيعي، وهذا مؤشر واضح للإصابة بمرض السكري. كما يساعد الصوم كذلك على تخفيض معدل الدهون بالدم، بما في ذلك الدهون الثلاثية والكولسترول، وهي المادة التي تترسب على جدار الشرايين مسببة تصلبها وصعوبة تدفق الدم عبرها، مما يساعد على ظهور عدة أمراض مرتبطة بالقلب والدماغ (الجلطات). كما يساهم النظام الغذائي الجيد خلال هذا الشهر، والذي يحد من استهلاك اللحوم الحمراء ويكثر من الخضروات والفواكه، في تخفيض معدل حمض اليوريك المرتبط بمرض النقرس، مما يساعد على تخفيف الالتهابات وألم المفاصل. إضافة إلى ذلك، فإن للصيام دورا كبيرا في إعطاء الصحة والنضارة للبشرة والجلد، وتخفيف دهنياته، والتقليل من البثور والبقع البنية عليه. إنه حقا عيادة طبية لعلاج جميع الأمراض! إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية