كشف المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة في ندوة تقديمه إلى الصحافة عن الأسباب التي قال إنها كانت خلف قرار رحيله عن الدفاع الجديدي وتوقيعه للرجاء، لكن بنشيخة الذي كان يتحدث أمس الأول في أحد فنادق مدينة الدارالبيضاء وقع في زلة لسان، ففي الوقت الذي ظل يصر فيه أنه لم يوقع للرجاء إلا نهاية الأسبوع الماضي، وأنه رفض الجلوس إلى طاولة الحوار مع مسؤولي الرجاء، إلا بعد نهاية البطولة، جاء في معرض حديثه أنه هو من وافق على التعاقد مع يوسف الكناوي (أعلن الفريق بصفة رسمية عن تعاقده مع اللاعب يوسف الكناوي يوم الأربعاء الماضي على الساعة العاشرة ليلا). وبصرف النظر عن ذلك فإن بنشيخة أفاض في الحديث عن علاقته بالدفاع الجديدي وكيف أن تأخر مسؤولي الفريق دفعه في الاستجابة إلى مطالبه دفعه إلى التعاقد مع الرجاء، الذي قال عنه إنه الفريق الذي يحتاج إلى استرجاع سيادته. عبد الحق بنشيخة تحدث أيضا عن ضغط الجمهور وعن اللاعبين المرشحين لمغادرة الفريق والمحتمل أن يتعاقد معهم الرجاء، وعن أهدافه مع وصيف بطل العالم، وعن موقفه من التعاقد مع لاعبي فريق الدفاع الحسني الجديدي. - بعد جدل طويل بنشيخة مدربا للرجاء، ماذا يمكن أن تقول عن ذلك؟ أولا أقدم اعتذاري لفريق الدفاع الحسني الجديدي الذين وضعوا في الثقة، لكن عليهم أن يتفهموا طبيعة عمل مدرب كرة القدم.أتمنى أن يتفهموا اختياري، فرغم أنني تلقيت عدة عروض إلا أنني اخترت الرجاء البيضاوي. أتمنى أن يتفهموا وضعي وأن لا يكونوا قاسين معي. عدا ذلك فأنا سعيد جدا أنني وقعت للرجاء، ولي الشرف أن أشتغل مع هذا الفريق بتاريخه ومكوناته. هذا الفريق الذي يراهن دائما على التتويج بالألقاب، وهو ما يناسبني لأنني أنا أيضا أحب الفوز والقيادة. وأحب المشاركة في تنفيذ مشروع فريق. وبالمناسبة أتعهد بأنني لن أبخل على الفريق بخبرتي، وأتمنى أن أكون في مستوى التطلعات. - هل اتفقتم مع فريق الرجاء على بلوغ أهداف محددة؟ الأهداف التي يجب علينا بلوغها ليس في حاجة إلى ذكرها. إن الجميع يعلم بالأهداف التي علينا بلوغها. أنا والمكتب والمسير والجمهور. لكنا نعرف أنه يجب على الرجاء في الموسم المقبل أن تكون أفضل من الموسم الماضي، سواء على مستوى البطولة أوكأس العرش أو عصبة الأبطال. هل هذا يعني أنكم تراهنون على الفوز بعصبة الأبطال الإفريقية؟ ليس الأمر كذلك، هذا العام سيكون على فريق الرجاء استرجاع سيادته، فهو إن خاض موسما جيدا فإنه في النهاية لم يتوج بلقب البطولة ولم يفز بكأس العرش. على فريق الرجاء أن يستعيد هيبته ويتوج بلقب البطولة، ثم بعد ذلك سيكون عليه معرفة الفرق التي ستنافسه خلال اقصائيات عصبة الأبطال، سيكون علينا الاستفادة من الدروس. وعلى ذكر عصبة الأبطال فالفريق يمكنه المنافسة في المباريات القارية إذا وقع التفاف حوله، سواء المكتب المسير أو الجمهور أو وسائل الإعلام، على الجميع أن يقف مع الفريق لينجح في مشواره الثاري. وأنتم عاينتم كيف أنه كان صعبا على الرجاء الذي غاب عن المنافسات الافريقية العودة إليها، مما تسبب في خسارته أمام حوريا كوناكري الغيني. وبعد خوص التصفيات سيكون علينا البحث عن ورقة التأهل إلى دور المجموعات، وبعد ذلك إلى مرحلة النصف نهائي، وأخيرا سيكون علينا التفكير في المباراة النهائية، هكذا يجب أن تسير الأمور بشكل تدريجي. - ستتولون قيادة الرجاء، لكن هل لديكم تصور خاص لما يجب أن يكون عليه الفريق؟ أولا من الواجب علي تقديم الشكر لزميلي امحمد فاخر وفوزي البنزرتي على العمل الذي قاما به. أما بخصوص سؤالكم فأود التوضيح أنه من الطبيعي ان تكون هناك استمرارية، لأنني لست أنا من سيخترع البنسيلين.. بطبيعة الحال لن أبدأ من الصفر، لكن أيضا لدي فلسفتي في العمل. لدي أفكار عملية قابلة للتطبيق وسأسعى إلى تنزيلها على أرض الواقع. - لكن هل وضعتم تصورا للفريق، اللاعبون الذين ستعتمدون عليهم والذين سيغادرون الفريق؟ بطبيعة الحال لدي تصور شامل. أنا أعرف لاعبي الفريق. طبعا هناك لاعبون لم تتح لهم الفرصة لإثبات أحقيتهم في الدفاع عن قميص الفريق خلال المرحلة السابقة، ومن ثمة سيكون علي الوقوف على مؤهلاتهم، قبل تكوين قناعة وتحديد قائمة بأسماء اللاعبين الذين سيغادرون الفريق والذين سيستمرون معه، ثم أيضا أنا على اتصال ببعض اللاعبين الذين يمكن أن يعززوا الفريق. المهم أنه يجب علينا ليس فقط تشكيل فريق قوي، ولكن أيضا أن تكون دكة بدلاء الفريق قوية لأنه مقبل على استحقاقات هامة. - خلال حديثك قلت إنك جئت إلى الرجاء للفوز بالألقاب، ألم يكن ممكنا الفوز مع الدفاع الحسني الجديدي بالألقاب، خصوصا أن رحيلك أثار الجدل؟ سأقول لك أمرا مهما، هو أنني وجدت في مدينة الجديدة وفي فريق الدفاع الحسني الجديدي كل الخير. أستطيع أن أقول إن تدريبي للفريق كان محطة حاسمة في مساري التدريبي، ولذلك «منقدرش نقول كلمة عيب في حق الفريق ومسؤوليه»، لكن مع ذلك يمكننني القول إن كل مدرب له الشرف في أن يشرف على فريق الدفاع الجديدي، وكل مدرب له رهاناته ويحب أن يربحها. أما بخصوص الشق المتعلق بامكانيات الدفاع الحسني الجديدي فأقول لك إن الفريق (الدفاع الجديدي) ظل ينافس على اللقب إلى حدود الأربع مباريات الأخيرة، ولولا خسارة الفريق أمام الرجاء بملعب محمد الخامس لاستمر ضمن الفرق التي نافست على اللقب، حدث ذلك رغم أن امكانيات الفريق البشرية، التي لا تختلف –على أية حال- عن باقي فرق البطولة. - قد يكون الدفاع الجديدي مثل العائلة الواحدة، لكن في الرجاء الأمر مختلف، فثلاث هزائم قد تجر عليك سخط الجمهور، ألا تتخوف من هذا الأمر؟ عليكم أن تعرفوا أمرا مهما، وهو أنني أمضيت حياتي كلها «غير في الكرة»، حتى دراستي كانت في كرة القدم، فقد حصلت على الماجستر في هذا الباب، ولم يسبق لي أن اشتغلت موظفا في البلدية أو سائق سيارة أجرة. إذن أنا أدرك حجم الضغط الذي يمكن أن يكون، لكنني آلفت ذلك...إنها جزء من مهنتي. لقد قلت لكم إنني اخترت تدريب الرجاء البيضاوي لخوض رهانات أخرى. وأنا أعرف أنه إذا كانت حظوظي مع الرجاء في الفوز بالألقاب أكبر من حظوظي في الدفاع الحسني الجديدي فإنه أيضا احتمال مغادرتي لفريق الرجاء أكبر من احتمال مغادرتي للدفاع الجديدي، وبالتالي فالأمر يتعلق بهل المدرب على ثقة بنفسه؟ وهل هو قادر على خوض التحدي؟ وأنا رجل قادر على خوض التحديات، لأن النجاح مرتبط دائما بنسبة من الخطر. هذا من جهة، أما من جهة أخرى فإنها ليس المرة الأولى التي أقود فيها فريق يملك شعبية كبيرة، فقد اشتغلت مع الفرق الكبرى في الجزائر وتونس. فقد دربت مولودية الجزائر والنادي الإفريقي..إلى غير ذلك. ثم إن المدرب الذي يخاف..عليه أن يجلس في بيته. - لنعد إلى الجدل الذي أثاره تعاقدك مع الرجاء، فالفريق الجديدي أعلن أنه على هامش مباراته الودية ضد مونبلييه الفرنسي وقعت على اتفاق بصفتك مشرفا عاما على النادي، لكنك اليوم تقود فريق الرجاء، كيف ذلك؟ ما حدث في ذلك اليوم انه تمت دعوتي بين شوطي المباراة لحضور حفل التوقيع، وأثناء التقاط الصور التذكارية طلب مني أيضا التوقيع على الاتفاقية التي وقعها الفريق مع نظيره الفرنسي. لست مشرفا عاما على فريق الدفاع الحسني الجديدي، وإذا كان قيل هذا الكلام فهو غير صحيح، لأنني لا أتحمل أية مسؤولية في الفريق الجديدي غير تدريب الفريق الأول. وعقدي ينتهي بالضبط يوم 25 يونيو، علما أنني استفدت من عطلتي السنوية ابتداء من 25 ماي. - هناك من يتحدث عن احتمال التحاق أحمد شاغو بفريق الرجاء، هل صحيح أنك تضعه على قائمة اللاعبين في الرجاء؟ لقد عاهدت نفسي على أن لا أتحدث عن أي لاعب من لاعبي الدفاع الجديدي وذلك تجنبا لكثرة الأقاويل، لقد أنهيت مهمتي مع الدفاع الجديدي، وقمت بجميع التزاماتي تجاه الفريق، وقبل أن أغادره حددت لائحة اللاعبين الذين يتوجب عليهم مغادرة الفريق واللاعبين الذين كنت أرى أن بإمكانهم تقديم الإضافة للفريق. - ماذا عن الطاقم الذي سيساعدك في الرجاء؟ أنا حريص على أن يكون الطاقم التقني والطبي الذي يشتغل بجانبي له من الكفاءة ما يؤهله للقيام بهذه المهمة، وفي هذا الصدد إن هناك دائما تنسيق بيني وبين المكتب المسير لفريق الرجاء، وحتى بالنسبة ليوسف الكناوي فإنني وافقت على التعاقد معه. - أليس غريبا أنه إلى حدود يوم أمس، وبينما صرح رئيس الرجاء أن الفريق تعاقد معكم بنسبة مئوية كبيرة فإذا مسؤولي الدفاع الجديدي يقولون إنكم ملتزمون مع الفريق؟ سأقول لكم بكل صدق أن الأولوية كانت دائما لفريق الدفاع الحسني الجديدي، لكن في وقت سابق التقيت مسؤولي الفريق وقدموا لي عرضا لم يرقني. ثم انتظرت حتى مباراة الوداد البيضاوي، التي جرت يوم الإثنين 26 ماي الماضي. ولم ألتق الرئيس إلا في اليوم الموالي للمباراة، أي بعد نهاية المباراة، تحدثنا.....أنا خدام على عائلتي هل علي أن أمسك يدي وانتظار ان تفتح لي الجنة ابوابها؟ لقد كانت لدي عروض من فرق أخرى، والعرض الذي قدمه فريق الرجاء كان واحدا منها، لكن «ربي مكتبش». - لكنكم أنتم من اخترتم أن تضعوا أنفسكم في موقف محرج حين كنتم في كل مرة تقولون إنكم لن تتعاقدوا مع أي فريق مغربي غير الدفاع الجديدي، مع أنه كان بامكانكم قول غير ذلك؟ ثقوا بي أن فريق الدفاع الجديدي على «راسي من الفوق» وان الأولوية كما قلت كانت دائما له. أنا لا أريد تعكير المحبة التي بيننا، لأننا نحن العرب لا نعرف كيف نفترق، وفي كل مرة يكون فيها الفراق ضررويا نضطر إلى العراك ببيننا. لقد قدمت مشروعي إلى الدفاع الجديدي، لكن لحد الآن لم يتم تجديد التعاقد مع اللاعبين الذين قلت إن الفريق بحاجة إليهم، لكن هذا ليس هو السبب الذي دفعني إلى مغادرة الفريق، فأنا قلت أنني أريد البحث خوض رهانات جديدة، لكن ليس على الناس أن يتذكروا فقط أنني غادرت الفريق، ففي فترة الانتقالات الشتوية تلقيت عروضا من فرق خليجية بمليون يورو ورفضتها لأستمر مع الدفاع الجديدي. ثم لماذا حين يقيل المسير مدرب الفريق يتم تقبل ذلك، وحين لا يرغب المدرب في تجديد تعاقده يقال إنه مخادع؟ إن قرار تدريبي للرجاء اختيار اتخذته عن قناعة، ولم أغدر الدفاع الجديدي...ودكالة في بلاصة عزيزة عندي...وستظل كذلك.