أثارت سخرية لويس رودريغيث ثباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية، من «إنجاز بيريخيل» (جزيرة ليلى)، الذي حققته حكومة خوسي ماريا أثنار، الكثير من النقاشات في الجارة الشمالية، وهي الإشارة التي استعملها ثباتيرو خلال جلسة البرلمان الإسباني الأخيرة، عندما جاء لتفسير قرار حكومته المتسرع بسحب القوات الاسبانية المرابضة بكوسوفو. وفهم من سياق الإشارة أن ثباتيرو سخر من المهمة العسكرية التي اعتبرها أثنار أحد أكبر الانتصارات العسكرية لبلاده، خصوصا أن ثباتيرو حكى لمقربين منه أنه بمجرد ما دخل إلى مكتب رئيس الحكومة في قصر المونكلوا، الذي كان يشغله أثنار وجد لوحة كبيرة معلقة تظهر، الجنود الإسبان وهم يضعون علم بلادهم على الصخرة. ورفض ثباتيرو الإجابة عن سؤال لزعيم المعارضة اليمينية ماريانو راخوي الذي طالبه بتقديم توضيحات خلال جلسة البرلمان عما يقصده ب«انجاز بيريخل»، وقال فقط إن ما حدث كان «سورياليا». وأثارت إشارة ثباتيرو في البرلمان غضب عدة أوساط عسكرية إسبانية أدلت بتصريحات لبعض الصحف الاسبانية، وكان أكثرها لفتا للانتباه هو تصريح القائد الأعلى السابق للقوات البرية ألفونسو برادو ديل سانتنايا، الموجود حاليا في قوات الاحتياط، والذي قال لصحيفة «أ ب ث» الإسبانية «إن الحل الوحيد الذي كان أمامنا هو طردهم (يقصد المغاربة) من الجزيرة وقد فعلنا ذلك»، مشددا على أنه «عمل رائع قام به الجيش». وفهم من إشارة ثباتيرو أنه يعبر لأول مرة بطريقة شبه مباشرة عن موقفه من أزمة جزيرة بيريخيل أو ليلى، للدفاع عن نفسه أمام ارتكاب حكومته خطأ سحب متسرع لقواتها من كوسوفو، خصوصا أنه طلب من الزعيم اليميني التحلي بقليل من الحياء بسبب دفعهم إسبانيا إلى حرب غير شرعية لم تحظ بموافقة المنتظم الدولي، في إشارة إلى مشاركة اسبانيا في الحرب على العراق قبل ست سنوات عقب اتفاق الآثور بين الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ونظيره الاسباني خوسي ماريا اثنار.