عاش حي «النصر» بالقنيطرة، مساء أول أمس، حالة من الرعب، بعدما أقدم شاب معروف بسوابقه العدلية على ملاحقة السكان بسيفه الكبير، والاعتداء عليهم بالضرب، ومهاجمة عدد من رجال الشرطة، بينهم عبد الله محسون، والي أمن المدينة، وهو ما أدى إلى سقوط إصابات متفاوتة في صفوف الساكنة. وأجبر المسلح، المعروف باسم »بوجعادة«، المواطنين على إخلاء المنطقة، وفرض عليهم حصارا خانقا، دفعهم إلى ملازمة منازلهم وعدم مغادرتها، فيما ظل هو يجوب أزقة الحي ودروبه، ملوحا بسيفه الكبير في جميع الاتجاهات، استعدادا لمواجهة الدوريات الأمنية، التي هرعت إلى عين المكان، بعدما أبدى إصرارا شديدا على مقاومة كل من يعترض سبيله وإلحاق الضرر به. وحاولت عناصر الأمن في البداية محاصرة المبحوث عنه في جرائم متعددة تتعلق بالقتل واغتصاب قاصرين، وإرغامه سلميا على الاستسلام، دون اللجوء إلى استعمال القوة، لكنها فشلت، قبل أن تطلب تعزيزات أمنية إضافية، حيث شوهدت العديد من سيارات الشرطة وهي تصل اتباعا إلى منطقة «لابيطا» وعلى متنها العشرات من رجال الأمن العمومي والشرطة القضائية، تتقدمها السيارة التي كانت تقل والي أمن القنيطرة. ودخل «بوجعادة« في مواجهات عنيفة مع قوات التدخل، محاولا مقاومتها وصد كل محاولات اعتقاله، قبل أن يلوذ بالفرار، خاصة حينما انضم العشرات من المواطنين إلى جانب الشرطة، وشاركوا معها في عملية مطاردة هوليودية للمسلح الهائج، التي انطلقت من أمام حمام »الغزالة«، الموجود في الحيز الإداري للملحقة الإدارية الثامنة، لتختم فصولها ب«الحي الجديد» التابع للملحقة الإدارية العاشرة. واستنادا إلى معلومات مؤكدة، فإن المشتبه به الهارب اقتحم منزل أحد أعوان السلطة للاختباء بداخله، غير أن هذا الأخير تصدى له بقوة، ودخل معه في مشادة عنيفة، أسفرت عن إصابة »المقدم« بجروح خطيرة في يده، استدعت نقله على وجه السرعة إلى المركب الجهوي الاستشفائي. وحسب المصادر نفسها، فإن رجال الشرطة، ومعهم عدد من شباب المنطقة، استطاعوا محاصرة المسلح فوق سطح منزل يوجد بالزنقة 163، وتمكنوا من تطويق جميع المنافذ التي قد يلجأ إليها للفرار من قبضتهم، قبل أن تنجح مجموعة من عناصر الأمن، بزي مدني، بشجاعة كبيرة في شل حركته واعتقاله تحت تصفيقات المواطنين وزغاريد النساء.