كشف مصدر أمني عن تفكيك عصابة متخصصة في الهجرة غير الشرعية إلى أوربا عبر وثائق سفر مزورة عبر مطار محمد الخامس الدولي، وأوضح المصدر ذاته أن عناصر فرقة مكافحة الهجرة غير المشروعة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الدارالبيضاء، قدمت ثلاثة أشخاص إلى العدالة بتهمة تكوين عصابة متخصصة في تنظيم الهجرة غير الشرعية، وحيازة واستعمال خاتم دولة مزيف والتزوير واستعماله، إضافة إلى انتحال هوية بغرض الهجرة غير الشرعية. وأكد المصدر ذاته أن الحادث يعود إلى تمكن المصالح الأمنية العاملة بالنقطة الحدودية الجوية مطار محمد الخامس الدولي في البداية من إيقاف شخصين، وذلك بعدما ضبط أحدهما متحوزا لجواز سفر مغربي ورخصة إقامة إيطالية مزورين، تبين من خلال البحث الأولي معه على أنه كان برفقة شخص آخر، إذ كان هذا الأخير يسهل للموقوف الأول عملية الهجرة غير الشرعية انطلاقا من النقطة الحدودية المذكورة، كما أنه وبتفتيش الموقوف الثاني تبين أنه يتوفر على خاتم مزور منسوب لشرطة حدود مطار محمد الخامس الدولي، ومبلغ مالي من العملة الصعبة قدره 690 أورو، وكذا حوالة مالية في اسم شخص آخر مسجل عليها مبلغ ألف درهم. وأشار المصدر ذاته إلى أنه ومباشرة بعد الاستماع الأولي إلى المتهمين تم الانتقال رفقة الموقوف الثاني إلى محل سكناه، ليتم إجراء تفتيش آخر داخله نتج عنه حجز مجموعة من الوثائق، ويتعلق الأمر بأربعة جوازات سفر مغربية تحمل أرقاما تسلسلية مختلفة، وبطاقة تعريف وطنية مزورة، وبطاقتي إقامة إحداهما فرنسية والأخرى إيطالية، إضافة إلى بطاقة تعريف إيطالية وشيك بنكي ومبلغ مالي قدره 12 ألف درهم، ليتم حجز الكل لفائدة البحث. مضيفا أنه ومن أجل إزالة اللبس ومعرفة الحقيقة فقد تم تعميق البحث في البداية مع الموقوف الأول، الذي تبين من خلال التحريات أنه مرشح للهجرة غير الشرعية بواسطة وثائق مزورة، إذ أفاد أنه وخلال شهر أكتوبر من السنة الماضية تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه المقيم بالديار البلجيكية وأخبره بأنه قد تمكن من الهجرة إلى أوربا بطريقة غير شرعية، وذلك من خلال الموقوف الثاني وشخص ثاني سهلا له ذلك عن طريق وثائق مزورة، ليقوم بربط الاتصال بهما بمدينة الناظور فيما بعد، بحيث اتفق مع الموقوف الأول على أن يسهل هجرته غير الشرعية إلى الديار الإيطالية مقابل مبلغ مالي قدره 40 ألف درهم، وهو ما تم، إذ وبتاريخ 26 يناير الماضي توجها سويا إلى مطار محمد الخامس وقد سلمه الموقوف الثاني بمرآب المطار جواز سفر مزور يحمل صورته الشخصية وهوية شخص آخر، كما أمده ببطاقة الإقامة الإيطالية المزورة أيضا، غير أن يقظة العناصر الأمنية ببوابة المغادرة حالت دون تمكن الموقوف الأول من مغادرة تراب المملكة بطريقة غير شرعية، وهي المعطيات نفسها التي تم مواجهة الموقوف الثاني بها، بحيث اعترف بالمنسوب إليه، كما أن البحث مع هذا الأخير قاد إلى إيقاف شخص ثالث وهو مغربي مقيم بالديار الإيطالية، كان قد سلم هذا الأخير جواز سفره من أجل الحصول على ختم مزور للمصالح الأمنية، كدليل على دخوله التراب الوطني بعدما تبين له أنه لم يحصل عليه أثناء مغادرته لميناء طنجة المتوسط في اتجاه مدينة الدارالبيضاء عائدا إليها من إيطاليا بلد إقامته، وقد سلمه أيضا بطاقة إقامته الإيطالية من أجل هذه الغاية، وذلك بمقابل مادي قدره 6 آلاف درهم، غير أن هذه العملية لم تتم بعدما تم إلقاء القبض على الشخص المذكور.