لا يزال فريق الرجاء الرياضي لكرة القدم قادرا على صنع الحدث حتى وهو يعيش واحدة من أصعب اللحظات على مستوى مطبخه الداخلي. لقد تفرق أهل الرجاء بين غاضب ومتحفظ من قرارات الرئيس الأخيرة، والتي ذهبت برأس واحد من أبناء الرجاء الذين كانوا يهزون أركان الفريق وهو صلاح الدين بصير، بعد حكاية الهبة الملكية، والتي لا تزال تغيب بعض الحلقات من سلسلتها الطويلة. وسجل الكثير من حكماء الفريق الأخضر كيف أن المسيرين فشلوا في تدبير الكثير من الأزمات التي كاد بعضها أن يفجر البيت الداخلي لفريق أكد، في كأس العالم للأندية الأخيرة، عن أحقيته بلقبه الفخري ليكون رجاء عالميا. غير أن هذه الصور المشينة التي توالت بعد ذلك، تكاد تذوب اليوم بعد أن قال رئيس الفريق إنه وضع برنامج عمل ممتد إلى سنة 2015، وهو البرنامج الذي سماه بخارطة الطريق. ولأن بودريقة محظوظ بدرجة لم تتحقق للكثير من المسيرين قبله في الرجاء وفي غير الرجاء، فقد نجح الفريق في كأس العالم للأندية، وفاز بلقب الوصيف. وهو اللقب الذي كسب من ورائه منحا مالية، وهبة ملكية قد تخرج الفريق إلى فضاءات أكبر وأوسع، خصوصا وأن الهبة كانت عبارة عن بقعة أرضية من سبع هكتارات ستكون هي الدار الكبيرة للفريق الأخضر. اليوم قال مسيرو الفريق إن هذه الهكتارات ستكون فضاء لأكاديمية كروية يعتبرها الرجاويون من أكبر الأكاديميات الإفريقية. وعلى جزء من هذه البقعة الارضية، ستشيد ممتلكات النادي. كما من المقرر أن يحتضن جزء منها مقر القناة التلفزيونية « راجا تي في» التي تنتظر الضوء الأخضر من الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري « «الهاكا»، والتي بدأ الحديث على أن تحرير القطاع السمعي البصري سينطلق رسميا في 2015. لذلك سيكون فريق الرجاء سباقا لاقتحام هذا المجال، الذي يعتبره واحدا من الرهانات الكبرى للفريق. ولأن الخيرات لا بد أن تأتي مجتمعة، تماما كما يحدث في المصائب والخيبات، فقد توصل فريق الرجاء، بحسب مصادر من داخل البيت الأخضر، بدعوة رسمية من اللجة المكلفة بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، لخوض مباراة ودية قد تجمعه بفريق افي سي برشلونة الإسباني، أو بفريق الأرسنال الإنجليزي، في إطار الترويج لمونديال قطر. أما على المستوى المالي، فإن الرهان سيكون في أفق 2015 هو الرفع من ميزانية الفريق لتصل إلى 15 مليار سنتيم، بعد أن قاربت اليوم بعد كأس العالم للأندية الأخير، 10 ملايير. وهي التي انطلقت، حينما انتخب بودريقة رئيسا، ب5 ملايير سنتيم. حينما نتأمل كل هذه الأرقام وهذه الأحلام، لا بد أن نطرح السؤال كيف يجد مسيرو الفريق الوقت لفتح جبهات هنا وهناك، تبدو صغيرة وهامشية. بل كيف يمكن لفريق، يجر خلفه تاريخا من الممارسة الكروية، وأسماء كبيرة زينت فضاء كرة القدم المغربية، وجمهورا من مختلف المدن المغربية يسمي نفسه بشعب الخضراء، أن يترك خلف ظهره كل هذه العلامات المضيئة، لينخرط في قضايا غير ذات قيمة. بل لماذا اختار مسيرو الرجاء اليوم، وهم يرسمون خارطة طريقهم نحو العالمية، أن يصفوا بعض الحسابات مع أبناء الرجاء الذين كان يمكن احتضانهم، والاستفادة من رأسمالهم الرمزي لأنهم هم تاريخ الرجاء الذي لن يمحوه الزمان. ألم يكن من الأجدر اليوم، والسيد بودريقة يرسم الخطوط العريضة لهذه العالمية، أن يركب معه سفينة الرجاء، يوسف روسي، اللاعب والمؤطر الذي تم التخلي عنه في منتصف الطريق، أو أمين الرباطي، العميد الذي أجهض حلمه بلعب كأس العالم للأندية، تماما كما كان حال المدرب امحمد فاخر، الذي بنا كل شيء من أجل لحظة تلك الكأس، ليجد نفسه مبعدا. أو صلاح الدين بصير، الذي بنا له البعض فخا أسقطوه فيه للتخلص من صوته المزعج. بقي فقط أن نتمنى للرجاء الرياضي سفرا ميمونا في رحلته نحو العالمية. فقط لو يفتح دراعيه لأبنائه المبعدين، لكي لا يكون رجاء الجحود.