بنزاكور: عدم حفظ الأغذية بطريقة جيدة يتسبب في تلوثها وتسمم مستهلكيها

قال إن الأغذية النيئة تحتوي على بكتيريا قد تسبب تسمما غذائيا

يصاب في كل عام ملايين الأشخاص بالمرض بسبب الأغذية الملوثة، وتكون البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات هي المسؤولة عن هذه الحالات، وتتدرج الأعراض من خفيفة إلى شديدة أو خطيرة. أسباب الإصابة بالتسمم الغذائي وأيضا الأعراض والتشخيص يفيدنا بها عبد الإله بنزاكور (أخصائي جراحة الجهاز الهضمي ورئيس قسم الجراحة في مستشفى مولاي يوسف في البيضاء)
- ما هي الأمراض التي يمكنها أن تنتقل بالتسمم؟
تحدث الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية عندما يمرض المرء، بسبب تناول أغذية ملوثة أو بسبب شرب سوائل ملوثة.
وتدعى هذه الحالات في بعض الأحيان باسم «التسمم الغذائي». وهناك أكثر من مائتين وخمسين نوعا مختلفا من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، وتكون معظم هذه الأمراض عبارة عن حالات عدوى، تحدث بسبب مجموعة متنوعة من البكتيريا والفيروسات وغيرها من الجراثيم الضارة التي يمكن أن تكون موجودة في الأغذية، وينتقل معظم هذه الجراثيم بأكثر من طريقة ولا يعرف الأطباء دائما ما إذا كان مرض بعينه قد انتقل عن طريق الأغذية أو عن طريق آخر.
- ما هي الأسباب الكامنة وراء تعرض شخص دون آخر للتسمم الغذائي؟
يحدث القسم الأكبر من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية بسبب بكتيريا ضارة، وهذه البكتيريا قادرة على إحداث عدوى في المعدة والأمعاء.
وتشتمل الأسباب الأخرى على انتقال الفيروسات والطفيليات، ومن الممكن أيضا أن تكون الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية ناتجة عن بعض المواد الكيميائية كما من الممكن أن تصل البكتيريا إلى الأغذية فتلوثها في أي وقت، وذلك خلال: النمو، الحصاد أو الذبح، المعالجة، التخزين والنقل.
- ما هي أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي؟
من الممكن أن تتنوعَ أعراض الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية تنوعا كبيرا، وهذا معتمد على سبب المرض، لكن الأعراض الشائعة هي:ألم بالبطن، نوبات قشعريرة، إسهال، حمى
تقيُّؤ.
وهناك بعض أنواع البكتيريا والمواد الكيميائية التي يمكن أن يكون لها تأثير في الجهاز العصبي، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض أخرى، من بينها: تشوش الرؤية، دوخة أو دوار، صداع
شلل، خدر أو إحساس بالوخز في الجلد.
كما أنه من الممكن أن تتدرج الأعراض من الخفيفة إلى الشديدة والخطيرة و تستمر هذه الأعراض من بضع ساعات إلى عدة أيام. من الممكن أحياناً أن تؤدِّي الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية إلى فقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل، وهذا ما يدعى باسم «الجفاف».
- ما هي الأغذية الأكثر تسببا في التسمم الغذائي؟
غالبا ما تحتوي الأغذية النيئة على بكتيريا يمكن أن تسبب أمراضا منقولة عن طريق الأغذية، كالبيض، السمك والمحار، الخضر والفاكهة الطازجة، اللحوم الحمراء أو لحوم الدواجن، الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة.
ومن الممكن أيضا أن تصاب الأغذية بالتلوث البكتيري في فترة تحضيرها، سواء في المطعم أو في مطبخ البيت وخاصة
إذا لم يتم حفظ الأغذية في درجة حرارة مرتفعة إلى الحد الكافي أو منخفضة إلى الحد الكافي، أو لم ينظف من يقوم بإعداد الطعام يديه بشكل جيد.
أو أن أدوات المطبخ وألواح التقطيع وغيرها من السطوح لم تكن تخضع للتنظيف السليم بعد ملامسة الأطعمة النيئة.
- هل الأمراض الناتجة عن التسمم الغذائي معدية؟
من الممكن جدا أن تنقل الفيروسات من شخص إلى آخر، وذلك بوجود الفيروسات في براز الشخص المصاب أو في قيئه، كما أنه من الممكن للأشخاص المصابين بالعدوى أن ينقلوا التلوث الفيروسي إلى الأغذية والمشروبات.
- ما هو العلاج المناسب في حالة الإصابة بالتسمم الغذائي؟
العلاج الوحيد في معظم حالات الإصابة بأمراض منقولة عن طريق الغذاء هي تعويض السوائل بتناول كميات كبيرة
من السوائل، كعصير الفاكهة مثلا والحساء بوصفها قادرة على تعويض السوائل المفقودة من الجسم
ويستطيع المريض البالغ أن يفعل ما يلي:
-العودة إلى تناول الطعام على نحو تدريجي بطيء.
-البدء بالأطعمة البسيطة سهلة الهضم، ومنها: الأرز، الخبز واللحم الخالي من الدهون وعصير التفاح والموز.
-تجنب الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر، بالإضافة إلى منتجات الألبان، مع تجنب الكحول والكافيين
وبالنسبة للأطفال ننصح باتباع الخطوات التالية:
-إعطاء الطفل محاليل فموية مضادة للجفاف
-إرضاع الطفل من ثدي أمه أو إعطائه حليب الأطفال المصنع الكامل كالمعتاد، بالإضافة إلى المحاليل الفموية التي تحميه من الجفاف.
أما المتقدمون في السن، وكذلك المرضى المصابون بضعف الجهاز المناعي، فعليهم أن يتناولوا المحاليل الفموية المضادة للجفاف.
- ما هي سبل الوقاية للحيلولة دون الإصابة بأمراض التسمم الغذائي؟
يمكنني القول بأن الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية حالة شائعة، لكن الوقاية منها أمر ممكن، بإعداد الطعام وطهيه والتعامل معه على نحو آمن يمكننا من تجنب الإصابة بهذه الأمراض.