استقبل مؤخرا المستشفى الإقليمي بطاطا وفي ظرف وجيز 80 حالة بأعراض شخصها المختصون على أنها تتعلق بمرض وبائي يعرف لدى عموم المغاربة ب«السالمة»، أو «السالمونيلا» وهي اسم لمجموعة من الجراثيم، ويوجد في المغرب حوالي 107 مصابين بها، و تشكل أحد الأسباب الرئيسية للأمراض التي تنتقل إلى الإنسان من خلال الطعام، وتوجد في الأطعمة غير المطبوخة مثل: الدجاج ،البيض ولحم العجل، كما توجد أحيانا على الفواكه والخضر غير المغسولة. ولأجل ذلك قمنا بالحوار التالي مع عبد الإله بنزاكور (رئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء). - ماهي الأعراض الأكثر شيوعا والدالة على الإصابة ب«السالمة»؟ غالبا ما تسبب عدوى السالمونيلا الأعراض التالية: مغص في البطن، الإسهال، الحمى والصداع، كما قد تتضمن الأعراض أيضا: وجود دم في البراز، قشعريرة، فقدان الشهية، ألم العضلات وغثيان. وتظهر الأعراض عادة بعد12 ساعة إلى ثلاثة أيام من الإصابة. وقد تستمر لمدة 5 أيام إلى أسبوع، ومع ذلك، فقد لا تعود حركة الأمعاء إلى وضعها الطبيعي قبل عدة أشهر من ظهور الأعراض الأولى. وقد تكون الأعراضُ أكثر خطورة عند المسنين والرضع والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري أو عدوى فيروس الإيدز وتسبب بعض أنواع جرثومة السالمونيلا أحيانا حمى التيفوئيد، وهو مرضٌ قاتل يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الحرارة إلى 40 درجة، وهي أكثر انتشاراً في البلدان النامية. - ماهي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسالمونيلا ؟ تعيش جرثومةُ السالمونيلا في أمعاء الإنسان والحيوان، ويصاب معظم الناس بالجرثومة عن طريق تناول الأطعمة الملوثة بالبراز، ومن المحتمل أن تكون اللحوم والدجاج والمأكولات البحرية النيئة ملوثة بالسالمونيلا. وتتلوث اللحوم والدجاج بهذه الجرثومة عند ذبح الحيوان، مما يزيد احتمال أن يكون البيض أيضا به هذه الجرثومة، وقد يسبب عدوى السالمونيلا إذا لم يكن مطبوخا جيدا، خاصة وأن البيض يدخل في صناعة الصلصات مثل: المايونيز ولاموطارد، كما يمكن أن تنتقل جرثومة السالمونيلا أيضا عن طريق الفواكه والخضروات المغسولة بالمياه الملوثة. وقد تتلوث الأطعمة بهذه الجرثومة عندما يجري إعدادها من قبل أشخاص لا يغسلون أيديهم بشكل صحيح بعد استخدام المرحاض أو تغيير الحفاظات، ويمكن أن يصاب الناس بالجرثومة على أيديهم من خلال لمس الأسطح الملوثة، مثل طاولات تغيير الحفائظ ومقاعد المراحيض والحيوانات المنزلية، والطيور والزواحف. وقد يستمر الطهاة ومساعدوهم المصابون بالعدوى في نشر جرثومة السالمونيلا اذا عادوا إلى العمل قبل الشفاء تماما منها، ليصبح بعض الأشخاص المصابين بالعدوى ناقلين مزمنين للجرثومة، وهذا يعني أنهم يستمرون في طرح السالمونيلا في برازهم لمدة عام أو أكثر بعد اختفاء الأعراض، ويمكن أن ينقل بعض الأشخاص الذين يحملون الجرثومة العدوى إلى الآخرين دون شعورهم بأعراض المرض، وفي حالات نادرة، يمكن أن تنتقل السالمونيلا عبر البول. - هل تناول المصاب للمضادات الحيوية كفيل بعلاجه ووقاية المحيطين به من العدوى؟ غالبا ما يشفى المصاب بعدوى السالمونيلا خلال 5 إلى 7 أيام من دون أي علاج سوى تناول السوائل عن طريق الفم، و قد يسبب الإسهال الناجم عن العدوى الجفاف، لذلك من المهم شرب الكثير من السوائل لتجنب هذه الحالة. ويحتاج المصابون بإسهال شديد إلى تعويض السوائل التي فقدوها من خلال الحقن الوريدي، ولا تكون المضادات الحيوية ضرورية عادة إلا إذا انتشرت العدوى من الأمعاء؛ حيث أصبحت بعض جراثيم السالمونيلا مقاومة للمضادات الحيوية، بسبب استخدامها الواسع لتسريع نمو الحيوانات. - ماهي المضاعفات المحتملة في حالة العلاج الخاطئ أو إهماله؟ تسبب عدوى السالمونيلا المضاعفات التالية: تجرثم الدم، الجفاف، التهاب المفاصل التفاعلي أو الارتكاسي، حمى التيفويد. وعندما تنتقل السالمونيلا إلى مجرى الدم، تعرف هذه الحالة بتجرثم الدم، الذي يمكن أن يسبّب العدوى في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك: التهاب بطانة القلب أو الصمامات، التهاب السحايا، أو التهاب الأنسجة المحيطة بالدماغ وبالحبل الشوكي، التهاب العظم أو نقي العظام. ويصاب المريض بالجفاف عندما لا يشرب كميات كافية من السوائل لتعويض السوائل التي خسرها بسبب الإسهال، وتشمل أعراضُ الجفاف: جفاف الفم واللسان، عدم خروج الدموع عند البكاء، كمية قليلة من البول وعيون غائرة. - ماهي سبل الوقاية؟ يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للوقاية من عدوى السالمونيلا: - طبخ الدجاج واللحم المفروم والبيض جيدا، وعدم تناول الأطعمة التي تحتوي على البيض النيئ أو الحليب غير المغلى على النار الذي يعرف أيضا بالحليب غير المبستر. - غسل اليدين وأسطح العمل في المطبخ والأواني بالماء والصابون مباشرة بعد ملامستها اللحوم النيئة. - الانتباه بشكل خاص لأطعمة الأطفال الرضع والمسنين والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز المناعي، مثل: المصابين بفيروس الإيدز وداء السكري من النوع الأول. - غسل اليدين بالصابون بعد التعرض لبراز الحيوانات المنزلية. -تجنُّب الاتصال المباشر أو غير المباشر بين الزواحف والأطفال الرضَّع، أو المرضى الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز المناعي.