أعلن صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صباح أمس الثلاثاء، خلال مروره باللقاء الشهري الذي تنظمه وكالة المغرب العربي للأنباء، عن استعداد حزبه لقيادة الحكومة، مطالبا حكومة عبد الإله بنكيران بتقديم استقالتها. وأكد مزوار، خلال ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء حول موضوع «تحليل الظرفية السياسية: دور ومكانة التجمع الوطني للأحرار»، أن حزبه «لديه الطموح لقيادة الحكومة، وقال: «لنا مشروع وقناعات وكفاءات وقدرة على التدبير بآليات قادرة على تطوير وحل الإشكالات المطروحة اليوم على البلد..مؤسسات الحزب هي التي ستتخذ القرار، ومسؤوليتي تكمن في التطبيق الديمقراطي لذلك القرار.. فأنا لا أقود قطيعا داخل الأحرار». رئيس التجمعيين أوضح أن أغلبية بنكيران توجد أمام سيناريوهين: إما إعادة التوافق بين مكوناتها على أسس جديدة أو الاستقالة، مشيرا إلى أنه بعد تقديم الاستقالة هناك مخرجان: إما إيجاد أغلبية جديدة على أسس واضحة ومتينة تعيد الثقة لمؤسسات البلاد، أو اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها وتفعيل الدستور. واعتبر مزوار أن إجراء انتخابات مبكرة من شأنها فك عقدة الأزمة التي تعاني منها الحكومة اليوم. وقد بدا لافتا رهانه على تلك الانتخابات للإطاحة بحزب العدالة والتنمية وتغيير الخريطة السياسية، إذ قال: «ظروف 2011 ليست هي الظروف التي نعيشها في سنة 2013، والرعب الذي ساد آنذاك والتأثير السيكولوجي له لم يعد قائما.. في سنة 2013 كان هناك تدبير فاشل للشأن العام، وهي معطيات يمكن أن تغير من قناعات الناخبين لأنهم عاشوا واقعا رديئا منذ سنة ونصف». وتابع مزوار دفاعه عن حماسه لإجراء انتخابات سابقة لأوانها بالقول: «لا نخاف من أي شيء.. اللهم انتخابات تحل الإشكال عوض الاستمرار في واقع غير سليم يؤدي إلى نتائج وخيمة في ظل وجود أزمة حكومية والتزام رئيس الحكومة الصمت». مزوار الذي أوضح أن كلفة الانتخابات المبكرة لن تتجاوز 600 مليون درهم أو 800 مليون درهم، وجد في ملتقى «لاماب» الفرصة لتصفية حساباته مع بنكيران وحزبه، حيث وصف بنكيران بتسيير الائتلاف بمنطق «الحزب الوحيد» و«الفكر الوحيد»، فيما وصف العدالة والتنمية ب«الحزب اللي كلو أخطاء على أخطاء ويذهب بالبلد إلى الهاوية». وسجل مزوار على التجربة التي يقودها بنكيران غياب منطق الدولة، وسيادة منطق حزبي ضيق، والافتقار إلى التوجه القيادي الذي يمزج بين المرونة وبعد النظر والقدرة على خلق التآلف بين الأشخاص ومكونات التحالف الحكومي. إلى ذلك، خرج مزوار بأقل الخسائر، وهو يواجه فضيحة تبادل «العلاوات» بينه وبين نور الدين بنسودة، الخازن العام للملكة، بعد أن أكد سعادته بقبول الشكاية التي وجهت إلى وكيل الملك، والرامية إلى فتح تحقيق قضائي حول «مشروعية العلاوات المتبادلة». إذ قال: «سعيد جدا أن الشكاية قبلت وسنذهب إلى القضاء لتوضيح الحقائق بصفة نهائية، بعد عام ونصف من أسطوانة يخرجونها من أجل إلهاء الرأي العام». قبل أن يستدرك قائلا: «كون بغا مزوار يدير لفلوس كون دارها في القطاع الخاص وبعد مغادرته الحكومة.. أنا مرتاح جدا لوضع القضاء يده على ملف يراد به باطل، واستعمل سياسيا في مرحلة من المراحل».