تساقط الشعر مشكلة تؤرق الكثير من النساء، وتجعل حياتهن جحيما أبديا، فالشعر تاج يتربع على رأس المرأة، وهو زينتها ورمز أنوثتها، ويلعب دورا في تحديد شخصيتها، مما قد يجعل تساقط الشعر تجربة تعيسة، تجعل إحساس المرأة النفسي، مرتبطا إلى حد ما بشعرها وإمكانية فقدانه، فينعكس فقدانه سلبا على أنوثتها وثقتها بنفسها. وفي هذا السياق، يؤكد جمال مداح، (أخصائي أمراض الجلد والشعر والأظافر والطب التجميلي)، أن تساقط الشعر من أكثر المشاكل التي تعاني منها الكثير من النساء، حيث إن الشعر كائن حي ينمو ويتأثر بالعوامل الخارجية، كالحرارة والهواء، وأيضا بالعوامل الداخلية مثل الحالة النفسية السيئة وسوء التغذية، مشيرا إلى أنه عندما يتساقط الشعر، ينمو شعر جديد من جريبات الشعر، لتبدأ دورة نمو جديدة، من البداية. ويضيف أخصائي الأمراض الجلدية أن هناك نوعين من تساقط الشعر، فهناك تساقط موسمي، يرتبط بالفصول السنوية والتغيرات المناخية، كما يحدث في فصلي الربيع والخريف، وآخر يكون مرضيا، مشيرا إلى كون شعر الرأس ينمو ما بين 10 إلى 15 مليمترا في كل شهر، ليبدأ بالتباطؤ في النمو شيئا فشيئا مع تقدم السن. وفي الغالب، يقول جمال مداح، تكون ظاهرة تساقط الشعر، نتيجة لدورة النمو الطبيعية للشعر، فالتساقط بوتيرة تتراوح ما بين 50 إلى 100 شعرة يوميا، يعتبر أمرا طبيعيا جدا، وما عداها يعتبر مرضا يستلزم استشارة الطبيب لتلقي العلاجات اللازمة. وقد ينجم تساقط الشعر بوتيرة عالية، عن جملة من الأسباب التي ربطها الأخصائي بمستحضرات التجميل الكيماوية، والمتمثلة أساسا في صباغة الشعر، مواد تفتيح اللون، مواد تمليس الشعر والمواد المختلفة المستخدمة من أجل التجعيد، والتي قد تلحق ضررا بالشعر، خاصة إذا تم استخدامها بصفة متقاربة، مما يؤدي إلى ضعف الشعر وتقصفه، وأيضا الإصابة ببعض الأمراض العضوية كمرض السكري، الأنيميا وبعض الأمراض التناسلية ك«السفليس»، إلى جانب تناول بعض الأدوية، وخاصة منها المضادات الحيوية وبعض الأدوية التي توصف لمرضى الاكتئاب، إلى جانب غسل الشعر يوميا، حيث من المحبذ، يقول مداح، غسله لمرة أو اثنتين في الأسبوع بمواد طبيعية مثل «الغاسول»، لأن كثرة غسل الشعر، تؤدي إلى حرمانه من الزيوت الطبيعية والتي تحميه من التقصف والتساقط، وأخيرا تجفيف الشعر، حيث تلجأ الكثير من النساء إلى استعمال المجفف بعد الحمام مباشرة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته ولمعانه الطبيعي ويزيد من تساقطه.. وشدد مداح على أهمية التغذية، حيث يقول إن عدم توازنها، نتيجة غياب الخضروات والفواكه، يعتبر سببا مباشرا في تساقط الشعر، لذلك ينصح بضرورة اعتماد نظام غذائي غني بفيتامين (ج) و (سي)، والحديد، والزنك، وحمض الفوليك وأيضا السمك، لاحتواء هذا الأخير على أحماض أمينية مهمة لنمو الشعر، مع ضرورة الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الدهنيات والسكريات وجل المواد المصنعة، وخاصة منها التي تدخل ضمن مكوناتها المواد الحافظة. ويشير مداح إلى وجود مجموعة من العادات السيئة، التي يمكن أن تكون بدورها سببا في تساقط الشعر، والمرتبطة أساسا بتمشيط الشعر من الجذور إلى الأطراف، والتي قد تتسبب في تلفه من المنتصف والأطراف وزيادة نسبة تساقطه، خصوصا إذا كان الشعر خفيفا أو ضعيفا. وعن العلاج، قال أخصائي الأمراض الجلدية، إنه عبارة عن فيتامينات توصف من لدن الأخصائي، لأجل إعادة نمو الشعر مكان الخصلات التي تساقطت. وفيما يرتبط بالنصائح التي تجنب السيدات تساقط الشعر، عددها جمال مداح في: - ضرورة التأكد من عدم الإصابة بالأنيميا، لأن الإصابة بها قد تكون أحد أسباب تساقط الشعر. - الحرص على تناول طعام مكتمل العناصر الغذائية، لتزود المصابة جسمها بكل ما يحتاجه من الفيتامينات والمعادن. - الابتعاد عن التوتر والقلق، لما له من تأثير مباشر على صحة الشعر. - تناول الأطعمة التي تحتوي في مكوناتها على الزنك. - عدم الإكثار من غسل الشعر، فإذا كان ذهنيا، يمكن غسله مرتين على الأكثر، أسبوعيا، أما إذا كان جافا، فمرة واحدة أسبوعيا. -الابتعاد عن استعمال مختلف مواد التجميل الكيماوية.
جمال مداح - أخصائي أمراض الجلد والشعر والأظافر والطب التجميلي