قال حسن ناظر، الدولي السابق في صفوف المنتخب المغربي لكرة القدم، ومساعد المدير التقني داخل فريق الوداد البيضاوي، حسن بنعبيشة، إن رشيد الطوسي، مطالب بتقبل الانتقادات التي توجه إليه، لأنها لاتمس شخصه، بل مهمته كناخب وطني، مع ضرورة الاستفادة منها إذا ما كانت تبدو له إيجابية ومفيدة. وشدد ناظر في حوار له مع "المساء"، أن الجمهور المغربي فقد الثقة تماما في المنتخب المغربي، وهو ما بات يتطلب إعادة النظر في مجموعة من الأمور داخل المنتخب المغربي، ومنها النظرة الدونية للاعب المحلي داخل المنتخب كلاعب من الدرجة الثانية. وأكد المحترف السابق في فريق بنفيكا البرتغالي، أنه يجب الاهتمام بمنتخبات الفئات الصغرى من فتيان وشبان، والحرص على تدرج اللاعبين داخل هذه المنتخبات حتى الوصول لمنتخب الكبار. - كيف تفسر الخروج الصاغر مرة أخرى للمنتخب من نهائيات كأس إفريقيا؟ إن المرور للدور الثاني بات عقدة للمنتخب المغربي لكرة القدم، وهذه هي القصة التي يجب الانتباه إليها جيدا بالرغم من تعاقب العديد من المدربين على المنتخب المغربي. وفي اعتقادي فهذه الإخفاقات يتحمل مسؤوليتها الجميع، جامعة ومدربون ولاعبون وصحافة أيضا. لقد أصبحت مشكلتنا هي الانتقال للدور الثاني، وتحول ذلك لعقدة نفسية، بالرغم من أن الانتصار على الجزائر بأربعة أهداف لصفر، منحنا فسحة أمل مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، قبل الذهاب لنهائيات كأس إفريقيا بالغابون. والانتصار أيضا على الموزمبيق بذات النتيجة، على عهد رشيد الطاوسي، خلف ارتياحا كبيرا لدى الجماهير المغربية، وتفاءلنا جميعا بحظوظ المنتخب المغربي على الأقل في المرور للدور الثاني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، قبل أن يتحول المنتخب لمصدر لآلام وآهات الشارع المغربي. - هل كان الحظ ضد المنتخب المغربي في تحقيق ذلك بالنظر لأن المنتخب لم يخسر أي مباراة؟ عندما وضعتنا القرعة في مجموعة مع أنغولا والرأس الأخضر، وحتى جنوب إفريقيا البلد المنظم، فلقد كان الحظ إلى جانبنا لأننا لم نكن لجانب منتخبات قوية مثل الكوت ديفوار أو غانا. لكن ثمة أمور على مستوى الاختيارات البشرية والتكتيكية، خصوصا على مستوى تدبير مجموعة من المتغيرات داخل المباريات الثلاث. وهذه أمور يجب على الناخب الوطني رشيد الطوسي، الذي هو بالمناسبة صديق لي، أن يتقبل الانتقادات بخصوصها بصدر رحب، لأنها ملاحظات تمس مهمته كناخب وطني، ولا تمس شخصه، وهو ما يستوجب ضرورة الاستفادة منها واستثمارها مستقبلا، لا التفاعل معها بشكل سلبي تجعل الجميع يحول الموضوع الأساسي الذي نحن بصدد التدول فيه، وهو بطبيعة الحال المنتخب المغربي. فرشيد الطوسي قال لنا إن المنتخب المغربي في كامل جاهزيته، واللاعبون مستعدون ومتفائلون. كما ظل يدافع دائما عن الجهاز الجامعي ويشكره كثيرا على الدعم وتوفير جميع الظروف له من أجل الاتصال باللاعبين والاستعداد في ظروف جيدة. - هل تحمل المسؤولية إذن لرشيد الطوسي؟ أنا لا أحمل المسؤولية لأحد، ولكنني أقوم بتجميع المعطيات كمتتبع عادي أولا ولاعب كرة القدم ثانيا. فرشيد الطوسي هو من ساهم في تأهلنا لدورة جنوب إفريقيا من نهائيات كأس إفريقيا، ومنحنا الأمل. هذا الأمل ارتفع مع حديثه عن جاهزية المنتخب واللاعبين، وظل يقدم شكره للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي يجب الاعتراف أنها وفرت جميع الظروف للمدرب، كما يقر بذلك هو نفسه. لقد كنا أقوى منتخب في المجموعة، لكننا فوجئنا بمنتخب ضعيف، وكانت التغييرات تطال تشكيلة المنتخب المغربي خلال كل مباراة وكأننا في معسكر إعدادي، وهناك لاعبون اشتكوا من عدم اللعب في مراكز اللعب التي يلعبون فيها. هذه أمور يجب طرحها من أجل دراستها والعمل على تجاوزها مستقبلا، بالرغم من الجمهور المغربي فقد الثقة كثيرا في المنتخب. نقطة مهمة لابد من الإشارة إليها هي عدم المناداة على خرجة القائد الجديد الذي يمكن التأكيد على أنه خلف نور الدين النيبت، وهو الذي نتابع شغفه بالفوز والمجهود الكبير الذي قام به في وقت سابق مع المنتخب وتحديدا في مباراة الموزمبيق الأخيرة. - هناك من يتحدث عن غياب قائد داخل المنتخب كسبب من تراجع نتائج المنتخب المغربي؟ لايمكن أن يكون غياب قائد داخل المنتخب المغربي بكل ما تحمله كلمة القيادة من معنى، هو السبب في تراجع ننائج المنتخب المغربي، لكنه عامل مؤثر ضمن مجموعة من الأسباب كانت وراء تراجع نتائج المنتخب المغربي. فمنذ فترة النيبت لم يستطع لاعب واحد أن يقوم بالدور الذي كان يقوم به داخل المنتخب المغربي لكرة القدم. وفي هذا السياق لابد من التذكير بأن النيبت كان تدرج في مختلف فئات المنتخب المغربي، قبل الوصول لمنتخب الكبار. وهذه نقطة مهمة يجب الانتباه إليها في المستقبل، وهي الاهتمام بالمنتخبات الأخرى الخاصة بالفئات الأخرى من فتيان وشبان، والحرص على خلق تجمعات ومعسكرات دورية لخلق الانسجام بين اللاعبين. - كيف تنظر لحظوظ المنتخب المغربي في التأهل لمونديال البرازيل؟ بداية لابد من تثمين تجديد الثقة في المدرب رشيد الطوسي، الذي لابد من ضرورة الاستفادة من دروس الكان الأخير ومنح الفرصة الحقيقية للاعب المحلي، الذي يتم النظر إليه كلاعب من الدرجة الثانية، ولا يتم الاهتمام به عكس اللاعب المحترف بالخارج، وهو معطى يجب على الطاوسي الانتباه إليه جيدا. لا زالت حظوظنا قائمة للتأهل لمونديال البرازيل شريطة الاستفادة من الأخطاء والملاحظات السابقة، مع الانتباه لبعض التصريحات المتسرعة مثل « جيبو ليا بودربالة والتيمومي ونجيب ليكم كأس إفريقيا»، فهذا التصريح الذي كان أدلى به الطاوسي قد يؤثر على منسوب الثقة لدى اللاعبين ويزعزع علاقة المدرب باللاعبين، لذلك وجب تثمين مجهودات اللاعبين والدفاع عنهم، واستدعاء اللاعبين المحترفين بالخارج القادرين على منح الإضافة للمنتخب المغربي، والذين يقدمون مستوى أحسن من اللاعب المحلي، الذي تتوفر بطولتنا على لاعبين مميزين قادرين على التطوروالذهاب بعيدا، والانتقال لعالم الاحتراف. هناك نقطة أخرى وهي ضرورة الاستعانة بمدرب مساعد يتوفر على تجربة كبيرة في التدريب، قادر على الملاحظة وامتلاك القوة الاقتراحية، كلما تضررتركيز المدرب الأول، وقلت مبادرته بسبب التأثر السلبي بمتغيرات المباراة.