فجرت تلميذات يدرسن بالمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بمراكش فضيحة من العيار الثقيل بطلها مسؤول بالمؤسسة، إذ كشفت أربع تلميذات كفيفات، في شهادات مكتوبة حصلت عليها «المساء»، عن تحريضهن من قبل المسؤول على ممارسة الجنس معه والتحرش بهن. وقالت سارة.ش تلميذة كانت تدرس بمعهد أبي العباس السبتي، التابع للمنظمة التي ترأسها الأميرة لمياء الصلح، إن المسؤول ع.ح «حاول تقبيلي داخل مكتبه رغما عن أنفي»، وهو ما صرحت به للسيد المدير أحمد اللحيق، بحضور الأستاذ عبد المجيد البدناوي والأستاذ زهير المهور، مضيفة أن المسؤول المذكور عندما أحس بخطورة أفعاله بدأ يعمل على مضايقتي عن طريق بعض الأساتذة بمنحي نقطا ضعيفة قصد دفعي لمغادرة المؤسسة. أخطر ما في شهادة سارة المصادق عليها أنها أكدت أنها ليست الوحيدة التي حاول المسؤول التحرش بها، وفي هذا الصدد كشفت عن لائحة التلميذات الكفيفات اللواتي قام ع.ح بالتحرش بهن قبل حوالي سنة قبل أن ينتقلن للدراسة خارج المؤسسة. فاطمة الزهراء.ف (كفيفة سبق أن تعرضت للتحرش الجنسي من قبل المسؤول المذذكور)، قالت في شهادتها إن ع.ح، الذي مازال يعمل بالمؤسسة إلى حين كتابة هذا المقال، طلب منها الحضور إلى مكتبه، مشيرة إلى أنه قال لها «واش عمرك نعستي مع شي حد»، جواب التلميذة فاطمة الزهراء التي تتحدر من بنجرير كان بالنفي، معتقدة أن السؤال يدخل في نطاق المراقبة التربوية في سلوكات تلميذات المنظمة، لكن الأمر لم يكن كذلك، إذ قال لها المسؤول «كون تبغي نديك معايا الدار لكنها عامرة، وحتى ما تكونش مدام في الدار غادي نديك للدار معايا». وأكدت الكفيفة المذكورة أن هذا الشخص عندما علم بتسريب الوثائق المتعلقة بهذا الحادث، والموقعة من قبل رئيس المكتب الإقليمي بالمنظمة عمر الجزولي والمدير السابق أحمد اللحيق «بدأ يبحث عن وسيلة للتخلص مني قصد إبعادي من المعهد، وفعلا تحقق ذلك وتم طردي من الداخلية». وأشار تقرير موقع من الجزولي واللحيق أن لجنة مكونة من مدير المعهد والكاتب العام لفرع المنظمة والحراسة العامة للداخلية إلى أن هذه اللجنة تلت تقريرا مقتضبا يعرض تصرفات المسؤول تجاه تلميذات هن (مريم.ب، فاطمة الزهراء.س، سارة. ش، وفاطمة الزهراء.ف)، ومما جاء في التقرير أن المسؤول بدأ يحتج على التقرير لكن سرعان ما أذعن للأمر الواقع عندما سمع الأدلة الدامغة للشهود. وبعد أن ندد الرئيس بهذه الخروقات والممارسات اللاأخلاقية واللاتربوية اقترح أن يوجه للمسؤول التربوي إنذارا أخيرا على اعتبار أنه أصبح على مشارف التقاعد، وسجل كاتب التقرير ملاحظة مفادها أن نسخة منه ستوجه للأميرة لمياء الصلح رئيسة المنظمة ونائب وزارة التربية الوطنية لاتخاذ التدابير اللازمة في هذه النازلة.