استطاع محمد عدلي أن يبرهن على موهبة كبيرة خلال مروره ببرنامج «ذو فويس» بالرغم من أنه كان المشارك المغمور الوحيد بين المواهب المغربية التي تأهلت إلى النهائيات. في هذا الحوار مع «ّالمساء» يكشف عدلي عن أسرار مشاركته في ذو فويس، وعن الموسيقي المغربي الذي قدم إليه يد المساعدة، وعن أحلامه كفنان صاعد، وعن آماله بخصوص الأغنية المغربية. - كيف تفسر الطريقة المحترفة التي ظهرت بها في برنامج «ذو فويس»؟ علاقتي بالموسيقى بدأت منذ الصغر، لأن والديّ كانا مولعين بسماع الأغنية العربية الكلاسيكية. في عام 2001 درست سولفيج ثم الموشحات ثم أسست فرقة موسيقية ذات نمط غنائي بعيد كل البعد عما درسته. لكن المدرسة الكبرى التي صقلت تجربتي هي الفرقة المغربية للموسيقى العربية، إذ كنت ضمن الكورال الموسيقي وكان المايسترو صلاح الشرقاوي يثق في قدراتي ويختارني للتمرين مع الفرقة الموسيقية المؤلفة من 40 عازفا لحوالي الشهر، حيث كنت أتدرب على أغاني كاظم الساهر وهاني شاكر وأصالة ووديع الصافي وعبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي قبل قدومهم لإحياء حفلاتهم مع الفرقة الموسيقية. أَدين بالفضل للمايسترو الشرقاوي الذي أعطى رقم هاتفي خلال مرحلة البحث عن أصوات مغربية للمشاركة في برنامج «ذوفويس» لأن فكرة البرنامج تقوم على مشاركة أصوات محترفة تبحث عن فرصة أخرى للظهور والشهرة. - هل يمكن القول بأن برنامج «ذو فويس» كان تأشيرة المرور إلى الجمهور المغربي والعربي معا؟ بالتأكيد، فبرنامج «ذو فويس» فتح لي الباب على مصراعيه أمام الجمهور العربي والمغربي لأظهر مقدراتي الصوتية. أنا اعتبر هذا البرامج من أكثر البرامج حيادية من بين جميع البرامج لأنه يعتمد على الصوت ولا شيء غير الصوت. - سبق أن صرحت خلال البرنامج بأن لا أحد بالمغرب قدم لك يد المساعدة وهو ما جرّ عليك العتاب الكثير بلغني أن أحد الصحافيين بإحدى المحطات الإذاعية الخاصة عقب على كلامي واعتبر ما قلته مساسا بالمغرب. أنا لم أسئ إلى بلدي المغرب، وفي آخر ظهور لي في نصف النهائي قلت إني أفتخر بأني مغربي وأتمنى أن أكون قدمت صورة جميلة عن مواهبه الشابة. عندما قلت إنني طرقت أبواب برامج وشركات إنتاج كثيرة ولم أجد الدعم لديها، فهذا لا يعني أني أسأت إلى بلدي بل كان العتاب موجها إلى هؤلاء. - هل معنى ذلك أنك عاتب على عدم وجود صناعة النجم في المغرب؟ هناك طاقات شابة ينقصها فقط الدعم حتى تثبت كفاءاتها. لقد ظهرت العديد من الأصوات الجميلة ولم تجد من يسندها فقررت أن تغرد خارجا وسطع نجمها من الشرق العربي. - ماذا بعد ذو فويس؟ تلقيت عروضا كثيرة لإحياء حفلات فنية بالمغرب والأردن والعراق ومصر. - ماذا عن عروض شركات إنتاج؟ لم أتلق أي عرض بعد، لكن المستوى الفني الذي ظهرت به في البرنامج والتعليقات الإيجابية التي حصدتها تجعلني متخوفا قبل الإقدام على أي خطوة فنية لأن عقود الاحتكار قد تقتل الفنان. سأعمل حاليا على تجهيز أغنية منفردة كما سأعيد بعض الأعمال الفنية القديمة بتوزيع جديد وبعدها سأفكر في ألبوم غنائي خاص. - هل ستكون الأغنية المغربية حاضرة ضمن اختياراتك الفنية؟ بالتأكيد، فحلمي قبل «ذو فويس» هو تقديم أغنية مغربية برؤية عصرية، وهو حلم لم أستطع تحقيقه للأسباب التي ذكرتها سابقا. أتمنى أن أجد من يقاسمني هذا الحلم لنؤسس لأغنية مغربية تكون امتدادا لأغاني الرواد في قالب خاضع لمقاييس هذا العصر. أنا معجب بتجربة الفنانة المغربية هدى سعد التي تمكنت مع شركة مشرقية ضخمة من تقديم ألبوم غنائي بالدارجة المغربية. - الفنانة شيرين آمنت بقدراتك ووعدتك بتقديم ديو غنائي، هل المشروع لايزال قائما؟ آخر معلوماتي تقول إن الفنانة شيرين كلفت الكاتب الغنائي أيمن بهجت قمر بكتابة أغنية ستجمعني بها وستضمها إلى ألبومها الغنائي القادم. كما سأشارك إلى جانب فريد غنام وعبد العظيم الذهبي وإنجي أمين في أوبريت غنائي عن الأوضاع التي يمر بها الوطن العربي في ظل الثورات العربية. الفنانة شيرين إنسانة طيبة ومتواضعة، فهي كما نقول بالدارجة «بنت الشعب» آمنت بصوتي وشجعتني وساعدتني رفقة مساعدها محمد أبو الخير في اختياراتي خلال مرحلة ذو فويس، شيرين اختارتني خلال مرحلة دقيقة من البرنامج، إذ كان ينقصها صوت واحد فقط وكنت ضمن المجموعة الخامسة والأخيرة وكنت أول متسابق ولم تتردد في الضغط على الزر. - ألم تفوت عليك بدعمها لفريد غنام فرصة التأهل إلى نهائي البرنامج؟ شيرين لم تكن تفرق بين أعضاء فريقها الواحد، ومن اختار فريد غنام ليكون ضمن المتنافسين الأربعة في الحلقة الختامية هو الجمهور العربي. وفريد غنام أخ وصديق عزيز على قلبي وهو يستحق التأهل وكنت سأحزن لو مر إلى النهائي من فريق شيرين موهبة غير مغربية. - ما تعليقك على من يصفك بالفارس الجديد للأغنية الرومانسية؟ هذا شيء يثلج الصدر، حتى إن الفنانة شيرين كانت تقول لي أنت خليفة فضل شاكر الذي لا أتخيل الساحة الفنية بدونه بعد اعتزاله الفن. وأضيف أن تلك النوعية من الأغاني تدخل في خانة السهل الممتنع لأنها أغاني استوديو وليس أغاني سهرات وصعوبتها تكمن في إيصالها إلى الجمهور «لايف». - قيل الكثير بعد أدائك لأغنية «أي دمعة حزن لا» وبأنك أضفت إلى عبد الحليم؟ تلقيت إطراءات من جان ماري رياشي ومحمد حماقي وسمير صفير ومحمود خيامي بعد أدائي للأغنية، لكن عبد الحليم يظل عبد الحليم ولا يمكن أن أضيف إلى العندليب الذي نحبه جميعنا، والإطراء الذي أعتز به كثيرا هي عبارة لو كان عبد الحليم حيا لقام وصفق. أنا أديت الأغنية دون السقوط في عباءة عبد الحليم حافظ كما كان يفعل كل من يعيد أغاني هذا الفنان العظيم.