إن استعمال الهرمونات لمنع الحمل، ساعد نساء العالم في تنظيم ليس فقط أسرهم بل حياتهن من جميع النواحي : الاجتماعية، الاقتصادية، النفسية والمهنية. ولكننا في بعض الأحيان، وخصوصا في مجتمعنا حيث لا زال عندنا من يطلب النصح ممن ليس أهلا له، نلاحظ استعمال هذه الهرمونات وخصوصا التي تتضمن الاستروجينات في غير ما خصصت له مما يزيد من احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض الجانبية. ومن بين الاستعمالات الخاطئة لحبوب منع الحمل، نجد من يتناولن حبات منع الحمل من أجل الزيادة في الوزن، خاصة بالنسبة للفتيات اللواتي يعانين من النحافة وأيضا لاستمرار إدرار الطمث لدى النساء اللواتي بلغن سن اليأس، وأخريات لديهن اعتقاد بأن حبة إضافية من هرمونات حبوب منع الحمل يستطعن بها تكبير أثدائهن. أمثلة كثيرة على اعتقادات متخذة في الاتساع وسط النساء اللواتي لا يعين خطورة تناول حبوب منع الحمل لأهداف أخرى غير تأخير الحمل أو منع حدوثه، والتي تتم باستشارة طبية اتقاء لمخاطرها الجانبية التي تؤثر على الصحة العامة للمرأة. في البداية أستعرض الموانع التي تحظر طبيا على المرأة تناول حبوب منع الحمل الاسترو بروجيستينية المعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة: - الحمل - سرطان الثدي - الرضاعة - التدخين - ارتفاع الضغط الدموي - داء السكري. - انسداد الأوردة ( phlebite) حديثة أو سابقة -انسداد في أوردة الرئة (embolie pulmonaire ) حديثة أو سابقة - اختلال في تجلط الدم وراثي أو مكتسب (coagulopathie) -عملية جراحية مع ضرورة البقاء بدون حركة (immobilisation prolongėe) - بعض أمراض القلب -جلطة في الدماغ - داء الشقيقة (migraine) - التهاب الكبد الفيروسي نشيط - تشمع في الكبد(cirrhose du foie) وبعض أمراض الكبد ك:(l'adenome hepatique) - بعض الأمراض العامة التي تسبب تجلط الدم (maladie de système, telque: le lupus ) - ارتفاع نسبة الدهنيات في الدم (dyslipidemie) - تورم في الغدة النخامية ولمزيد من التوضيح سأقوم بشرح مفصل للوظيفة التي تقوم بها حبوب منع الحمل في جسم المرأة بوصفه يمنع الحمل. وظيفة حبوب منع الحمل تقوم حبوب منع الحمل المصنوعة من هرموني الاستروجين والبروجيستيرون بمنع الغدة النخامية في الدماغ من إفراز هرمون يأمر بالإباضة الشهرية لتكون البويضة جاهزة للتلقليح، فيدخل المبيض في حالة ركود وتتوقف عملية الإباضة. كما تمنع الحبوب المادة اللزجة في عنق الرحم من استقبال الحيوان المنوي استعدادا للتلقيح، وكذلك تؤثر على بطانة الرحم، فتجعله غير قابل لاستقبال البيضة الملقحة وعلى الأنبوب فيمنع حركته التموجية التي تدفع بالبويضة إلى الرحم. واستنادا إلى الدور الذي تلعبه حبوب منع الحمل فإن تناولها يستدعي إجراء فحوص طبية عامة مسبقة، خصوصا لدى النساء اللواتي تعدين سن الثلاثين، كما يمنع تعاطيها من قبل النساء اللواتي يشتكين من التهاب في شرايين الساقين أو سبق أن تعرضن إلى جلطة في الدماغ، لأن الهرمون الذي يحتوي عليه الدواء يزيد من تخثر الدم في الشرايين، ما قد يعرضهن إلى احتمال الإصابة بجلطة دموية أخرى، قد تؤدي في معظم الأحيان إلى شلل في الأطراف إذا ما حدثت في الدماغ. و تحظر حبوب منع الحمل أيضا على اللواتي يعانين من مرض السكري في الدم أيا كان نوعه لأنها تؤثر على مفعول الأنسولين في حرق السكر بشكل طبيعي مما يؤدي إلى ارتفاع معدل السكري. وبما أن الاستروجين يجمد سيلان الدم يجب عدم تناول الحبوب لمن يعانين من مشاكل ارتفاع الضغط الدموي لأنه يزيد من ارتفاعه. كما يحذر استعماله من قبل المصابات بسرطان الثدي وبطانة الرحم. فهناك الكثير لا يعين خطورة حبوب منع الحمل ويعتبرنها الوسيلة الأضمن لهن لعدم الإنجاب متناسيات أن الحبوب لها تأثيرات سلبية تزيد من صعوبة وضعهن، إذ أن مرض السرطان يلتقط هرمون الاستروجين الذي ينشط عمله وانتشاره. الآثار الجانبية أما الآثار الجانبية لموانع الحمل على المرأة بالرغم من خلوها من الموانع السالفة الذكر فهي: - آلام في الرأس -انتفاخ في الثديين مع الإحساس بألم وهناك بعض الدراسات التي تؤكد زيادة احتمال الإصابة بأورام الثدي والرحم - اضطرابات في الجهاز الهضمي -الكلف. - التجلط الدموي في الأوردة كما في الشرايين. - إمكانية إجهاد الكبد وفي بعض الأحيان إصابته بالقصور. - إمكانية تدهور بعض أمراض العين. - تأثيرات نفسية قد تصل في بعض الأحيان إلى الاكتئاب. كل هذه التأثيرات تكون المرأة معرضة للإصابة بها حين تناولها لحبوب منع الحمل، لذلك فإننا كأطباء أخصائيين ننصح المرأة قبل اختيارها لحبوب منع الحمل كوسيلة لتأخير الإنجاب أو منعه، ضرورة القيام بفحص سريري وإجراء تحاليل طبية محددة. ويجب التأكيد على أن استعمال هذه الهرمونات خارج نطاق استعمالها ومن دون أخذ الاحتياطات اللازم اتخاذها قد يؤدي إلي كل ما سبق ذكره وتزداد خطورة الاستعمال مع التقدم في السن، خصوصا بعد سن اليأس، لأن الجسم ليس مهيئا لأخذ كمية كبيرة من الأسترو جينات الصناعية وبذلك تعرض المرأة نفسها لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي والرحم. عبد المنعم لطفي أخصائي أمراض النساء والتوليد