استمع قاضي التحقيق في الغرفة الثالثة في محكمة الاستئناف بمراكش، صباح أول أمس الاثنين، إلى المستشار الاستقلالي السابق مصطفى بنمهدي، الشاهد في ملف «كازينو السعدي». وحسب مصادر مطلعة فإنّ قاضي التحقيق، يوسف الزيتوني، استمع إلى مسجل الشريط الصوتي، الذي يكشف مفاوضات كان يجريها عدد من المستشارين في مقاطعة المنارة جليز لتفويت أرض «كازينو السعدي» وفندق «توبقال» للخواص. وحسب ما تسرب من معلومات حول جلسة الاستماع، التي دامت قرابة الساعتين، والتي حضرها بنمهدي كشاهد في الملف، فإن القاضي أكد لبنمهدي أنه كان يجب الاستماع إليه في بداية التحقيق مع عدد من المستشارين الجماعيين والمقاولين، أبرزهم عبد اللطيف أبدوح، الرئيس السابق لمقاطعة المنارة جليز، والذي قرر قاضي التحقيق إغلاق الحدود في وجهه وسحب جواز سفره ومراقبته قضائيا. وقد حال خطأ في العنوان الذي يقطن فيه المستشار السابق بنمهدي دون الاستماع إليه خلال الفترة التي تم الاستماع فيها إلى حوالي 13 مستشارا ومقاولا. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «المساء» فإن القاضي تطرّق مع المستشار، الذي رفض الموافقة على تفويت أرض «كازينو السعدي» بمبلغ 600 درهم للمتر الواحد، لطريقة تفويت الأرض ولمدى قانونية هذا القرار، كما طرح المستشار المذكور ملابسات اللقاء الذي جمع أبدوح بعدد من المستشارين، والذي قام خلاله بنمهدي بتسجيل كل ما دار فيه في غفلة من الحاضرين. وأكد بنمهدي للقاضي أنه شاهد في الملف رغم عدم أخذ الشريط كحجة على ما طرحه بين يديه، مشيرا إلى أن «خروقات» شابت عملية التفويت، التي اعتبرها «غير قانونية». وتعود تفاصيل القضية إلى سنة 2001، عندما صادق المجلس السابق لجماعة المنارة -جليز على تفويت كازينو فندق «السعدي» لإحدى الشركات السياحية بمبلغ مالي لم يتجاوز 600 درهم للمتر المربع في منطقة سياحية وفي وقت كان العقار في المدينة يعرف طفرة كبرى، ويبلغ المتر المربع في المنطقة أزيد من 10 آلاف درهم.