حصلت «المساء» على صور خاصة تكشف أن المجلس الجماعي لمدينة فاس أخفى أجزاء برج «إيفل» الذي اختفى في الأيام الماضية، في وقت متأخر من الليل، دون سابق إشعار، في ضيعة فلاحية في الطريق نحو بلدة إموزار كندر. وتعرف هذه الضيعة محليا باسم «ضيعة شباط». وكان اختفاء البرج الذي نصب في غفلة من الجميع، وأزيل بنفس الطريقة، قد خلف موجة من الاستغراب في المدينة. وتحدث البعض عن سرقته، وقالت بعض المصادر إن السلطات أمرت بإزالته في غياب تراخيص ضرورية، وأكد مصدر مسؤول في اتصال سابق ل«المساء» معه، أن الجماعة قررت إزالة البرج من مكانه الحالي لأنه مكان غير مناسب بالنظر إلى الإقبال الكبير للساكنة في منطقة زواغة وبنسودة، القلعة السابقة لحزب الاستقلال. وكشفت المصادر ل«المساء» أن غضبة ملكية وراء إزالة البرج من مكانه في وقت متأخر من الليل، موردة بأن البرج الذي يبلغ علوه حوالي 22 مترا يطل على أماكن من الإقامة الملكية «الباهية». وتتخوف السلطات من أن «يستغل» البرج في تصوير القصر الملكي، أو القيام بأعمال «تجسس» لجهات معادية للمغرب. وهذا ما تم نقله إلى المسؤولين في المجلس الجماعي بصرامة أكثر، لأن البناء تم دون استشارة السلطات، ودون إشراكها في العملية، تضيف المصادر نفسها. واستهجنت مصادر سياسية تشييد هذا البرج بالتزامن مع مرور الذكرى المائوية للاحتلال الفرنسي للمغرب، ودخول «الحماية» إلى مدينة فاس. واتهم الاستقلاليون في المجلس الجماعي باستيراد معالم للحضارة الفرنسية في وقت تزخر فيه الحضارة المغربية بمعالم وبطولات وذاكرة قوية وغنية.