ينتظر أن يلتقي، اليوم الاثنين، كل من حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ومصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في لقاء هو الأول من نوعه بين قيادتي الحزبين الغريمين، يبعث برسائل سياسية واضحة إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ويفتح باب التأويلات على مصراعيها، في ظل «ضغط» استقلاليّ لفرض تعديل حكوميّ في أقرب وقت. وعلمت «المساء»، من مصادر حزبية جيدة الاطلاع، أن شباط سينتقل، اليوم، إلى مقر حزب الأصالة والمعاصرة في شارع محمد السادس -طريق زعير في الرباط، للاجتماع مع الباكوري، وسط تكتم شديد من قبل قيادتي الحزبين حول جدول الأعمال والمواضيع التي ستتم مناقشتها، لاسيما أن موقعي الحزبين يختلفان بين الاصطفاف في الأغلبية الحكومية بالنسبة إلى حزب علال الفاسي، والمعارضة بالنسبة لإلى حزب «التراكتور». ويبعث لقاء شباط بالباكوري، الذي يأتي بعد نحو أسبوع عن لقاء مماثل امتد لما يربو على 3 ساعات، مع صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، رسائل سياسية إلى أكثر من فاعل سياسي، في مقدمتهم رئيس الحكومة الحالية، عبد الإله بنكيران، في ظل إصرار زعيم الاستقلاليين على تعديل حكومي في يناير القادم على أبعد تقدير، وكذا تمكنه من حشد الحركيين وضمّهم إلى جانبه في تلك الدعوة، فيما يلتزم حزب التقدم والاشتراكية -إلى حد الساعة- الصمت إزاء تحركات. كما يأتي لقاء شباط بزعيم الحزب، الذي خاض ضده حربا ضروسا، وسط حديث الأوساط الحزبية المغربية عن تنسيق مستمر بين إلياس العماري والقيادة الجديدة لحزب الاستقلال. ولم تستبعد مصادر»المساء» أن يكون اللقاء مناسبة لبحث التنسيق المشترك بين الحزبين وإثارة موضوع التعديل الحكومي ورسم تحالفات جديدة تغير من تموقعات الحزبين، خاصة في ظل الجفاء الذي يميز علاقة شباط برئيس التحالف الحكومي، وهو الجفاء الذي لم يُخفِه الأمين العام لحزب علال الفاسي حينما أكد لبرلمانيي الحزب، في اجتماعهم الأسبوعي، يوم الإثنين الماضي، أنه كلما جالس رئيس الحكومة وإلا بادرني بالقول: «أنا ما مْرتاحشْ، حيثْ أنت طلعت أمين عامّ».. وحسب نفس المصادر، فإن مسارعة شباط إلى لقاء الباكوري مباشرة بعد لقائه مزوار، تأتي في سياق «المناورة السياسية» التي يتقنها جيدا، مشيرة إلى أن «الزعيم الاستقلالي يناور ويحاول الضغط على بنكيران من خارج التحالف الحكوميّ، ويكثف من ضغطه قبل نهاية مناقشة القانون المالي لسنة 2013، من أجل فرض التعديل الحكومي». ووفق المصادر، فإن شباط يواصل، منذ إطاحته بعبد الواحد الفاسي في السباق نحو خلافة عباس الفاسي، الذي تميز عهده بمهادنة بنكيران، مسعاه إلى «الانقلاب» من الداخل على التحالف الحكوميّ، بإقبار الميثاق الحكومي وفرض توجهات حزبه السياسية وبرنامجه الانتخابي والحد من هيمنة الإسلاميين على الحكومة. إلى ذلك، حرص قيادي استقلاليّ تحدثت إليه الجريدة على إبقاء اللقاء بين شباط وقيادة «البام» في خانة اللقاءات العادية التي قررتها القيادة الجديدة بعد انتخابها مع جميع أطياف الجسم الحزبي، وهي اللقاءات التي بدأت مع قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مشيرا إلى أن اللقاء سيتناول الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد وتبادل وجهات نظر الحزبين ومواقفهما من العديد من القضايا الراهنة. وأوضح القيادي الاستقلالي أن لقاء شباط بالباكوري سيتبعه خلال الأيام القادمة لقاء مماثل مع قيادة حزب الاتحاد الدستوري والمركزيات النقابية، في مقدمتها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل. في سياق آخر، التقى شباط، ليلة أول أمس السبت، بالرئيس البولوني الأسبق ليش فاليسا على مائدة السفير البولوني، الذي احتفى بمرور ليش فاليسا بالمغرب، بحضور عدد من السفراء الأجانب المُعتمَدين في الرباط. وكان شباط المسؤول الحزبيَّ الوحيد الذي حضر هذا اللقاء بدعوة خاصة من السفير البولوني نظرا إلى «أوجه الشبه التي تجمع كل من شباط وفاليسا، الذي قاد نقابة تضامن في بولونيا للإطاحة بالحكم الشموليّ وساهم في انهيار المنظومة الاشتراكية في أوربا الشرقية»، حسب مصادر استقلالية، فكلا الرجلين عملا تقنيين وقادا العمل النقابيّ ثم العمل السياسي.