يعكف مجلس المنافسة على وضع اللمسات الأخيرة على قرار يقضي بمنح الضوء الأخضر للشركة الوطنية للاستثمار لإتمام صفقة تفويت شركة «بيمو» للشركة الأمريكية «كرافت فودز». ورفض عبد العالي بنعمور، رئيس مجلس المنافسة، في تصريحات صحافية أدلى بها أمس الاثنين، على هامش انعقاد الدورة ال21 لمجلس المنافسة، الكشفَ عن طبيعة القرار النهائي المتوقع اتخاذه بشأن هذه العملية التركيزية، لكن القانون يفرض أن يُعلَن عنها رسميا قبل مضيّ شهرين على تاريخ إعلان الصفقة، وهو ما يعني أن مجلس المنافسة مطالب بإعلان قراره النهائيّ بخصوص هذه الصفقة في الأيام القليلة المقبلة. وكانت الشركة الوطنية للاستثمار و»كرافت فودز» قد أعلنتا، في شهر شتنبر الماضي، توصلهما إلى اتفاق نهائي تحصل بموجبه الشركة الأمريكية على حصة الهولدينغ الملكي من رأسمال شركة «بيمو» مقابل 131 مليار سنتيم. ويفترض أن يكون مجلس المنافسة قد بتَّ، أمس الثلاثاء، في إحالات تتعلق بمنافاة قواعد المنافسة في كراء أراضي المِلك العمومي الخاص للدولة وصفقتين تهمّ الأولى النقل البحري لقطارات «ترامواي» الدارالبيضاء وتخص الثانية اقتناء أدوية من طرف الجماعة الحضرية النواصر، إضافة إلى دراسة الوضعية الحالية للمنافسة في سوق السمك الطري في مدينة أكادير. وتلقى المجلس، في الآونة الأخيرة، العديد من الإحالات معظمها في قطاع الصحة، وتشمل طلب رأي حول تحرير أسعار الأدوية البيطرية والممارسات المخلة بالمنافسة في سوق الأدوية وحقيقة المنافسة بين المختبرات الصيدلانية والأطباء الاختصاصيين في بعض الأمراض المزمنة. كما تلقى المجلس في الموضوع نفسه إحالة من أطباء الاختصاصات يشتكون من إقدام المختبرات على الاتصال مباشرة بالمرضى دون المرور عبر الطبيب الاختصاصي. وفي سياق متصل، طالب بنعمور الحكومة بإحالة القانون الجديد لمجلس المنافسة على أنظار البرلمان في أقرب وقت ممكن. وكشف رئيس المجلس المنافسة صعوبات تواجهه في عقد دورات المجلس العادية بسبب عدم تنصيص القانون المنظم لعمل المجلس في الوقت الراهن على أعضاء مداومين. وقال بنعمور: «نواجه حاليا صعوبات في عقد اجتماعاتنا، أحيانا لا يتوفر لنا النصاب القانوني من الأعضاء لعقدها إلا بشق الأنفس، وجميع أعضاء المجلس، الاثني عشر، غير مداومين وليس هناك ما يلزمهم قانونيا بالحضور».