يعتبر المغرب من الدول الفلاحية بامتياز، إذ تساعد ظروفه المناخية على إنتاج كل أصناف الفواكه والخضر، بحيث إن الطلب ازداد على هذه المواد داخليا وخارجيا، والسبب هو كون الخضر والفواكه تعتبر من الأغذية التي تزن ذهبا في علم التغذية، كما أن تناول الخضر الطازجة يوميا يقي من السرطانات والأمراض المزمنة، ويحسن المزاج ويحافظ على صحة الجهاز الهضمي ونضارة البشرة والشعر والأظافر. بالإضافة إلى ذلك تحتوي الخضر على الألياف الغذائية، التي لها تأثير إيجابي جدا على جسم الإنسان، كما أن تناول الفاكهة والخضر يساعد الجسم ويحميه من أمراض القلب وبعض أنواع السرطانات والسكتة الدماغية، كما تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، هذه الأخيرة التي لا تهضم ولا تمتص وتكمن أهميتها في كونها صحيّة ومتعدّدة الفوائد والأدوار وتؤثر بشكل فعال على حركة الأمعاء وتمنع الإمساك والاضطرابات، فتساعد بذلك على المحافظة على صحة الجهاز الهضمي، كما تجعل حركة الهضم سليمة ومنتظمة، فهي تمتص المواد الغذائية وتلعب الدور الأكبر في عملية الهضم أو تخفيف الوزن. الغذاء الغنيّ بالألياف مهمّ، خصوصاً أثناء اتباع حمية غذائية لتخفيف الوزن، لكونها تساعد على عدم الإكثار في تناول الطعام وتساعد على خفض نسبة الكولسترول في الدم، وبذلك فإنها تساعد على الحماية من أمراض القلب والشرايين. وتنظّم الألياف عملية امتصاص السكر في الدم، أي إنها تساعد على التحكّم في نسبته والمحافظة على جهاز هضمي سليم وصحي، هذا بالإضافة إلى أن الأطعمة التي تحتوي على كمية عالية من الألياف تحتوي كذلك على كمية عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية، وكميات قليلة من الدهون والدهون المشبعة. إن تعود الإنسان منذ الصغر على تناول غذاء صحي قليل الدهون مع الإكثار من الألياف الغذائية يجنبه الكثير من المشاكل، كما لوحظ أن السمنة نادرة في البلدان التي يعتمد سكانها في غذائهم على وجبات غنية بالألياف، بينما تزيد لدى الأشخاص الذين يستهلكون كمية أقل. وأهم ما يميز الخضر هو انخفاض نسبة السعرات الحرارية بها، كما أنها تقي من العديد من الأمراض وتطيل عمر الشباب وتؤخر الشيخوخة. والجدير بالذكر هو أن الخضر غنية بالفيتامينات والمعادن التي تقوم بدور مضاد للأكسدة, التي تؤدي بدورها إلى فساد خلايا الجسم، كما أن هناك إعجازا بخصوص شكل الفواكه والخضر، ومن أشكال الإعجاز العلمي نذكر مثلا الجزرة المقطوعة بشكل عرضي تشبه عدسة العين، والجزر مفيد جداً لصحة العين وشريحة طماطم حمراء لها أربع حجرات، والقلب لونه أحمر وبه أربع حجرات البطينين والأذينين، وكل الأبحاث الحديثة تؤكد أن الطماطم طعام القلب والدم، كما أن عنقود العنب يشبه الشكل الخارجي للقلب، وكل حبة عنب تشبه خلية دموية، والعنب مفيد للقلب والدم أيضاً. الجوز يشبه شكل الدماغ (المخ) بفصيه الأيمن والأيسر، حتى التلافيف الموجودة بداخله، سبحان الله!! وتناول الجوز يساهم في نمو الكثير من الخلايا العصبية التي تساعد في أداء المهام الدماغية. الفاصوليا تساعد الكلى في أداء مهامها وفعلا تشبه شكلها. الكرفس يشبه شكل العظام، وهو مفيد لها، وتمثل نسبة الصوديوم فيها 23 % وهي نفس النسبة الموجودة في العظام. الأفوكادووالباذنجان والكمثرى (الأجاص) جميعها ضرورية لصحة رحم المرأة، وتظهر الدراسات أن المرأة عندما تأكل حبة أفوكادو أسبوعياً فإن هذا يساعد على توازن هرمونات الرحم، ويقلل الإصابة بسرطان عنق الرحم، والعجيب أن الأفوكادو تأخذ 9 أشهر لتنضج نضوجاً كاملاً. التين فاكهة مليئة بالبذور، وتناولها مفيد للرجال فهي تزيد من أعداد النطف الذكرية، وتقلل نسبة الإصابة بالعقم. الزيتون مفيد لصحة ووظيفة مبايض المرأة، وقد أقسم الله بهاتين الثمرتين ثم أعقب القسم بقوله «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم». البطاطس الحلوة تشبه البنكرياس في شكلها، وهي تساعد على توازن السكر في الدم. البرتقال والليمون والحمضيات تشبه الغدد التي تفرز الحليب عند المرأة وهي مهمة لصحة الثدي. البصل يشبه خلايا الجسم، وهو يساعد على التخلص من فضلات الجسم. للخضر دور كبير في المنظومة الغذائية، لذا وجب إدماجها والتركيز عليها ولا تنسوا أن الداء والدواء في الغذاء والمرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج. محمد أحليمي أخصائي في التغذية [email protected]