تحدث الثآليل التناسلية بواسطة الفيروس HPV بسبب تغيرات في عنق الرحم، مما قد يتسبب في سرطان عنق الرحم، خاصة أن جل النساء يتسترن عليه، ولا يجرؤن على البوح بالإصابة به، جهلا منهن بمخاطره التي نبه إليها الدكتور عبد المنعم لطفي أخصائي أمراض النساء والولادة من خلال اللقاء التالي: الثآليل التناسلية عبارة عن نتوءات جلدية يتراوح حجمها ما بين مليمتر واحد وعدة سنتيمترات، وتتواجد حول المهبل العانة والشرج، وفي أماكن مختلفة من الجسم، كما يمكنها أن تنمو داخل قناة مجرى البول بالنسبة للرجال، وتتخذ لونا ورديا أو أحمر. وبالنسبة للمرأة الحامل، حين إصابتها، فيمكن أن تنقل العدوى لجنينها عند ملامسته للأعضاء التناسلية أثناء الولادة، التي يساهم وجود الثآليل في إعاقتها. وكذا تتسبب لما يعادل 5 % إلى 15 % بإصابتهن بالتهابات في الحوض وقد يؤدي ذلك إلى إصابة عنق الرحم بالسرطان.
الأسباب HPV هو الفيروس المسبب للثآليل التناسلية، لاقتحامه للخلايا عبر الجلد وتخريب عملها، حيث تتكاثر بشكل عشوائي. وتظهر لدى غالبية النساء في منطقة المهبل وعلى الشفتين، أما التي تظهر في الشرج أو المهبل أو عنق الرحم فيمكنها أن تتطور إلى سرطان عنق الرحم، حيث يحدث الفيروس بعض التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم والتي يمكن أن تؤدى إلى حدوث سرطان عنق الرحم. لذلك يجب الاهتمام بالتشخيص والعلاج السريع فور ظهور المرض بالرغم من أن الثآليل غير مؤلمة، لكنها تتسبب في الحكة وتقلق راحة المصابة عند قضاء الحاجة إلى درجة النزيف، مما يحول دون التشخيص الطبي الصحيح والتمييز بين الثآليل والبواسير. وتجدر الإشارة إلى أن الفيروس يمكنه أن يمكث في الجلد لعدة سنوات من دون أي أثر. الثآليل معدية يمكن لفيروس الثآليل أن ينتقل من الأعضاء الجنسية نفسها، حيث تنتقل العدوى عند ملامسة الجلد المصاب لجلد غير مصاب، لذلك ينصح بالامتناع عن ممارسة الجنس أو استعمال الواقي الذكري، لكونه يقلل فقط من إمكانية انتقال الفيروس ولا يمنعه. العلاج يوجد أكثر من 100 نوع من الفيروسات التي تتسبب في الثآليل، وقد تتطور بعضها لتصبح أوراما، لذلك من الضروري علاجها فور ظهورها، لأنه لا يمكن معرفة ما إذا كانت ستبقى على حالها أو ستتطور ومن ثمة يغيب الاتفاق الطبي حول كيفية علاج الثآليل، لارتباطه بحجمها وعددها ويتم العلاج إما باستعمال الكريمات أو عن طريق الجراحة.
نصائح ينبغي استشارة الطبيب فور الإصابة بالثآليل التناسلية، لحماية عنق الرحم من السرطان، كما يجب غسل اليدين والعضو التناسلي بالماء والصابون قبل وبعد العلاقة الحميمية للتقليل من انتقال الفيروس، وكذا الحفاظ على جفاف الثآليل التناسلية بعد الاستحمام وارتداء الملابس القطنية الداخلية، مع الامتناع عن الجماع إلى أن يتم العلاج. وأخيرا الاهتمام بالتغذية وخاصة التي تحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الأمينية كالفواكه، البيض، الثوم والبصل.
دراسة أكدت دراسة أمريكية نشرتها الدورية البريطانية لعلم التوليد وأمراض النساء أنه تم تطوير عقار جديد مقو للمناعة يعد علاجا فعالا للثآليل (البثور) التناسلية بعنق الرحم التي لا تتحسن بطرق العلاج التقليدية. تلقيح اكتشف مؤخرا تلقيح رباعي «الجاردسيل» يمنع حدوث الثآليل التناسلية بنسبة 100% وقد تمت الموافقة على استخدامه من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، وتلقح به الفتيات في الفترة العمرية ما بين 9 الى 27 عاما، وأثبتت الدراسات الأولية استمرار تأثير اللقاح إلى أكثر من سبع سنوات مبدئيا، وقد بدأت بعض مراكز الأبحاث في استراليا وبعض الدول الغربية بإعطاء هذا اللقاح للذكور أيضا.