في تصعيد مفاجئ، قررت خمس نقابات، تقدم نفسها على أنها الأكثر تمثيلية، إعلان حالة «شلل» في مؤسسات التعليم الابتدائي في مدينة فاس، يومي الأربعاء والخميس، احتجاجا على مذكرة للوزير الاستقلاليّ محمد الوفا بشأن تدبير التوقيت في التعليم الابتدائي. وظهرت النقابة، التي يترأسها الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، ضمن لائحة النقابات التي أعلنت الإضراب يومي الأربعاء والخميس، وقرر ما يقارب 1200 من أتباعها الوقوف للاحتجاج، صباح أول أمس الأربعاء، أمام مقر نيابة التعليم. وإلى جانب نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، شاركت في الإضراب نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذرع النقابيّ لحزب العدالة والتنمية، الذي يترأس الحكومة الحالية أمينُه العام، عبد الإله بنكيران. وشارك في الاحتجاج، أيضا، كل من نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل. وقد ردّد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات ضد وزير التربية الوطنية، تعتبر أن القرارات التي اتخذها لا تخدم إصلاح منظومة التربية و»تُجْهز» على المدرسة العمومية من خلال العمل على تعثر الدخول المدرسي وتحويل الأنظار والاهتمامات عن عمق مشاكل ومطالب رجال ونساء التعليم، حسب المضربين. ووصف بيان للنقابات المضربة المذكرة ب»المشؤومة»، وجدد التشبث بالعمل بصيغة «التوقيت المكيف»، الذي يعتبر نموذجا رائدا، جديرا بالتثمين والدعم، عوض الإجهاز عليه، وفق بيان النقابات، التي هددت بالعودة إلى الاحتجاج عبر تنفيذ اعتصام في مقر نيابة التعليم يوم الخميس القادم. وكان وزير التعليم قد وجّه رسالة إلى جميع المسؤولين في القطاع، يخبرهم فيها أنه قرر إلغاء المذكرة رقم 122، في ما يخص تدبير الزمن في التعليم الابتدائي، وبرر القرار ب»التماشي مع المقايييس الدولية، وما هو معمول به في أغلب الدول»، وتننظم التوقيت في المجال الحضري وترك للمؤسسات التعليم القروي مجالا واسعا للتحرك، حسب الظروف المناخية والجغرافية والمناطق السكنية والحجرات الكافية.