للغذاء شكل لون رائحة مذاق وموسم، وهذا لم يخلق عبثا، ولكنْ فيه حكمة من الله، سبحانه وتعالى، فللمذاق دور أساسي في الاختيارات الغذائية. ومما لا شك فيه أن مذاق الأغذية في عصرنا هذا يختلف تماما عن مذاق الأغذية في الماضي القريب، ويرجع هذا إلى الاستعمالات الهستيرية للمواد الكيماوية من أجل رفع هامش الربح، إما بتكبير حجم الغذاء -والذي هو فقط زيادة في نسبة الماء- أو التعجيل بوقت جني المحصول، وكلها عوامل أثّرت على جودة الغذاء، حيث أصبحنا نلاحظ نشاط بعض الجمعيات في مجال الغذاء الطبيعي أو «البيو»، والتي يجب أن تلقى دعما إعلاميا ومجتمعيا لتشجيع هذه المبادرات.. والملاحظ أن هذه الأغذية تلقى إقبالا كبيرا، أما من حيث الأشكال فإن بعض الأغذية تشبه تماما أشكال الجسم، إذ أثبتت هذه الأغذية فعاليتها على تلك الأعضاء، والأمثلة عديدة. أما اللون فهو يعطي فكرة عن المكوّن الأساسي للغذاء، والرائحة هي للتمييز وإثارة شهية الأكل، أما موسم الغذاء فهو يكتسي أهمية قصوى، نظرا إلى التحول الذي يطرأ على الغذاء لا من حيث المكونات، الرائحة، الشكل، اللون، أو المذاق، والذي قد يرجع إلى التخزين أو الإنتاج في ظروف غير الظروف الطبيعية، وهي تفاعلات طبيعية للغذاء إذا لم يتم احترام شروط إنتاجه واستهلاكه.. كما أننا مقبلون على فصل الخريف، والذي يتميز بأغذية ترفع من مناعة الإنسان استعدادا لاستقبال فصل الشتاء، الذي يتطلب مناعة خاصة لمواجهة نزلات البرد وأمراض الشتاء، ولاجتياز مرحلة اكتئاب ما بين الفصول، عن طريق اتباع ممارسة الحركة الكافية، حسن التعامل مع التوتر والقلق، لأنه يعكر النوم ونظام الهضم وتبني نظام غذائي صحي يعتمد على الأغذية الطبيعية والموسمية، المحتوية على الفيتامينات المناسبة خلال فصل الخريف، لأنها تساعد على التصدي للفيروسات والبكتريا المختلفة، إضافة إلى أن الوقاية والحماية يجب أن تكونا طيلة السنة وليس فقط أثناء تغيرات المناخ.. من الشائع أن الغذاء الجيد هو أساس الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا، وهذا صحيح، ليس فقط في هذه الحالات، ولكن للوقاية من الأمراض بشكل عامّ، فالغذاء الجيّد المتوازن، الذي يحتوي العناصر الغذائية الأساسية، من بروتينات وكربوهيدرات وفيتامينات ومعادن، والقليل من الدهون، يعتبر درعا واقيا للحماية، كما أن اتباع النصائح العامة لعلم التغذية، والدي يُمكّننا من إنقاص الوزن خلال فصل الخريف لاستقبال فصل الشتاء بوزن، يسمح للجسم بالمحافظة على فعالية مناعته عن طريق الغذاء الجيد المتوازن والمتنوع، والذي يؤكل في وقته وبكميات كافية غير منقوصة يمثل، بالفعل، وقاية وحماية من الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ومن ذلك، على سبيل المثال، وجبة الإفطار، التي يجب عدم إهمالها، مع الحرص على أن تتضمن مصدرا بروتينيا، مثل البيض والحليب أو الجبن، إلى جانب الخبز وعصير الفاكهة الطبيعي.. وتأتي الفاكهة في المرتبة الأولى، تليها الخضر، لما تحتويه الفاكهة من كمية جيدة من الفيتامينات والمعادن، حيث تؤكل طازجة، إذ تعتبر الفيتامينات من منشطات جهاز المناعة في الجسم، ولا يفوتنا الحديث هنا عن فيتامين «ج»، فلا بد أن يظل الجسم مشبعا بالسوائل، وبالطبع لا يقصد بذلك شرب الشاي والقهوة المشروبات المحلاة بالسكر، وإنما يقصد الإكثار من شرب الماء وعصائر الفاكهة الطبيعية والشاي. وتعتبر المشروبات الساخنة مفيدة في الوقاية من نزلات البرد أو في الإسراع بالشفاء وتقصير مدة المرض، فلكل موسم غذاؤه، إذ إن فصل الخريف يتميز بأغذية جميلة ويمكن تحضيرها بجميع الطرق الصحية، بهدف الحفاظ على التوازن الطاقي للجسم والتمتع بصحة جيدة.. لأن المرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج.. محمد أحليمي أخصائي في التغذية [email protected]