لقي طفلان وامرأتان مصرعهم في كل من مدينة الصويرةوإقليمالحوز (نواحي مراكش) بسبب الإهمال الطبي، وغياب سيارة الإسعاف من أجل إنقاذ حياتهم يوم الجمعة الماضي. وبحسب معلومات حصلت عليها «المساء» فإن طفلا في عقده الأول توفي قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة أمام مستشفى محمد بن عبد الله بالصويرة، بعد أن عجز الطاقم الطبي التابع للمستشفى عن تقديم الإسعافات الضرورية له، إثر لسعه من قبل عقرب بإحدى القرى التابعة لمدينة «موكادور»، بينما لقي طفل بدوار تامليلت بجماعة أبادو بإقليمالحوز، يبلغ من العمر سبع سنوات مصرعه، بعد أن أصيب بحروق بليغة في جسده إثر اندلاع النيران بواسطة ولاعة كان يلعب بها داخل إسطبل خاص بتخزين التبن. ومما زاد من تعقد حالة الطفل تأخر سيارة الإسعاف ليلفظ أنفاسه الأخيرة. وبعد أن وجد الطاقم الطبي بمستشفى محمد بن عبد الله، الذي عرضت عليه الحالة، نفسه عاجزا عن التدخل، وإنقاذ حياة الطفل، الذي كان في حالة خطيرة جراء السم الذي سرى في جسده، اقترح أحد الأطباء نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن طفيل بمدينة مراكش، لكن القدر لم يمهل الأسرة بعض الوقت من أجل نقل فلذة كبدها، إلى المدينة الحمراء من أجل المحافظة على حياته، ليلفظ الصغير أنفاسه الأخيرة بين أحضان والديه. ردة فعل الوالدين كانت متوقعة مع هول الصدمة، فقد ثار أفراد أسرة الطفل الفقيد في وجه الطاقم الطبي، قبل أن ينظم إليهم بعض المواطنين الذين عاينوا الحادث، وطالهم الإهمال، حيث ارتفعت أصوات الغاضبين في وجه عدد من الأطباء والممرضين، محتجين على اللامبالاة التي يتعرضون لها، بينما عزا مصدر طبي ذلك إلى قلة الوسائل والإمكانيات التي يشتغلون بها داخل المستشفى، إضافة إلى قلة الطاقم الطبي العامل بالمستشفى، وحمل المصدر الطبي الذي رفض الكشف عن اسمه المسؤولة إلى وزارة الصحة التي «لا تريد أن تضع حدا لمشكل قلة الإمكانيات والموارد البشرية في القطاع». وفي إقليمالحوز، لقيت امرأة حامل مصرعها بعدما وضعت رضيعها الثالث مساء الجمعة الماضية بجماعة أبادو، دائرة التوامة. وبحسب أحد سكان المنطقة فإن الضحية، لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما لم تجد سيارة إسعاف (هبة من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا)، بدائرتها تقلها إلى المركز الصحي، من أجل إنقاذ حياتها إثر إصابتها بنزيف داخلي، بمجرد أن وضعت مولودها. وقد أجرى بعض السكان اتصالات برئيس الجماعة من أجل الحصول على سيارة الإسعاف، بعد أن طلب منهم الممرض إحضار المرأة على وجه السرعة، لكن محاولتهم باءت بالفشل بعد أن تعلل الرئيس بعدم وجود سائق للسيارة، ليلجأ السكان إلى جماعة قروية أخرى. عملية البحث عن سيارة الإسعاف دامت ساعتين من الزمن، ليقرروا الاستعانة بخطاف، لكن ما إن كاد هذا الأخير يحضر حتى انتقلت روح الضحية إلى باريها عز وجل. تأخر سيارة الإسعاف سيجني على حياة امرأة حامل في شهرها التاسع، تقطن بدوار آيت حوادي، دائرة التوامة، إقليمالحوز، فقد سقطت من فوق سطح منزلها بعد أن أصيبت بدوار شديد ناتج عن الحمل، لكن تأخر سيارة الإسعاف التي لم تكن موجودة بالمنطقة ساعة وقوع الحادث. وبعد أن توجه أقرباء للمرأة الحامل البالغة من العمر قيد حياتها، التي أمدتهم بسيارة الإسعاف عادوا ليجدوا أن المرأة فارقت الحياة بعد أن أصيبت بنزيف حاد دام 10 ساعات بعد سقوطها.