يطمح الجيدو المغربي لتحقيق إنجاز غير مسبوق بالصعود لمنصة التتويج لأول مرة في تاريخ هذه الرياضة الأولمبية العريقة، بعد أن تمكن من تأهيل أربعة رياضيين ورياضية مناصفة بين التصفيات العالمية والقارية عكس الدورات السابقة، حين كان الترشح يتم فقط عبر البوابة الإفريقية، مما يقوي فرص أبطالنا لتحقيق نتائج إيجابية، عندما يشاركون في أوزانهم المعهودة في الفترة ما بين 28 يوليوز و 3 غشت بألعاب لندن 2012. ويشارك المغرب في أولمبياد لندن بأربعة أبطال، وهو نفس العدد الذي شارك في دورة بكين مع وجود اختلافين، إذ شارك المغرب في النسخة 29 بالصين بأربعة رياضيين ذكور مقابل ثلاث رياضيين ورياضية في الدورة الحالية التي تتميز عن الدورة السابقة بأن اثنين من المؤهلين صعدا عن طريق ترتيبهم العالمي ضمن ال20 الأوائل، بينما تأهل رياضيو الجيدو المغاربة في الدورة السابقة عن طريق تصفيات إفريقيا. وتأهل عن طريق التصفيات العالمية والترتيب كل من عطاف صفوان في وزن أقل من 81 كلغ و مدثير ياسين في وزن أقل من 60 كلغ، فيما تأهلت الزواك غزلان في وزن 63 كلغ، و المهدي المالكي لأزيد من 100 كلغ في إطار الحصة المخصصة لإفريقيا. وسمح تألق الأبطال الأربعة بدرجات متفاوتة في دخول المغرب للألعاب الأولمبية، وهو مصنف بشكل جيد بعد أن احتل صفوان عطاف المركز 11 عالميا وغزلان الزواق 14 عالميا وياسين مدثر 18 عالميا، ثم الشاب المهدي المالكي بطل إفريقيا لوزن أزيد من 100 كلغ في المركز 22 عالميا. والتحقت عناصر المنتخب الوطني الأولمبي بمركز بوركون بالدار البيضاء، قبل أسبوع لاستئناف التداريب على أن ترحل باتجاه لندن يوم 20 يوليوز الجاري، علما أنها دخلت في معسكرات خارجية قبل شهرين أي مباشرة بعد اختتام بطولة إفريقيا بأكادير التي حقق فيها المغرب نتائج كبيرة سمحت برفع حصة المتأهلين. وعسكر رباعي الجيدو الذي يشرف عليه المدرب عبد العزيز المعلم على التوالي في كل من بيلاروسيا وباريس بفرنسا وضواحي برشلونة بإسبانيا إذ شهد المعسكر الأخير تواجد أبطال يمثلون بلدانا عالمية مؤهلة للأولمبياد بالنظر لما يوفره مركز التدريب من مؤهلات. لم يكن تأهل الأبطال المغاربة سهلا في ظل منافسة شرسة من بقية دول الشمال الإفريقي و خاصة تونس و الجزائر و مصر، كما أن دولا إفريقية عديدة ارتقت و أصبحت تنافس بشراسة على بطاقات الترشح مكرسة مقولة أنه لم يعد هناك بلد صغير في الرياضات عموما. وفرض تخصيص 13 مقعدا للإناث و21 للذكور بالقارة الإفريقية و هو عدد هزيل بالنظر لحجم القارة و عدد دولها على الرياضيين المغاربة تقديم أفضل ما لديهم لانتزاع بطاقات الترشح والذي تحقق عبر بوابة اللقب القاري و قبل ذلك الدوريات التي رفعت أسهم الأبطال وسمحت بأن يصبحوا في دائرة المرشحين للصعود لمنصة التتويج. في هذا الإطار يتحدث التهامي الشنيور رئيس الجامعة و رئيس الوفد إلى لندن و الحكم الدولي بتفاؤل عن المشاركة المغربية و يقول:» بالنسبة لهؤلاء الأبطال فإن التأهيل هو إنجاز في حد ذاته و بما أننا ندخل المسابقة بتصنيف متقدم مثلما هو الشأن بالنسبة لعطاف صفوان و مركزه ال11 عالميا فإننا نتطلع لمفاجأة سعيدة و بأن تخدم القرعة رياضيينا لانتزاع ميدالية أولمبية». وسيفتتح ياسين مدثر المشاركة المغربية في مسابقة الجيدو يوم السبت 28 يوليوز بمركز إيكسيل بلندن بينما سيعرف يوم الثلاثاء 31 من نفس الشهر مشاركة كل من غزلان الزواق في وزن أقل من 63 و صفوان عطاف في أقل من 81 كلغ على أن يختتم المهدي المالكي المشاركة المغربية ضمن وزن أزيد من 100 كلغ يوم الجمعة 3 غشت.