-هل هناك من تأثير على الدورة الدموية؟ -الأمور هنا أكثر وضوحا، وإن كانت نسبتها في تراجع مستمر، بفضل البحث العلمي (نقصان في كمية الهرمونات المستعملة وتواجد هرمونات بديلة تكون أقل ضررا) وكذلك فحص النساء واستجوابهن قبل استعمال الأقراص، لإظهار موانع استعمال الهرمونات. -انسداد الأوردة: الذي يؤدي إلى مضاعفات محلية ويمكن أن يؤدي إلى وفاة تزداد نسبتها ب3.6 مرات عند استعمال البروجيسترون من الجيل الثاني وب7.3 مرات في حالة استعمال البيروجسترون من الجيل الثالث، كما يلعب الأستروجين دورا مهمّاً، إلى جانب الدور السلبي الذي يلعبه التدخين. وهكذا، عملت المؤسسات الصناعية والعلمية على الحث على استعمال الأقراص المحتوية على 20 ميكروغراما من الأوستروجين (مع التأكيد على التحول الهام بالمرور من 50 إلى 20 ميكروغراما، أما في حال المرور من 30 إلى 20 فإن الفوائد هنا مُحتمَلة لكنْ ليست هناك دراسات مهمة أثبتتها) وتحث المؤسسات العلمية كذلك على تفضيل البروجسترون من الجيل الثاني. أما في ما يخص القرص المهبلي واللاصق الجلدي فإنهما سببان في ارتفاع نسبة هذه المضاعفة بدرجة تتراوح بين 6 إلى 8 مرات، مما يجعلهما يتطلبان نفس الفحص الأول والمراقبة المستمرة. -انسداد الشرايين: ونخص هنا بالذكر جلطة الدماغ وجلطة القلب، لِما لهما من مضاعفات قد تؤدي إلى الموت أو إلى العاهات المستديمة. في ما يخص جلطة الدماغ: فإن نسبة التزايد قد تصل إلى 4.5 مرات في حالة استعمال الأقراص المحتوية على 50 ميكروغراما من الأوستروجين. ووجب التذكير كذلك بأن حالات ارتفاع الضغط الدموي و»الشقيقة» ووجود حالات السكري أو ارتفاع نسبة الدهون وكذلك التدخين تشكّل تربة خصبة تساعد على ظهور هذه المضاعفات. كما أظهرت الدراسات أن نقصان كمية الأوستروجين لم يغير من نسبة الإصابات، كما أن الفرق بين الجيل الثاني والثالث من البروجيسترون لم تظهره الدراسات. أما في ما يخص انسداد شرايين القلب فإن الارتفاع المهول لنسبة الإصابات (زيادة 55 مرة) قد تقلص إلى 1.36 مرة بعد المرور من 50 ميكروغراما من الأستروجين إلى 30 ميكروغراما، ولكن هذا الخط يهمّ، بالخصوص، النساء اللواتي يفوق عمرهن 35 سنة واللواتي يُدخّنّ. وتجدر الإشارة، كذلك، إلى أنه بخلاف انسداد الأوردة فإنه ليس هناك فرق بين الجيل الثاني والثالث في ما يخص انسداد شرايين القلب. - كلمة أخيرة للقراء؟ خلاصة القول إن الدراسة أثبتت أن نسبة وفيات النساء بالسرطانات وبأمراض الشرايين تتقلص عند مستعملي أقراص منع الحمل، ولكن هذا التقلص يكون جليّا بعد سن الخمسين. كما أن هذا التقلص لا يظهر عند المدخنات، وهذا يُبيّن الدور الذي يجب أن يلعبه الجميع للحد من ظاهرة التدخين. كما أن الأقراص التي كانت تحتوي على 50 ميكروغراما أو ما يزيد من الأوستروجين كانت هي المسؤولة الأساسية عن إصابات القلب والشرايين، وهكذا فإن نقصان تركيز الأوستروجين قد ساهم، إلى حد كبير، في نقصن نسبة أمراض القلب والشرايين. أما في ما يخص الفرق بين الجيل الثاني والثالث من البروجيسترون، فإن الفرق، رغم نسبيته، يجعل كثيرا من الأطباء يحثّون على تفضيل الجيل الثاني على الجيل الثالث، وتعطى أهمية كبرى للحالات الممنوعة من استعمال الأقراص المانعة للحمل، وخصوصا وجود سوابق عائلية تهمّ الدورة الدموية أو عند المدخنات اللواتي يتعدى عمرهن 35 سنة. أخصائي في أمراض النساء والولادة